الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إليكَ يا بنيّ أكتبُ قصيدتي!

محمود العكري

2016 / 11 / 15
الادب والفن


إليكَ يا بنيّ أكتبُ قصيدتي!
_____________
أنتَ هناكَ في المدى
أنا هنا في السكون
لم ترني ولم أرك
لم تسمع صوتي
ولم أسمع صراخك
كلانا نفتقد بعضنا
وكلانا متشوق لنا
فهل نلتقي؟
********
ذاك هو السؤال المختفي
لست أعلم ما ستقدمه لي
هذه الحياة
كقربان هذه المرة
هل ستقدم لي دماً جديدا
تعودتُ عليه
أم ستفاجئني بزهرة
تكون أنتَ هي!
********
أولاً: اعذرني للخطأ
الذي ارتكبته في حقك
ثانيا: ليس لي دخل في
ما وقع أو سيقع.ك
ثالثا: أنا أحبك
رغم أني لا أعرفك!
********
لم يكن بيدي حيلة
غير أن آتي بك وفي
عقلي أحلام لك
لكن مجرى اللعبة يا بني
صار كبيراً علي
هذا اعتذاري الأول!
********
قد تجد لك اسماً
ليس اسمك
قد تجد جنبك أبا
ليس أبك
قد تكبر بين أحضان
ليست لك
قد لا تتعرف
من أنت
وقد يخدعونك بقول:
كذا وكذا!
وهذا اعتذاري الثاني!
********
ربما نحن لن نلتقي
لكنك دمي ولحمي
وسأحارب من أجلك
سأقتلُ كل من
يتعرضُ طريقي
سأمضي نحوك
كوحش جائع
ولستُ مهتما
غير بك
ومن أجلك
أنا هنا في جانبٍ ما
من هذا الكون
وهذا اعتذاري الثالث!
********
لكن اسمعني الآن جيدا
يا من لستُ أعلم اسمك
انصت وفقط
أبوك ليس ذلك
غير المهتم بك
وليس ذلك الذي
لا يهتم لشأنك
كما أنه ليس أبا أنجبك
لغريزة حيوانية وفقط
********
أبوك تمت خيانته
تم اللعب به
أبوك تم استغلال
طيبوبته وحسن قلبه البريء
أبوك تائه لكنه في
نفس الآن مرتاح لأنك
لم تأتِ بعد لترى
مرارة هذه الحياة!
********
أعلمُ أنكِ لن تقرأ
هذه الحروف
إلا بعد 20 سنة من الآن
وأعلم أنكَ حينها ستكون
كيفما كنتُ
قوياً جباراً أسداً
جميلا!
قد تجدني حياً
ربما ميتاً
********
لكنّ هذه الكلمات
وإن هي وصلت ليدك يوما
ستغير بالتأكيد مجرى
حياتك
كما غُيرت مجرى
حياتي
إنهُ سنّ الصدمات يا بني..
********
سيكونُ عليكَ أن
تتقبلّ التقلب
وحدها مفاصلُ الطرق
من تمدنا
بفرصةِ الإختيار!
لا أدري حقاً
أيّ نوعٍ من التربية
ستكبر عليها
ولا أعلمُ حقاً
أيّ نمطٍ
سينمطونكَ عليه
ولا أيّ فكرٍ
سيمنهجونكَ تحته
لا شيء عنكَ حقا
ً أعلمه!
********
لكني متأكد من أنك
ستكون مستعداً
لقراءة هذه الأحرف
بتمعن شديد
وأنا هنا أبوك
لأرشدك
لا تتبع أيّا كان
اتبع عقلك وفقط
لا تخضع للقطيع
وثقافاتهم
واستمتع بوحدانيتك
لا تهتم بما يحدث في
هذا العالم الأسود
وركز على اهتمامك
بكَ وحدك..
********
لقد صادفت ما يكفي
من التعاسة والألم
واستلقيت على فراش
الموت حياً
ولا زلت هنا اليوم
لكي أكتب لك
إنّ الكتابة وحدها
يا بني من تجعلني
أكثر قوةً وصموداً
كنت أطمحُ
لآخذكُ بين ذراعي
لكنهم وهبوك لذراعٍ ماكر
كنتُ أطمح
لأكون أولَ من يقبلك
لكنهم وهبوك قبلةً مزورة
كنتُ أطمحُ
لتكبر معي لكنهم حرموني
منكَ يا صديقي…
********
ما العمل!
أتفهمني؟
يجب عليكَ ذلك!
ربما أنت تتساءل الآن:
من هذا؟
هل أحلم؟
لماذا الآن بالضبط؟
أين كنت كل هذا الوقت؟
معك حق يا بني
نعم معك حق
وكل الحق
لكن ألق نظرةً سريعةً
على هذا العالم!
انظر للحدود التي
أقاموها بيننا
وانظر للحواجز التي
منعوني من اقتحامها
ستعرف فوراً أن هذا
الوطن ليس وطنا للجميع
********
إنه وطنهم، من هم؟
تعرف عليهم..
لقد راقبتكُ ما يكفي
وسال دمي ما يكفي
وأنت تكبر
انتظارا لهذه اللحظة
يا بني..
انتظارا لليوم الذي أتأكد
فيه بأنك مستعد
لتتعرف على من تكون!
على أن تعرف
من أنت
ومن أين أتيت!
********
هذا هو الوقت المناسب،
نعم أنت اليوم ناضج
بما يكفي لتفهم!
وأنت الآن تقرأ،
ربما تتساءل:
ما الذي حصل بالضبط؟
حسنا، لم أكن أريد
ُ أن أجعلك
سلعةً رخيصةَ الثمن
لأحيا بك!
لم أكن لأقبل
مالَ الدولة
ِ لكي تكبر وتنمو عضلاتك
لم أكن لأقبل
بكثيرٍ من الأمور
يا بني
ولهذا قلت لك:
خُدعت!
********
فهمت الآن من السبب؟
اسأل عمن
أخذ المال مقابل
أن تكبر وتحيا
مقابل أن تمارس
حقك الطبيعي
في أن تكون
أظنك قد فهمت،
فأنت ابني،
كيف لا تفهك لغتي؟
********
القرار بيدكَ الآن،
أنت حرّ بما يكفي
لتفعلها..
أنصت لقلبك
وعقلك معاً
ثم حاسب كلّ
من كان السبب!
فأنت ابن الجبل،
ابن العاصفة،
ابن القوة يا بني
هذا نسبك،
وهذا أنت،
وافعل ما تريد
لكن ما أريدك
أن تعرفه هو أنني:
أحبك لا غير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو


.. بأغنية -بلوك-.. دخول مفرح للفنان محمد الجراح في فقرة صباح ال




.. الفنان محمد الجراح: قمت بالكثير من الأدوار القوية لكنها لم ت


.. نقيب المهن التمثيلية يكشف حقيقة شائعة وفاة الفنان حمدى حافظ




.. باراك أوباما يمسك بيد جو بايدن ويقوده خارج المسرح