الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الحليم خدام ...من العار أن تعضوا أيها الرفاق

مفيد عيسى أحمد

2006 / 1 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


( تكلم كي أراك ) .. عبد الحليم خدام أربعين عاماً في السلطة كنا نسمع باسمه فقط و نشاهده و المشاهدة غير الرؤية سمعناه مرات قليلة يتكلم ....لكن يبدو أن ما قاله سابقاً لا يعدو فائضاً لفظياً لا يعبر عما في داخله، انتهى الفائض اللفظي الآن .. ليبدأ الهراء و هو الأسوأ، الخدام بالتأكيد رأيناك.
يحق لخدام أن يتكلم و واجبه أن يفعل ذلك فالرجل لم يفعل شيئاً، لم يسرق أموال الدولة و لم يرتش لم يستغل منصبه هذا واضح لا داعي للاثبات ..؟ ليس في حياته السياسية و العملية ما يشوبها مذ كان محافظاً لحماه إلى لحظة جلوسه بوقار متكلف و رزانة هشة في قصر أوناسيس زوج جاكلين زوجة كينيدي و جون كالمرحوم الحريري مات غيلةً، لهذا السبب اشتراه له نسيبه الحريري. ليس ثمة ترابط في هذا الكلام أعرف ذلك ربما تأثرت بما ورد في مقابلة الخدام .
يحق للخدام أن يتكلم و الكلام لا جمرك عليه كما البضاعة الفاسدة التي كان يتاجر بها، هناك من يتكلم من عقله و هناك من يتكلم من جيبه و آخرون يتكلمون من حنقهم وحقدهم و الأخطر من يتكلم ما يريده الآخرون و هو لا يعدو جهازاً ناطقاً، لا نريد ظلم الببغاوات بالتأكيد لديها ما يكفي من الطرافة و من العذر في ترديد ما يقال أمامها وربما شيء من الاحساس
يحق له أن يتكلم ما الذي فعله هذا العجوز الوادع سوى أن يحب الفيديو و السينما والفن و البحر و الكافيار و اليخوت والقصور و الأهم حبه المكبوت للسيطرة ، الذي لم يبق سوى خطوة واحدة لتصبح مطلقة، لكنه عجز عنها والعجز حكمة.
فيلتكلم ( أقل منها ) فهو رأى اعوجاجاً ويريد تقويمه، و لكنه نسي القول البليغ ( من أراد أن يقوم فليفعل بسيرته و ليس بلسانه ) و سيرة الخدام معروفة، لذلك أراد التقويم بلسانه.
يحق له الكلام و قد خلق له لسان ما الذي سيفعل به، و المرء بأصغريه قلبه ولسان، مسكين هذا الرجل أربعين عاماً من التناحر بين قلبه ولسانه إلى حد أن قلبه كان على وشك أن يقفز من حنجرته ليطالعنا بكل ذلك السواد.
الخدام اختار الوطن، فكانت باريس و قصر أوناسيس، هذا ما يفعله من ينقصهم وطن، ليس ثمة إشكالية في تعريف الوطن، فهو يحس و يعرف معرفة يقصر عنها اللفظ ، و لكن ثمة من لديه معنى محدد له ربما هو ..حفنة نقود أو السطوة و القصور أو كازينو و ربما حضن عاهرة.
الخدام و جد وطنه أخيراً، باريس ، قصر أوناسيس، وحرير يرفل به لم يأت عبر طريق الحرير الذي يعبر سورية بل عن طريق تلك القامات الشيطانية التي احترفت البيتروكيمياء، و التي ستفاجأ يوماً أنه لن يبقى سوى معادلات مختلة. ليس من المعقول أن يكون القصر فارغاً فلا بد أن يعج بما يليق بسمعة الحريري الابن ، رحم الله الأب يبدو أنه مات فعلاً ، فما تركه من حنكة و تبصر ذهب هباءً، كالماء في رجمة حجارة .
الخدام يعرف ما يفعل .. فهو أصبح أقريب إلى متحف الشموع ، و هي خطوة نحو خاتمة مجيدة
تساويه بالعظماء.
لما هذه الضجة والرجل لم يفعل شيئاً لم يستجر كهرباء بطريقة غير مشروعة ولم يخالف إشارة مرور و لم يبني بيتاً مخالفاً و هو مواطن صالح، فقط استجر نفايات نووية ليدفنها في البادية السورية لكي يخلصها من قحولها ، صحيح أن قبض عليها ملايين الدولارات لكن ذلك تضحية منه في سبيل إدخال سورية العصر النووي، كما أن للرجل أيادي بيضاء في الأمن الغذائي و ذلك باستيراده اللحوم المعلبة الفاسدة، لا ضير فهو يعلم أن الله منح هذا الشعب من الحصانة الجسدية ما جعله قادراً على تحمل كل عصيات الكون وميكروباته. خاصة تللك الميكروبات المرئية بحجم الانسان و ليتحسس نفسه.
للخدام كامل الحق في الكلام، في حال كان الكلام غريزة وليس ناتجاً عقلانياً، لما ننكر مساهمته في السياحة ألم يحسن منظر بعض المناطق ببنائه قصوراً فيها، كما فعل في الباصية حيث زين الشاطئ بأربع قصور و مرسى ليختيه، عدا عن قصوره الأخرى في بلودان وغيرها كل هذا من عرق جبينه و من حر ماله، ربما أطل من أحد هذه القصور ليرى أولئك الفقراء ينقبون في القمامة ليأكلون، فأصابته تلك الحالة البوذية، ليذهب بعدها ويبحث عن الخلاص في باريس .
كما أن للخدام أيادي بيضاء في اختيار الكفاءات و الكوادر و خاصةً في محافظته، ومن يتناسى نذكره بمدير معمل الاسمنت الأسبق في طرطوس و مدير الشركة السورية لتوزيع النفط السابق و القائمة طويلة، كلها قائمة شريفة ساهمت في الشراكة بين القطاع الخاص والعام لدرجة الخلط، و عدم كفاية لفظة فساد لوصف هؤلاء الأشخاص.
هذا غيض من فيض قذر و لا داعي للاستمرار، كنا نتمنى أن تكون حديث الخدام مترابطاً و منطقياً على الأقل ، فلا ندري كيف يكون الرئيس بشار الأسد متفرداَ في الحكم و يذكر أنه استشار الشرع و استشاره و يتهمه أيضاً أن هناك من يسيره، أما أن السيد الخدام لا يعتبر من يخالفه رأيه، ربما .
يعترف الخدام بكياسة الرئيس الأسد و أدبه الجم في مخاطبة الناس، ثم يقول أنه خاطب الرئيس الحريري بكلام قاس جداً، لا حظوا التناقض، حتى لو حدث و كان هذا الكلام فالأمر لا يعدو خطاباً سياسياً و هو أدرى ، اقرؤوا كتاب السلام المفقود لكريم بقرادوني لتعلموا بأي لهجة كان السيد المهذب خدام يخاطب اللبنانيين، ما قوله بذلك...؟
لو صدر هذا الكلام من شخص نظيف لقبلنا ذلك و قدرناه، أما هو فلا داعي للكلام ( من فمك أدينك ) و ( من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة ) و لكن أنت معذور على مبدأ ( إذا لم تستح فافعل ما شئت ) .
لو أن هذا الموقف أتى في وقت سابق لكنا قدرنا ذلك ، كنا قلنا أن الرجل اختلف مع القيادة السورية سياسياً، وقد نرى موقفه صحيحاً و قد لا نرى أما الآن ..في هذه الحالة و هذا الوقت ..
خدام لم يرفض النظام و هو أمر نعرفه بل رفضه النظام و لم يختر الوطن و هذا واضح .. إلا إذا كان الوطن كما أسلفنا. كل ما هناك أنه أخرج خارج دائرة السلطة و لم يفلح بالعودة رغم وساطات هو يعلمها، و لو نجحت تلك الوساطات لعاد أشرس و استمر في سيرته السابقة و لكن هذا لم يتم و هو ما دفعه لما فعل .
عبد الحليم خدام يذكرنا يقول لزوربا في رواية كازنتزتكس الشهيرة نصه ( عندما يصبح الانسان بلا أسنان يسهل عليه القول : من العار أن تعضوا أيها الرفاق ..)
خدام يعرف رفاقه الحقيقيين الذين ما زال بمقدورهم الاستمرار في التهام ما يريدون . و ليس رفاق الحزب أو العمل السياسي خاصة الشرفاء منهم رغم قلتهم . و نحن أصبحنا نعرفهم بعد حديثه الأخير من قصر أوناسيس الذي اشتراه الحريري .. سعد ... خدام ...ربما هناك أسماء أخرى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-