الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أب مظلوم وأب ظالم متجاوران في بلد المظالم

طارق المهدوي

2016 / 11 / 14
سيرة ذاتية


أب مظلوم وأب ظالم متجاوران في بلد المظالم
طارق المهدوي
بينما لا يكف المصريون عن شكاواهم المستحقة من مظالم دولتهم فإنهم في الوقت ذاته يتسترون عمداً على مظالم مجتمعهم رغم أن هذه المظالم وتلك هما وجهان لنفس العملة الرديئة التي تعطل حياة الإنسان وحرياته وحقوقه ومصالحه، وبعيداً عن دراساتي المختلفة حول الدولة المصرية المعاصرة ولكن ليس بعيداً عن دراستي العلمية المستفيضة لمظالم المجتمع المصري المعاصر، والتي كنت عاكفاً عليها قبل أن تصيبني الدولة المصرية المعاصرة بإحدى مظالمها المتمثلة في محاولة اغتيال أفقدتني بصري، فإنني سأعرض نموذجين لأبين اثنين أحدهما من الظالمين والآخر من المظلومين رغم تقارب المفردات المجتمعية المحيطة بكليهما ومرورهما على حياتي الشخصية تباعاً خلال فترة زمنية متقاربة عند البدايات الأولى لتسعينيات القرن العشرين، حيث كنت في الثلاثينيات من عمري وأشغل وظيفتين مرموقتين إحداهما دبلوماسية والأخرى إعلامية وأنشر كتبي ورواياتي وقصصي ومقالاتي داخل مصر وخارجها، مع ما صاحب ذلك التألق العمري والمهني من وجود مكثف لوجوه نسائية متنوعة حولي لم تمنع رغبتي في الزواج باعتباره الشكل الأمثل للعلاقات الحميمة المستديمة بين الرجل والمرأة!!.
1 – حجزت لي الشابة الدبلوماسية ذات السلوكيات المنضبطة ظاهرياً موعداً مع أبيها الدبلوماسي المخضرم في منزلهم القاهري حيث ذهبتُ حاملاً باقة ورد وعلبة شيكولاتة، وعقب استماع الأب لطلبي بالزواج من ابنته مع عرضي بتحمل كافة تكاليف ما قبل وأثناء وبعد الزفاف إلى جانب تقديمي لشبكة ذهبية كهدية مني إلى العروس حسب التقاليد، طالبني بالتوقيع على إيصال أمانة كان قد أعده سلفاً وهو ذلك الذي يستخدمه المصريون لإخضاع الأزواج وإذلالهم ويسمونه قائمة المنقولات الوهمية، وإزاء الإصرار الجشع من قبل الأب ورفضه لكافة البدائل الأخرى التي طرحتُها عليه مثل رفع قيمة الشبكة الذهبية أو كتابة مبلغ ضخم في الأوراق الرسمية كمؤخر صداق وإزاء الاستسلام النفعي من قبل الابنة، فقد انتهى الأمر بانسحابي لكيلا أظلم نفسي مع هذا الأب الظالم!!.
2 – حجزت لي الشابة الإعلامية ذات السلوكيات المتحررة ظاهرياً موعداً مع أمها الإعلامية المخضرمة في منزلهم القاهري حيث ذهبتُ حاملاً باقة ورد وعلبة شيكولاتة، وعقب موافقة الأم على طلبي بالزواج من ابنتها مع عرضي بتحمل كافة تكاليف ما قبل وأثناء وبعد الزفاف إلى جانب تقديمي لشبكة ذهبية كهدية مني إلى العروس حسب التقاليد دون اشتراط توقيعي على أية إيصالات أمانة، اتضح أن أبيها ليس متوفياً كما أشاعت بل مازال على قيد الحياة ومتزوج من أخرى بعد طلاقه لأمها التي تزوجت هي أيضاً من آخر الأمر الذي بدا لي اعتيادياً ومفهوماً، ولكني لم استطع فهم إصرارهم على أن أتجاهل الأب وأعتبره في عداد الأموات وأقوم بقراءة الفاتحة وتوقيع الأوراق الرسمية مع زوج الأم كوكيل عن العروس مع رفضهم لكافة البدائل الأخرى التي طرحتُها عليهم، مثل مكاشفتي بالجرم الذي ارتكبه الأب ليستحق عليه ذلك العقاب الاجتماعي القاسي المطلوب مني مشاركتهم إياه أو اختيار وكيل آخر للعروس غير زوج أمها فانتهى الأمر بانسحابي لكيلا يتم استخدامي ضد هذا الأب المظلوم!!.
طارق المهدوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة العربية: حزب الله أسقط مسيرة إسرائيلية فوق المناطق ال


.. مشاهد تظهر حجم الدمار في مقر قيادة إسرائيلي.. وحزب الله يعلن




.. لقطات جديدة لإسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية في أجواء بلدة القصي


.. كواليس موافقة بايدن على ضرب كييف لأهداف داخل روسيا بأسلحة أم




.. واشنطن تمدد بقاء 4 سفن في البحر الأحمر لمواجهة هجمات الحوثيي