الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التظاهرات ضد انتخاب ترامب ما الذي تعنيه

صافي الياسري

2016 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


التظاهرات ضد انتخاب ترامب ما الذي تعنيه ؟؟
صافي الياسري
حين قلت ان مصير جلوس الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب على سدة الرئاسة الاميركية معلق باعادة تصويت مندوبي الولايات في المجمع الانتخابي المقرر اجراؤه يوم 19 ديسمبر المقبل ،أي بعد 35 يوما من اعلان فوزه من قبل المجمع ،احتج البعض او رفضوا التصديق عادين فوز ترامب امرا منتهيا واقصى ما اعتمدوه في هذه الرؤية هو التهانيء التي زفت اليه عالميا ومن منافسته كلينتون وغريمه اوباما ،فلماذا ينتظر الاميركان يوم 19 ديسمبر ليتاكدوا ان رئيسهم هو الرئيس الذي اعلن فوزه ؟؟
في الحقيقة هذا الانتظار مفروض قانونا بخاصة اذا اختلفت النتائج على مستوى التصويت بين الغريمين على مستوى نتيجة تصويت المندوبين في المجمع الانتخابي الذي فاز به ترامب ومستوى نتيجة الفرز الذي نجم عنه التصويت الشعبي والذي فازت به كلينتون
لغرض التحقق النهائي من النتيجة ،ولهذا سيعيد المجمع الانتخابي على وفق الالية القانونية المتبعة اميركيا التصويت على ترامب واحقيته .
لكن هذا ليس بالامر المهم جدا فهو الية روتينية سبق ان تعرض لها ثلاثة رؤساء لكن المهم هنا هو التظاهرات الشعبية العارمة التي اجتاحت عددا من الولايات وهددت باستخدام العنف لاسقاط ترامب ،كم تحرك ناشطون لجمع تواقيع على عريضة الاطاحة به تمكنت من الحصول على ما يزيد عن ثلاثة ملايين مواطن ولا يلزمها الا مليون توقيع اخر او مايزيد قليلا ليكون ملبها قانونيا ويمكن تنفيذه .
هذه التظاهرات حدث جديد على الساحة الاميركية في ما ينهلف بانتخاب الرئيس اذ لم يحدث اعتراض شعبي على انتخاب رئيس اميركي على امتداد اجراءات ونتائج انتخابات 45 رئيسا اميركيا،وهي بذلك تحمل مغاز كثيرة وتطرح اسئلة عميقة بابعاد متعددة في مقدمتها السؤال حول العلاقة بين المجتمع والنظام الاميركي ؟؟ وكم اتمنى لو ان الفيلسوف لاميركي العالمي تشومسكي ناقش هذا السؤال ،وهل يات هذا النظام مرفوضا ومتهرئا الى حد المطالبة بتغييره بتوجه شعبي ؟ وهل يرى الاميركان ان ديمقراطيتهم باتت عاجزة عن منع من لا يملك الكفاءة لقيادة دولة عظمى بمستوى اميركا من الوصول الى سدة الرئاسة ؟؟
ان التبدلات التي ضربت المجتمعات الدولية بعامة لا يمكن ان تبقى بمنأى عن التاثير في المجتمع الاميركي ،وهذا يعني ان ثوابت اميركية كثيرة يمكن ان يطالها التغيير الجذري وليس على السطح فقط ،ومن ذلك الديمقراطية الاميركية .
وربما شكل انتخاب ترامب بمواصفاته المعروفة التي تدلل على قلة كفائته الصدمة التي دفعت الى صحوة اجتماعية تمثلت في التظاهر على نتيجة انتخابه يقول المحامي انطوان – ع- نصر الله بهذا الخصوص
إنه ما إن ظهرت نتائج الانتخابات الاميركية حتى طافت مكنونات شريحة من الاميركيين على السطح، معبّرة عن رفضها الصريح للنتائج التي أفرزتها، والتي أدّت الى فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وقد تجلّى ذلك في موجة تظاهرات عمّت عدداً من الولايات، إضافة الى الحملات الرافضة انتخاب ترامب التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، واحتجاج معظم صانعي الرأي العام الأميركي والدولي على فوز هذا المليونير الذي هو ابن النظام الاقتصادي الحر ومجسّد الحلم الاميركي، والمرفوض أقلّه ظاهرياً من الطبقة السياسية التقليدية، علماً بأنّ منافسته هي ركيزة من ركائز النظام السياسي الاميركي التقليدي.
شكّل الاعتراض على انتخاب ترامب والمستمر ليومنا هذا، والذي اتخذ في بعض الولايات منحى عنيفاً، صدمة وتساؤلات لدى العديد من المراقبين، فهل صحيح أنّ الاعتراض هو على اسم الفائز وعلى أفكاره فقط؟
(وهذا ما يهمني ان اجد اجابة عنه مصداقا لقولي ان هذه التظاهرات انما هي ظاهرة لرفض من نوع اخر وخطوة وان لم تتبلور بقوة ووضوح بعد باتجاه التغيير وضرب مرتكزات الديمقراطية الاميركية التي ينظر لها الشعب الايركي الان على انها باتت متهرئة وعاجزة وانها غير قادرة على تسيير دفة الحياة السياسية الاميركية وان قانون حكم الشعب عبر ممثلي الشعب لم يعد صالحا )
ويواصل المحامي نصر الله القول :علماً أنّ التاريخ الاميركي الحديث حمل الى سدة الرئاسة أسماء آتية من عالم غريب عن السياسة الى رئاسة الجمهورية. ففي العام 1980 انتخب الممثل الاميركي رونالد ريغن رئيساً بعد معركة مع الرئيس المنتهية ولايته جيمي كارتر من دون أن نشهد أيّ اعتراض شعبي يذكر.
صحيح أنّ ريغن كانت لديه خبرة سياسية كونه كان حاكم ولاية كاليفورنيا، إلّا أنّ خبرته وماضيه كانا غريبين عن التقليد الرئاسي الاميركي.
وهل من الممكن وضع الاعتراض الشعبي على وصول ترامب تحت خانة رفض النظام الذي تجرى على أساسه الانتخابات الرئاسية؟
ولكن بالعودة ايضاً الى التاريخ القريب نرى أنّ انتخابات العام 2000 والتي دارت بين المرشح الديموقراطي آل غور والجمهوري جورج بوش الابن حسَمتها المحكمة الأميركية العليا، حينما أعلنت فوز الثاني بعد 35 يوماً من اجرائها، وكانت المرة الوحيدة في التاريخ الاميركي التي تحسم فيها المحكمة العليا اسم رئيس الولايات المتحدة.
يومها انتظر الجميع ظهور نتائج ولاية فلوريدا لحسم نتائج الانتخابات، ومع تأخّر ظهورها وتقارب غير مسبوق في أصوات الناخبين في هذه الولاية المهمة، دخل المرشحان في معارك قضائية حسَمتها المحكمة بإعلانها فوز بوش، علماً بأنّ خمسة من اعضائها التسعة يحبّذون الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه المرشح الفائز، وعلى الرغم من ذلك الجو المشحون لم ينزل الناس الى الشارع ولم يتظاهر أحد ضد النتائج او ضد قرار المحكمة.
من هنا،( وهذا هو مربط الفرس وجوهر المقصود في مقالي - صافي ) تعتبر الاحتجاجات الحالية ظاهرة جديدة في الحياة السياسية الاميركية الحديثة، وكأنّ مطلقيها قد استلهموا من التحركات الشعبية في البلدان التي ينقصها او لا تملك آليات تغيير ديموقراطية طرق تحرّكهم للضغط على المسؤولين... ما يدل على تبدّل مهم وعميق في مزاج الرأي العام الاميركي، الذي لم يعد يعتقد أنّ الديموقراطية بمعناها التقليدي (حكم الشعب بواسطة الشعب) تُعبّر عنه وعن احلامه.
لا بل هو يخاف منها خصوصاً أنها وبأسلوبها الحالي تستطيع أن توصِل رئيساً تُثار حول مواقفه الكثير من التساؤلات من دون أن تستطيع فرملة انطلاقته.
هذا الحراك لن يهدم الهيكل الاميركي، وهو القائم على مجموعة من التعقيدات والتحالفات والمؤسسات القوية، ولكنّه جرس إنذار حقيقي لشيء ما يتحرّك داخل الولايات المتحدة الاميركية وقد يكون صدى لما يجري في العالم.
وبالطبع لن تعرقل الاحتجاجات وصول الرئيس العتيد الى سدة الرئاسة، إلّا في حالة انقلاب بعض مندوبي المجلس الانتخابي الكبير يوم 19 كانون الاول على إرادة ناخبي ولايتهم وإعطائهم أصواتهم لكلينتون بدل ترامب، وهنالك أمثلة في التاريخ الاميركي على مثل هذا الامر، ما يبدّل المشهد السياسي الحالي وأهداف المتظاهرين.
وفي كل الاحوال، لا يبدو أنّ الدولة العظمى تستطيع أن تعيش الحياة الديموقراطية الصحيحة مع هكذا نظام انتخابي رئاسي مريض.
الى كل اصدقائي الذين ابدوا استغرابهم وعدم تصديقهم ما يجري الان في اميركا ،اقول انه امر لا يدعو للاستغراب وانما هو طبيعي وقانوني في ما يخص الانتخابات وسيحسم في 19 ديسمبر كما ذكرت ،لكن المهم حقيقة هو ظاهرة التظاهرات والاعتراضات الشعبية ،وما هو تفسيرها التاريخي والمنطقي في الراهن والمستقبل الاميركي قياسا على سيرورة – روما الاميركيه التاريخية منذ قيامها ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس