الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية معركة الحسم في حلب

جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)

2016 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بداية معركة الحسم في حلب
الدكتور جاسم الصفار
16/11/2016
يبدو ان روسيا قد بدأت هجومها في حلب والذي رسم خطوطه وحدد ابعاده وقدر اهميته في حسم الحرب الجارية منذ سنوات في سوريا، وزراء خارجية روسيا وسوريا وايران. فالضبات الصاروخية الروسية على مواقع جبهة النصرة في حلب، ما هي الا بداية لحرب ضروس يشارك فيها الى جانب القوات النظامية السورية، متطوعون من ايران والعراق وافغانستان.
وباعتقادي فان روسيا اخذت بنظر الاعتبار الانتخابات الامريكية وما يمكن ان يتمخض عنها عند تأجيلها للهجوم على مقاتلي جبهة النصرة المتحصنين في الجزء الشرقي من المدينة. فشن الهجوم قبل الانتخابات كان يمكن ان يفهم على انه توقيت متعمد لاظهار عجز القيادة الديمقراطية ممثلة باوباما والمرشحة هيلري كلنتن في ادارة الصراع في سوريا، ومن شأنه ان يؤدي الى قطيعة مع الديمقراطيين في حالة فوز المرشحة الديمقراطية هيلري كلنتن.
اما بدء الهجوم الان وقبل تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب وخروج اوباما رسميا من البيت الابيض، فانه سيكون عن حق تحية وداع ساخرة وشامته يرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الى الديمقراطيين مؤكدا فيها على خطل الادارة الامريكية وهشاشة موقفها من النزاع في سوريا فترة ادارتهم للبيت الابيض.
وهشاشة هذا الموقف تأتي بالدرجة الاولى من عجز الولايات المتحدة الامريكية في اتخاذ مواقف حاسمة لمسار تطور النزاع، لأنها فعليا لا تدافع هناك عن المصالح المباشرة للدولة والشعب الامريكي، ولم تضع لتدخلها اهدافا تهم المواطن الامريكي، كما انها فشلت في ايجاد مبرر قانوني دولي يغطي على تدخلها.
أمريكا في سوريا تقاتل عن الاخرين، فهي تارة من اجل الدفاع عن مظلومية شعب يعاني من نظام دكتاتوري، وهي حجة تثير السخرية، خاصة وان هنالك حلفاء لأمريكا في المنطقة لا يقلون عن نظام بشار الاسد دكتاتورية. وتارة اخرى من اجل وبطلب حلفائها في المنطقة، وكما قال اوباما مرة " لقد صوروا لنا ان الوضع في سوريا لا يحتاج سوى لبضع شاحنات من السلاح من اجل اسقاط النظام" ومع ان اوباما لم يذكر الجهات التي زودته بهكذا تصور الا انها معروفة اليوم ويخمن القاريء ان المملكة العربية السعودية ودول الخليج هي تلك الجهات التي اشار اليها اوباما في تصريحه.
وتارة ثالثة، تبرر امريكا تدخلها في سوريا، بضرورة مقاتلة عصابات داعش التي احتلت مساحات واسعة من الاراضي السورية، مع ان عصابات داعش ما كان لها ان تحقق ما حققته لولا المساهمة الامريكية نفسها باضعاف دول المنطقة وتدمير جيوشها. كما ان الاعتراض الروسي على اسلوب واهداف المعركة التي تقودها امريكا في حربها على داعش في الموصل اليوم هو ان الامريكان يسعون لدفع مقاتلي داعش الى مغادرة الموصل باتجاه الرقة ليكونوا قوة اضافية لداعش في سوريا. وهذا مؤشر خطير على طبيعة المخططات الامريكية في المنطقة والتي تحملها تهمة استخدام المنظمات الارهابية لبلوغ اهدافها في المنطقة.
وعلى العموم فان مؤشرات بداية معركة حلب تجلت منذ يومين بالضربات الصاروخية الروسية على مناطق تجمعات مقاتلي جبهة النصرة ومخازن اسلحتهم في حلب. وكما ان توقيت المعركة اصبح واضحا فان اهدافها لا تقل وضوحا، وهي تحقيق انتصار كبير في اهم واكبر مدينة سورية بعد دمشق، تتبعها مفاوضات مع الادارة الامريكية الجديدة للتعاون من اجل اجتثاث الارهاب من الاراضي السورية والمنطقة ككل ووضع تصور لمستقبل سوريا.
ويجب الاخذ بنظر الاعتبار ان روسيا الاتحادية لا تهدف اليوم الى احراج الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب، بل الى تعزيز مكانته في الدوائر السياسية الامريكية والاوربية وتعضيد مواقفه المصرح بها حتى الان في جزئها الخاص بالعلاقة مع روسيا والموقف من اطراف النزاع في سوريا. لذا فان معركة حلب بنتائجها المرتقبة قد تعزز الامل في فتح صفحة جديدة من التعاون الدولي والتخلي عن رهانات التدخل في شؤون الدول الاخرى بخلق بؤر التوتر والثورات الملونة والربيع الموهوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانقلاب على الاشتراكية
فاخر فاخر ( 2016 / 11 / 17 - 07:32 )
البورجوازية الوضيعة التي انقلبت على الاشتراكية في روسيا ما زال انقلابها مستمراً في سوريا

اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني