الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا علينا و ليسوا معنا؟

خالد قنوت

2016 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تجتاح الاخبار و الحوارات السياسية العربية, و بقوة المواقع الاجتماعية, تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب و نائبه الداعمة لاسرائيل و طموحاتها كدولة يهودية عاصمتها الابدية القدس العربية في استعادة دورية لمشهد عربي اسلامي في معاداة أي رئيس امريكي منتخب منذ بدايات القرن الماضي و حتى هذا اليوم. لكن هل سأل العرب و المسلمون و شعوب منطقتنا انفسهم لماذا كل سياسات الولايات المتحدة الامريكية تتمحور على حلف قوي مع اسرائيل بينما هي على حلف ثانوي مع العرب و المسلمين او عداء و حروب مع بعضهم مع ان اهم مصادر الاقتصاد الامريكي تأتي من دول عربية و اسلامية بينما اسرائيل هي مستقبل كبير للمليارات الامريكية كمساعدات اقتصادية و عسكرية غير مشروطة؟؟
قد يكون الجواب لهذا السؤال الكبير موجود بين جملة الاسئلة التالية:
ماذا فعل العرب و المسلمين بترليونات الدولارات الامريكية المودعة في مصارف امريكية و اوربية نتيجة الموارد الطبيعية المستخرجة من باطن اراضيهم من نفظ و غاز و حديد و مواد مشعة و غيرها؟
هل استثمروا يوماً في مشاريع اقتصادية و صناعية و تكنولوجية في دولهم او في امريكا و اوربا؟ و هل نقلوا تكنولوجيات و خطط اقتصادية و ادارية لبلادهم و طورها حسب ظروفهم؟
هل استقطبوا الخبرات العلمية و الخبرات التقنية لبلادهم و تعلموا منها و استوطنوها بدل ان يصدروا عشرات الالوف من شباباهم و قواهم العلمية لدول اوربة و امريكا بسبب سياسات العزل و الملاحقة و التكفير و وهن الامة؟
هل اشترطوا على مصارف العالم ان تتحول فوائد اموالهم لمصلحة المنظمات الدولية او المنظمات العلمية او الطبية او الاغاثية في العالم بدل ان تذهب لجيوب من يملك تلك المصارف و هم بالاكثرية داعمين لاسرائيل؟
إن لم يستطيعوا أن يقيموا صناعاتهم و مؤسساتهم الاقتصادية و العلمية على اراضيهم, فهل نوعوا يوماً مصادر تعاملاتهم المالية و الاقتصادية و العلمية و العسكرية بدل ان يضعوا بيضهم في السلة الامريكية وحدها او الروسية وحدها او الاوربية وحدها؟
هل استثمروا فلساً واحداً في مشاريع اقتصادية او علمية او اعلامية في دول الاتحاد السوفيتي السابق قبيل سقوطه و خاصة بالفدرالية الروسية الاتحادية عندما كانت اسرائيل و حلفائها يسيطرون على الاعلام و المصارف و الثروات الروسية كما سيطرت عليها في الغرب و امريكا منذ عقود؟ بينما العرب استثمروا اموالهم في البغايا و في انديتهم الرياضية و مشاريعهم التافهة؟؟
كم من العلماء انتجوا في دولهم و جامعاتهم دون ان يتعرض هؤلاء للاستغلال او التدجين او للتهجير القسري لعدم ولائهم للسلطات القائمة؟ و هل استقطب العرب العلماء العراقيين يوم سقوط صدام و ارفدوا بهم جامعاتهم بدل او يهاجر معظهم الى امريكا و اوربة او يقتلوا في العراق؟
عندما نجيب على هذه الاسئلة البسيطة نعرف سبب وقوف كل ادارات العالم مع اسرائيل و ضد خطاباتنا المباشرة في الكراهية و العنف و تهديد الاخرين و نحن لا نملك فرصة الحصول على قوتنا بدون الموافقة الامريكية و الغربية و الدولية للتحكم بمقدراتنا و مصادر ثرواتنا. الاهم من ذلك سبب اصرار امريكا و غيرها على وجود و بقاء كل هؤلاء الحكام الدكتاتوريين و الحكومات اللاوطنية المرتهنة على رقاب شعوبنا, رغم كل التضليل و الخداع التي تمارسه علينا بانهم اصدقاء و حماة لقيم الحرية و الديمقراطية و العدالة.
السياسات الدولية تعتمد على المصالح فهل سألنا انفسنا يوماً كيف نستطيع أن نكسب هذا العالم لقضايانا العادلة دون لغة العاجز في تحميل الآخرين وزر جهله و قلة حيلته و ضعفه و حتى تخاذله, و نحن كسوريين ماذا يمكن ان نفعل لنكسب على الاقل قوة عالمية لتكون معنا في المحافل الدولية في نضالنا من أجل تحررنا و حريتنا و بناء دولتنا الوطنية؟؟ الجواب بالتأكيد, يبدأ من ذواتنا قبل الآخرين و في خطابنا الوطني الواضح في تحقيق التحرر و الحرية و دولة المواطنة لكل السوريين و في وعي مصالحنا و مصالح الاخرين في بلدنا دون التنازل على حقوقنا الوطنية, فكما يقول المفكر الراحل الياس مرقص (ليست مصالح الدول بوطننا هي الشر المطلق) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -