الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلفيات قطيعة العلاقات بين القاهرة والرياض. وجهة نظر من موسكو

فالح الحمراني

2016 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


خلفيات قطيعة العلاقات بين القاهرة والرياض
وجهة نظر من موسكو


يرى تقرير نشره "معهد الشرق الاوسط" بموسكو وجود اسباب عميقة اكبر من المعلنة، لإنهيار التحالف بين السعودية ومصر، وان خلاف الرياض مع القاهرة يبرهن مرة اخرى على فشل نهج السياسة الخارجية الذي اختطه ولي ولي العهد ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان.
واشار التقرير الى ان احدى مؤشرات تردي العلاقات بين البلدين كان الاستمرار بتنفيذ حكم أصدرته إحدى دوائرها في يونيو /حزيران ببطلان توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية تضمنت نقل تبعية جزيرتين بالبحر الأحمر إلى المملكة.
وقالت المصادر القضائية إن محكمة القضاء الإداري رفضت طلبا من الحكومة لوقف تنفيذ حكم بطلان توقيع الاتفاقية. وأضافت أن الحكم يلزم الحكومة بالاستمرار في تنفيذ حكم بطلان الاتفاقية إلا إذا صدر حكم من المحكمة الإدارية العليا بقبول طعنها على الحكم.

وربط التقرير هذا التطور بنبأ وقف "شركة ارامكو" السعودية تصدير النفط لمصر. ورغم تفسيرات الجانب السعودي فقد اتضح عدم وجود اسباب فنية لذلك القرار وانه لايتعلق ايضا بتحديد الاوبك لاعضاءها سقف الانتاج.
وقال " اننا نشهد الان لحظة تاريخية تتمثل بالقطيعة التامة بين القاهرة والرياض على مستوى العلاقات الخارجية التي كانت سابقا تكتسب طابعا تحالفيا، وانهما سيذهبان باتجهات مختلفة." موضحا : ان المحاكم حول الجزر المختلف عليها ووقف صادرات النفط السعودي " مرتبطان في حقيقة الامر بالتباين الحاد لمواقف القاهرة والرياض ازاء استعمال السعودية "العامل الاسلامي" في تمرير سياستها الخارجية". واضاف "كان من الواضح ان التحالف الذي قام بين البلدين ظاهرة مؤقته لتحقيق وخدمة مصالح آنية." "وبالدرجة الاولى ان القاهرة، وبحكم العديد من الاسباب تخشى ان تتكون في جمهورية مصر العربية الظروف لقيام حكم ثابت وراسخ للاخوان المسلمين. وحال ما ظهر ان من غير الممكن تعبئة الجهود المشتركة لإستبعاد هذا الخيار نشبت الخلافات حول قضايا اكثر خطورة."
ويرى التقرير انه وفي هذه الحالة فمن غير المقبول اطلاقا بالنسبة للقاهرة خيار استعمال الاسلاميين لحل مهام السياسية السعودية في سوريا وفي العالم الاسلامي بأسره. فضلا عن اشراك القوات المسلحة المصرية لحل مسالة ترسيخ النفوذ السعودي في مختلف المناطق.
واوضح بانه وفي ضوء ذلك فان اعلان تلك القطيعة كان يحتاج الى ذرائع فقط. وقد تم العثور عليها بحجة تصويت الوفد المصري في الامم المتحدة لصالح مشروع القرار الروسي بشان النزاع السوري. " وهذا لم يكن صدفة. لان هذه القطيفة ذات طابع هيكلي وبنيوي. وسوف تتعمق اكثر في المستبقل. وفي هذه الحالة لايمكن ان نحسد قيادة السعودية، وحسب تقييم التقرير فان القطيعة والفجوة بين الرياض والقاهرة "ستتعمق لاحقا فقط." وبهذا الصدد فان القيادة السعودية تمنى بفشل اخر ذريع في نهج سياسها الخارجية (التي اختطها محمد بن سلمان ) حيث انها ستخسر مصر كحليف هام في شمال أفريقيا، وبالتالي تمتلك إمكانية بطريقة أو بأخرى للتأثير على الوضع في ليبيا، والقارة الأفريقية ككل.
ومن جهة أخرى لا يتوقع التقرير إنسحاب القوات العسكرية المصرية من حرب في اليمن، او من اطار ما يسمى ب "التحالف العربي"، حيث انها تتواجد أساسا في المكون البحري للتحالف، نظرا ، كما يرى التقرير، لأن الامارات مهتمة جدا ببقاء مصر في اطار التحالف ولا ياتي هذا بناء على رغبة السعودية القوية بتحقيق النصر على الحوثيين، فالقاهرة لا ترغب اثارة مشاكل مع ابو ظبي.
وتعببر الإمارات العربية المتحدة الآن حليف جديد لمصر في الوقوف بوجه الاخوان المسلمين بكافة مظاهرهم واشكالهم. وتنشأ الامارات جنبا إلى جنب مع مصر في الوقت الحالي شبكة من النقاط البحرية والقواعد على ساحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي . واضاف " هنا يدرك المصريون جيدا ما يحتاجون إليه" فبوسع القاهرة فرض الرقابة على ممرات النقل الرئيسية كوسيلة للتأثير على الوضع في المناطق الهامة بالنسبة لها في أفريقي : أولا وقبل كل شيء على إثيوبيا التي تحاول تغيير شكل الحجم الحالي لتوزيع موارد مياه النيل من خلال بناء سد النهضة على النيل الأزرق.
وهناك أيضا نقطة أخرى: وفقا للتقرير، ناجمة عن السلوك العصبي والسيناريو غير المدروس لتصرف المملكة العربية السعودية، " الذي بادر بوضعه الشاب محمد بن سلمان، الذي لا يزال عديم الخبرة في الشؤون الخارجية."
ومن بين نتائج تلك السياسية استدارة مصر صوب إلى إيران للحصول على النفط الايراني. واعلن عن ذلك بوضوح مسؤولون من حاشية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتجدر الاشارة الى أن مصر تستهلك شهريا 6.5 مليون طن من النفط والغاز، يغطي الإنتاج المحلي 4.2 مليون طن منها ، و 2.3 مليون طن من الخارج.
" وقد حددت طهران بالفعل هذا التوجه المصري هذا بارتياح في إطار السعي لتعميق الشرخ بين اخطر لاعبين اثنين في المجال السني."
ولكن التقرير يرى في الوقت نفسه ان من المستحيل وقوع مصر في المدار الاستراتيجي الايراني (ففي الواقع هناك ايضا النفط الليبي)، ولكن القاهرة بالتأكيد سوف تلمح الى مثل هذا التحول في اطار ردها على الرياض. (انتهى).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م