الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعقيدات تأليف الحكومة اللبنانية !!!

خورشيد الحسين

2016 / 11 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بسبب تركيبة لبنان الفريدة والمميزة كل شيء فيه يخضع لحسابات أدق من ميزان الذهب فالأحجام السياسية والطائفية والمذهبية يصبح تشكيل حكومة في أي زمن وأي عهد عبارة عن مؤتمر عام للطوائف والقوى تتباحث وتتشاور وهذا يضغط من هنا وذاك من هناك فالكل يريد الحصة الأكبر والأكثر دسامة ,وبالتأكيد لن تكون هذه الحكومة التي تعاني من مخاض الولادة بعيدة ومختلفة عن سابقاتها .
لذلك ترى بعض المصادر المطلعة على ملف التأليف أن ليس بعيدا التراجع عن حكومة الثلاثين وزيرا الى حكومة ال24 وزيرا .مما يعني أن تتشكل الحكومة من القوى الأساسية لجهة التوزيع السياسي وليس الأسماء تماما كما هي حال حكومة تصريف الأعمال الحالية مع آستثناء بسيط كإعطاء وزارتين لحزب "القوّات" من الحصّة "الثلاثيّة" التي كانت لحزب "الكتائب".
مما يعني وعلى الرغم من إمتعاض "التيار الوطني الحُرّ"،فيما يتعلق بتطبيق مبدأ المداورة على الوزارات التي إصطلح على تسميتها "سياديّة"فأن ذلك لن يتحقق وعلى رأس الأسباب إصرار رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي على الإحتفاظ بوزارة المالية للطائفة الشيعيّة بشخص الوزير علي حسن خليل وسيحتفظ تيار المستقبل (السنة)بوزارة الداخليّة والبلديات وفي حال آستمر (االفيتو) على القوات اللبنانية في عدم تسلمهم أي وزارة سيادية ستبقى وزارتا الدفاع والخارجيّة من نصيب المسيحيّين، وتحديدًا "التيار الوطني الحُرّ" وحصّة رئيس الجمهوريّة.أما فيما يتعلق بوزارتي الإتصالات والعدل فلم يحسم أمرهما لما لهاتين الوزارتين من أهمية وحساسية وتأثير على الأمن القومي .
أما ما يزيد مشهد التأليف تعقيدا هو عدم إمكانية منح كل القوى السياسيّة الأساسيّة وزارة "خدماتيّة" ومن المعلوم للجميع أن هذه الحكومة فيما لو قدر لها (التقليع) ستكون الحُكومة المُكلّفة تنظيم الإنتخابات النيابيّة المقبلة مما يعني حاجة مختلف الأحزاب والقوى السياسية الى وزارات خدماتية لإرضاء المؤيدين وآستمالة آخرين وهي عملية رشوى غير مقنعة أصبحت عرفا وطنيا عاما وكما يقول مصدر مطلع على ملف التأليف (من هنا تبدو الشهيّة كبيرة على وزارات الصحّة والتربية والأشغال، وبدرجة أقلّ على وزارات الصناعة والإقتصاد والعمل، في حين يبدو الإهتمام بوزارة الطاقة والمياه مُتفاوتًا بين الخوف من إحتراق أوراق حاملها بثقل ملفّي الكهرباء والمياه المُتعثرين،) ربما يكون هذا السبب معيقا ومؤخرا ولكنه أيضا قد يكون حافزا لبعض القوى كي تخفض قليلا من سقف مطالبها مهما كان حجم ما تناله من (الحمص الخدماتي ) الموزع في (مولد المحاصصات ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24