الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمين السياسي يحكم امريكا

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2016 / 11 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يبدو ان المزاج الامريكي غير مهيأ لان تكون امرأة في سدة الرئاسة وان المجمع الانتخابي وهم نخبة متعددة ومتنوعة يمثلون الكارتل الصناعي ومراكز الضغط يميل لتعظيم مصالحه ونزقه من خلال اليمين السياسي واعتماد اجندته في استمرار اثارة الخوف داخل المجتمع وخارجه من اجل عسكرة المجتمع والضغط على دافعي الضرائب باستمرار تمويلها للاجندة العسكرية ..وبدلا من التطلع لرؤية سياسية منفتحة داخليا وخارجيا يصر اليمين على جموده الفكري مع نزقه نحو تعظيم المنافع المالية وفق مشروع عسكري واسع المدى ..هنا ذهبت مراهنات بعض العرب على الحزب الديمقراطي ادراج الرياح وعليهم اعتماد اساليب اخرى براجماتية للتعامل مع الادارة الجديدة حال الاعلان عن فوز ترامب .. حتى لو فازت كلينتون فالقاعدة ان امريكا ليست صديقة للعرب باي حال من الاحوال وان المصالح وحدها من تحرك امريكا والكارتل الصناعي والعسكري خصوصا ..بشكل عام هذه الانتخابات تعكس عمق الانقسام داخل المجتمع المريكي وعمق المخاوف التي اثارها ترامب في حملته الانتخابية ..؟
واذا كان العرب مذعورين من فوز ترامب بالرئاسة الامريكية فهو درس يجب ان يتعلموه من حيث عدم الارتهان للمشروع الخارجي خاصة الامريكي ..وسيزيد ذعرهم قريبا بالانتخابات الفرنسية واخرى في بعض دول وسط اوربا حيث اليمين السياسي الاوربي المناوئ للعرب وللمهاجرين سيصل الى السلطة وفق متغيرات كتبت عنها سابقا اهمها ماحدث في بريطانيا وانتخاب ترامب وظهور قوى لليمين السياسي (احزاب وقوى ) وفق متغيرات اقتصادية وسياسية ووفق متغيرات دولية ..هنا على العرب ان يعيدوا التفكير مائة مرة باهعمية ارتهانهم للخارج وعليه يجب تعزيز التكامل العربي والتقارب والتنسيق بغية خروج العرب من الازمات الراهنة التي لابد من حلول سريعة تعيد الاعتبار للدولة ودعم مسار التغيير ..وان لاينخدع العرب بالاصطفاف مع امريكا في محاربة الارهاب لانه لابد من ربط ذلك الاصطفاف بمواقف وممارسات امريكية داعمة للحقوق العربية وللاستقرار في عموم المنطقة ..
المثير للسخرية هنا عشرات المحللين العرب خلال اكثر من شهر وهم يؤكدون هزيمة ترامب اتمنى ان يأخذوا اجازة طويلة لان تفاهاتهم لم يعد لها سوق بعد هذه الفضيحة وحتى مراكز البحث الامريكية التي كانت قريبة من الحزب الديمقراطي اوالتي تدعي انها مستقلة اصيب بالخيبة والانكسار وفق فشل اكاذيبهم التحليلية ....
اخيرا لن يكون هناك تغيير كبير في السياسة الخارجية الامريكية ربما التغيير في الداخل لكن السياسة الخارجية لن تظهر متغيراتها قبل عام من الرئاسة الجديدة وهو مسار ستظهر مؤشراته في مدي تطور العلاقة الامريكية الروسية والصينية ومدى توافق ترامب مع الطموح الاوربي واخير مدى تغيير قواعد اللعبة السياسية في الشرق الاوسط ..؟
الجدير بالذكر ان الرئيس الامريكي القادم لا جديد معه تجاه العرب وقضاياهم لان السياسة الامريكية يتم صناعتها استراتيجيا لسنوات طويلة ووفق مؤسسات ومراكز ضغط فاعلة لامجال لتجاوزها من اي رئيس ..ولافرق بين ترامب او كلينتون في حال ان فازت بالانتخاب لان ملفات هامة مثل دعم اسرائيل والحوار مع ايران وبيع الاسلحة لدول الشرق الاوسط وعدم احترام رغبة الشعوب في التغيير السياسي كلها محل توافق بين الحزبين في الادارة الامريكية كما انه لامجال لان تكون السياسة الخارجية لامريكا مرتبطة اخلاقيا بمنظومة حقوق الانسان ..من هنا يكون الجديد فقط في متغيرات السياسة العربية ووجود موقف قوى من العرب اما كتلة موحدة او مواقف متعددة متقاربة - هذا امر لادليل على حدوثه- لان العرب يتعاملون مع امريكا بشكل منفرد لكل دولة ودون رؤية استراتيجية بل باعتماد مقاربات انية ومؤقتة ..
المستفيد من الرئيس القادم هو المواطن الامريكي الذي يتم استقطابه وفق امتيازات اقتصادية واجتماعية .. مع العلم ان فوز ترامب له تداعيات كبيرة في اوربا خاصة فرنسا من خلال مخاطر دعم اليمين الفرنسي وتشجيعه في الانتخابات القادمة ومباركة انفصال بريطانيا عن الاتحاد اولاروبي لتشجيع دول اخرى بان تحذو مسلك بريطانيا .
اليمين الاوربي المتطرف سينتعش ويبلور حضوره بدعم اليمين الامريكي هنا يخسر العرب كثيرا داخل اوطانهم وفي المهجر خاصة وان اليمين المتطرف في امريكا واوربا يعتمد اجندة عدائية على اساس من مخاوف الهوية وتضخيم النزعة القومية ضدا من هويات اخرى مهاجرة او خارج بلدانهم وفق تصور صامويل هانتجتون باعتماد صدام حضاري تعزيزا لرؤية فوكوياما بنهاية التاريخ والاقرار بالنموذج الراسمالي بنسخته الامريكية .. ومع كل ذلك فنحن ننتظر اولى الخطوات العملية للادارة الامريكية الجديدة ليكون للعرب ومختلف دول العالم ممارسات ندية مواجهة للادارة الامريكية .وربما تكون اولى القضايا الخلافية بين ترامب ودول العالم اتجاهه نحو خروج امريكا من اتفاقية باريس حول المناخ واتخاذ خطوات عملية تجاه الهجرة من المكسيك ناهيك عن مضايقة ملايين المهاجرين الذين لم يتم تسوية وجودهم القانوني داخل امريكا ..؟
ختاما المتغيرات الامريكية في الادارة لاتمنح اشارة واحدة بالاهتمام نحو تجميد بؤر نزاع الشرق الاوسط وفق حلول ومعالجات تعيد الاعتبار الى الدولة الوطنية ونشر حالة الاستقرار ..بل العكس هو الصحيح كل المؤشرات تعكس توجها نحو مزيد من تعميم الفوضى والتشظي وهو مشروع رسم سابقا ويتم تنفيذة حاليا وفق معطيات موضوعية وذاتية اهمها ان قوى متعددة من الداخل العربي تعمل جاهدة في تعميم الفوضى والاتجاه نحو تمزيق للعرى الوطنية التي تشكلت وفق وعي ونضال في خمسينات وستينات القرن الماضي . وتعزيز الارتباط جهويا ومذهبيا ...اليمين الليبرالي في امريكا واوربا لن يهتم الا بدعم مصانع السلاح ومصالح الراسمالية المتوحشة ونشر مزيد من الفوضى حتى تتشكل عربيا نخب وطنية مؤمنة ببلدانها وشعوبها اولا واخيرا وهو امر لابد وان يكون حاضرا ومتبلورا فدون دون ذلك استمرار الفوضى والعبث السياسي خاصة و الواقع الراهن يظهر وكلاء للخارج وليس قيادات محل ثقة من شعوبها ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت