الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدام النووي يستجدي صك البراءة

نورا دندشي

2006 / 1 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عندما تقع الفأس بالرأس لا يجد الانسان ما يقوله إلا علي وعلى أعدائي ، " ألف مرة جبان ولا مرة الله يرحمه ، ويبدو أن نائب رئيس الجهورية العربية السورية الأسبق عبد الحليم خدام حصل على معلومات مؤكدة بعد زيارته الخاطفة والسرية الى المملكة العربية السعودية بأن نهاية النظام في سوريا باتت وشيكة ، ولا نستبعد أن خدام سيكون جزءا من المخطط الذي تم الاتفاق عليه فيما بين المملكة العربية السعودية والقاهرة لقلب النظام ، وحسب ما أكده أحد المصادر المقربة من رفعت الاسد وعبد الحليم خدام وهو من البعثيين المخضرمين بأن هناك أمرا ما جاري الترتيب له، ولدى سؤاله عن طبيعة هذا الامر وفيما اذا كان رفعت الاسد قد توصل الى اتفاق مع الامريكان أجاب المصدر نافيا أي صفقة أمريكية وقال :
" نحن البعثيين نعتمد على عضلاتنا وليس على عضلات الامريكان " ، وأضاف أن البعثيين سوف يستعيدون قوتهم وهيبتهم السابقة العهد أي منذ بدايات توليهم السلطة في العام 1963 ، فيما كان المصدر يتحدث بثقة عالية ما يوحي أن لديه معلومات واضحة حول ما يخطط له لما بعد سقوط النظام الذي أعلن نهايته عبد الحليم خدام رسميا بالامس .

ربما أعتقد خدام أن مقابلة من هذا العيار الثقيل قد تخدم مصالحه وتعطيه صك البراءة وتعبد له الطريق للعودة الى السلطة ، في حين أن تلك المقابلة كانت إدانة له وقدمت أكبر خدمة للشعب السوري ويمكن إعتبارها شهادة وفاة ليس للنظام السوري فحسب إنما لشخص الخدام حيث فتح على نفسه أبواب جهنم " فمن كان بيته من زجاج لا يرجم الناس بالحجارة " .

قبل عشرين عاما بح صوت الشعب السوري وهو يصرخ ويقول خدام وأبنائه يدفنون النفايات النووية في سوريا ، لكن خلال فترة عصرهم الذهبي لم يجد هذا الشعب المسكين أي آذان صاغية لصراخه لا محليا ولا عربيا ولا حتى دوليا ، ولم يتم التطرق الى هذه الجريمة في اي محفل دولي ، مع أنها جريمة انسانية وهي من أكبر الجرائم التي أرتكبت في عهد النظام البعثي وخدام صاحبها ، حيث هذه الجريمة ستطال أجيال وأجيال من الشعب السوري ، وتوازي مجازر حلبجة في العراق ، ومن المفروض أن يلقب " خدام النووي " كما لقب " علي الكيماوي " ، ومن المفروض أيضا أن يوضع خدام على قائمة مجرمي الحرب وأن تكون صورته على ورقة الاس في الكوتشينة ، هذا لو كان هناك عدالة دولية ، لكن يبدو أن العدالة السماوية ستكون اقرب الى نهايته وهذه اول بوادر الغيث وسيل الفضائح التي سيتبادلها أزلام النظام البعثي فيما بينهم .

فعلى الرغم من أن أركان النظام في سوريا وأعضاء مجلس شعبه الموقرين شهادتهم مجروحة ولا تحظى بأي مصداقية أو إحترام لدى الشارع السوري ، الا أن شهادتهم تلك في توصيف وتشريح تاريخ الخدام وجرائمه أمر لا يمكن تجاهله ، ونتساءل طالما أن النظام ومجلس الشعب على دراية مسبقة بتلك الجرائم فما الذي حال دون محاسبته وملاحقته قانونيا ، الا يعتبر التستر والتواطؤ مع المجرمين بحكم القانون جريمة...؟
ولا ندري الى اين ستصل الامور بين الخصمين ، وهل الايام الحبلى ستلد لنا مزيدا من الفضائح والأسرار سيتراشقها الخصمين فيما بين باريس ودمشق.. ؟ وهل سيعترف خدام على الشريك الاساسي في قضية النفايات النووية ويفصح عن الدولة المصدرة لهذه النفايات ..؟ أم أن شهادته في قضية اغتيال الحريري سوف تعطيه صك براءة من الشعب السوري ..؟

صحافية وكاتبة سورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه