الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني

تميم منصور

2016 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا يفتح الطريق المسدود امام الفلسطينيين الا الشعب الفلسطيني
تميم منصور

هدد رياض منصور أحد كبار الدبلوماسيين الفلسطينيين ، وممثل فلسطين في الأم المتحدة ، بأنه في حالة قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها من مدينة تل أبيب الى مدينة القدس ، فأن رد الفلسطينيون ضد أمريكا سيكون قاسياً ، لأن هذه الخطوة من وجهة نظره مخالفة لكل الأعراف الدولية ، وفي نفس الوقت فهي خطوة استفزازية لا يمكن التسليم بها .
أطلق هذا التهديد وهو في حالة غضب ، وعندما سأله الصحفيون عن طبيعة الرد القاسي الذي يلوح به، تلكأ قليلا ثم قال : سوف نجعل أمريكا تشعر بمرارة ردنا ، سوف نتقدم كل يوم بشكوى ضدها احتجاجاً ضدها ، حتى أنها لو أقدمت على استخدام حق النقض الفيتو لمنع أي قرار يمكن أن يصدره مجلس الأمن ، سوف نكرر تقديم الشكوى للإستمرار باستفزاز السلطات الامريكية .
هذا التصريح يؤكد بأن اللجوء الى المنظمات الدولية المحدود من قبل الفلسطينيين ، هو السلاح الوحيد الذي بقي متوفراً بين أيديهم للدفاع عما تبقى من حقوق مشروعة في وطنهم ، مع العلم أن المنظمات الدولية اعتبرت بالنسبة للفلسطينيين خاصة ملجأ الضعفاء ، يرتادونها وهم يسيرون على عكاكيز الخوف والتردد والمهانة والهزيمة ، أن رياض منصور المعروف عنه بسرعة انفعاله ، يدرك وهو يقدم هذه الضريبة الكلامية بأن قيادته في رام الله لا تجرؤ على مناطحة أي قرار أو موقف أمريكي حتى لو كان معادياً للشعب الفلسطيني ، لأن قرون السلطة الفلسطينية قد تحطمت منذ أن انحرفت السلطة عن إرادة الشعب الفلسطيني ، كما أن هذه السلطة لا تزال تتنفس من رئات الفتات الذي تقدمه أمريكا لرجالاتها ، وأن أسطول السيارات الجديدة التي ظهرت في الأيام الأخيرة متكدسة في إحدى الموانىء الإسرائيلية وقدرت بالمئات ، جميعها أرسلتها أمريكا مكرمة لأبي مازن وأعوانه ، كجائزة لهم على موقفهم العدوان السعودي على اليمن وانضمامهم الى الجوقات العربية المعادية لإيران ، هذا ما أقرت به وسائل الاعلام الإسرائيلية وغير الإسرائيلية .
أن موقف السفير رياض منصور الحاد ، يؤكد أيضاً بأن القيادة الفلسطينية كغيرها من القيادات العربية ، كانت تنتظر فوز الحزب الديمقراطي في الانتخابات الامريكية الأخيرة برئاسة هيلاري كلنتون بدلاً من مرشح الحزب الجمهوري ترامب ، لكنهم جميعاً أصيبوا بخيبة أمل من نتيجة الانتخابات ، والدليل على ذلك ، أن المستشار الاستراتيجي للرئيس محمود عباس ويدعى " حسام زملوط " صرح عشية اجراء الانتخابات ، بأن الفلسطينيين ينتظرون فوز أوباما من جديد يعني " كلنتون " لأن عهد أوباما مميز بالنسبة للفلسطينيين حسب ادعائه ، أن هذه الشهادة التي لا يستحقها أوباما وحزبه ما هي الا نفاقاً وجزءاً من الهزيمة لدى القيادة الفلسطينية المستمرة في خداع الشعب .
هل نسي هذا " الزملوط " الذي لا يعرف أي نوع من أنواع العمل الاستراتيجي ، أن آخر ما قدمه أوباما لحكومة الاحتلال هو المزيد من طائرات " أف 35 " وانه وافق على تقديم أكبر دعم مالي للإحتلال قُدر ب37 مليارد دولار ، خلال العشر سنوات القادمة ، هذا الدعم المالي وحده كاف لتثبيت الاحتلال الى يوم يبعثون ، وكاف لبناء الف مستوطنة جديدة ، قال أوباما بعد أن أعلن عن مكرمته لإسرائيل بانه يعيش بضمير مرتاح لأنه قدم ما لم يقدمه أي رئيس امريكي سابق .
أن هذا الانجذاب والهوى من قبل العديد من القيادات الفلسطينية لامريكا ، يؤكد بأن الاحتلال لا يشمل الأرض الفلسطينية ، بل ان الانسان الفلسطيني أيضاً محتل ـ في مناطق احتلها الرعب ، ومناطق احتلها الجوع ومناطق احتلها اليأس ، وأنه لم يعد يؤمن بأن الحرية لا تُعطى بل تؤخذ ، وأن من كان عبداً لنفسه أو لغيره لا يستطيع توفي الحرية للآخرين .
ليس الفلسطينيون وحدهم من انتظر خروج الدخان الأبيض من مقرات مرشحة الحزب الديمقراطي كلنتون ، فبعد الإعلان عن النتائج ، اعلن الحداد في البلاط السعودي وبقية القصور والابراج في مشيخات الخليج ، ما يهمنا من كل هؤلاء هم الفلسطينيون ، لأن طاعة الأنظمة العربية لعواصم القوى الامبريالية ، له مردود يخدم هذه الأنظمة ، يقدم لها الأسلحة لحماية نفسها من غضب شعوبها ، أما بالنسبة للفلسطينيين فأن انصياعهم لمطالب هذه القوى لا مبرر ولا مردوداً ايجابياً ، لأن هذه القوى معنية دائماً المحافظة على أمن إسرائيل ، ومعنية أكثر بالاستمرار بتكبيل أيادي الشعب الفلسطيني ، كي يستمر الاحتلال بدون خسائر ومواجهة .
لا يمكن أن ينال الشعب الفلسطيني حريته ما دام لا يسيطر على استقلالية قراراته ، والتاريخ يشهد بأن الشعب الفلسطيني قدم أعز ما يملك من شهداء ، وعانى من مرارة الاحتلال ، لأنه فرط و لازال يُفرط باستقلالية قراره ، مما حول القضية الى كرة تتلقفها الأنظمة العربية ، وكل نظام يريد أن يضعها في سلته أو في المرمى البعيد عن مرمى الشعب الفلسطيني .
لقد قدم الشعب الفلسطيني في سبيل السيطرة على زمام المبادرة للوصول الى غاياته أغلى ما يملك ، وكان الرئيس عرفات أحد هؤلاء الشهداء ، حيث تم اغتياله في المقاطعة من قبل إسرائيل وبعض ومساعديه الذين اشتركوا في المؤامرة للتخلص منه ، لأنه رفض الموافقة على " كامب ديفيد 2000 التي عقدت في منتجع كامب ديفيد في 11/ تموز عام 2000" وحضرها الرئيس السابق كلنتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ايهود براك ،دامت القمة أسبوعين وباءت بالفشل ، وقد اتهم الرئيس عرفات بافشالها"
هناك شبهات كثيرة حول مشاركة المقربين من عرفات بتصفيته ، بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية ، وقد أكد هذه الحقيقة أخيراً " جلعاد شارون " نجل ارئيل شارون في كتابه الأخير الذي نشره تحت عنوان " شارون قصة حياة قائد " ، ورد في هذا الكتاب نص المقابلة التي أجراها محمود عباس مع شمعون بيرس في شهر أكتوبر عام 2002 ، واستمرت ثلاث ساعات ، كان بيرس وقتها وزيراًً للخارجية ، أعلن شارون بعد المقابلة بأنه يوافق على ما قاله عباس بأن عرفات هو المسؤول عن افشال عملية السلام ، كما طالب عباس في هذه المقابلة وقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية الى ما بعد رحيل عرفات وتسلمه السلطة من بعده .
بعد رحيل عرفات تبدل كل شيء فقد سارت القيادة التي خلفته على نهج السادات ، حينما أدارت ظهر المجن لانجازات وسياسة جمال عبد الناصر ، وتنكر للدور الذي قدمه الاتحاد السوفيتي لمصر بعد هزيمة عام 1967 وقبلها ، هذا ما فعله عباس وقيادته ، فقد فرط بكل إنجازات الثورة ومواقفها وسياستها ، وأعاد القرار الفلسطيني الى جامعة الدول العربية كما فعل المفتي الحاج أمين الحسيني ، وضحى بكل كوادر الثورة والمحاربين واستبدلهم بمرتزقة أشرفت أمريكا على اعدادهم في الأردن وفي اريحا ، هذه السياسة أوصلت الفلسطينيين الى طريق مسدود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام