الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات من زمن فات: -الخيوط الرفيعة-

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2016 / 11 / 17
الادب والفن


تأملات من زمن فات: "الخيوط الرفيعة"!
بقلم د. محمود محمد سيد عبدالله (كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

قد لا تكون هذه خاطرتي وحدي، بل ربما تكون خاطرة الملايين من البشر الذين تقاذفتهم أمواج الحياة يميناً تارة، ويسارا تارة أخرى فخالطهم الشك والحيرة واستبد بهم القلق، وعصفت بمشاعرهم تقلبات الحياة وتعقد شئونها! فمنذ أن أتيت إلى الوجود، و بدأت حواسي وجوارحي تألف مسالكها ودروبها، وجدت معي خيوطٌ رفيعة تفصل بين الأشياء، حتى كادت الأشتاتُ والنقائض تختلط عليّ فتبعث في النفس الحيرة والكدر...وبعد صولات وجولات مع أمواج الحياة ، أخذت تلك الخيوط الرفيعة تتعدد وتتكاثر؛ فثمة خط رفيع يفصل ما بين الإستقرار النفسي والفوضى، وآخر ما بين اليأس والرجاء، وثالث ما بين الإستقامة والإنحراف، ورابع ما بين السعادة والتعاسة، وخامس ما بين الجد والهزل، وسادسٌ ما بين القوة والوهن، وسابع ما بين القيادةٍ والإنقياد، وثامن ما بين العلم والجهل وتاسعٌ ما بين الحكمة والحماقة، وعاشر ما بين الخير والشر ، وغيرها من الخيوط!

وإني إذ أتأمل تلك الخطوط الرفيعة وموقعي منها متسائلاً في نفسي: "أتراني في الجانب الإيجابي أم السلبي من الخيط؟!"..هل أنا في معسكر الخير أم في معسكر الشر؟؟ تذكرت قول الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" (صدق الله العظيم)... عندئذٍ أدرك دور الإنسان في تزكية نفسه والإرتقاء بها بالعودةٍ إلى الفطرة السليمة التي جُبِلَت عليها...كذلك أدرك حكمةٌ الله الواسعة في خلق الجنةٍ والنار! تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت


.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع




.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف


.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس




.. رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يوضح الاستعدادات لعرض افلام