الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة فى الحرم المكى-مقتطفات من السيرة الذاتية

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 11 / 17
الادب والفن


جريمة فى الحرم المكى - مقتطفات من السيرة الذاتية

إنتهت تجربة العمل فى التدريس ، ومضيفاً فى فندق سان إستفانو القديم ، وحان وقت الرحيل إلى الخليج ، شأنى شأن كل أبناء جيلى ، أبناء عصر النفط ، ومنافى العمر فى الخليج. كان ذلك نهاية سنة 1983 وكان العمل مترجم فى أحد مكاتب إستقدام العمالة، أى مكاتب التوظيف ، مكتب صغير إسمه صهلاء القبائل ، فى مدينة الرياض ، لصاحبه تاجر الرقيق اللئيم ، سعيد الأسمرى، جندى سابق فى شرطة الرياض، حاصل على الشهادة الإبتدائية ، أصبح فجأة رجل أعمال. ورغم نمطية الحياة ، وتشابه الليل بالنهار فى مدينة الرياض فى ذلك الزمن، فقد كان هناك تجارب ومشاعر كثيرة فى هذه الفترة القصيرة التى قضيتها هناك ، ربما كان أبسطها ولكن أكثرها رمزية ، هى تجربة زيارة البيت الحرام فى مكة .
كان صديقى حسين تمراز قد سبقنى مباشرة فى السفر إلى السعودية أوائل سنة 1983، وكان قد إستقر فى جدة حيث كان كثير من أفراد أسرته يعمل هناك منذ فترة طويلة، فأردت زيارته وزيارة الحرم المكى فى نفس الوقت ، على سبيل الفضول ليس أكثر، وكان على أن أنتظر الفرصة، والتى حانت عندما فشل أحد العمال المصريين فى تجربة العمل فى أحد المزارع ، خلال الثلاثة أشهر التجريبية الأولى ، وكان على المكتب ، وتبعاً للتعاقد ، أن يعيده إلى بلاده على نفقة المكتب ، فإقترحت على سعيد ، والمدير الباكستانى نظير، أن أتولى تسفيره عن طريق البحر من ميناء جدة ، على سبيل تقليل النقفات ، حيث كان ثمن تذكرة البحر، أقل من تذكرة الطائرة من الرياض بحوالى النصف تقريباً ، وفى نفس الوقت أستطيع زيارة صديقى فى جدة وزيارة الحرم المكى معه. راقت لهما الفكرتين معاً ، فكرة التذكرة المخفضة جداً، وفكرة الإيمان الذى هبط على فجأة، وسمحا لى بتسفيره على أن أعود بسرعة.

حجزت للعامل من الرياض على أحد العبارات ، وقمنا بالسفر براً إلى جدة مساء يوم الخميس، وفى صباح الجمعة قمت بتسفيره ، ومن هناك توجهت للقاء صديقى حسين وتوجهنا فى سيارته إلى مكة. كان اليوم يوم جمعة ، وكانت صلاة الجمعة تساوى مواسم الحج والعمرة فى مكة ، منتهى الإزدحام والفوضى. وخضت تجربة الصلاة فى الحرم المكى ، بين تلك الجموع التى تبكى وتدعو وهى تدور وتلف حول الكعبة والحجر الأسود ، قبل الصلاة وبعدها ، بمجرد إيحاء مسبق ، حمله المصلى معه قبل أن يدخل ، إيمان موروث يسقط عليه الإنسان آلام الحياة ، وبصرف النظر عن الفلسفة والتاريخ ، فقد أفصحت التجربة عن نفسها بشكل عملى، فعندما خرجنا أنا وحسين بعد الصلاة ، وجد هو حذائه لكنى لم أجد حذائى ، رغم أننا قد تركناهما فى نفس المكان ، لكن حذائى كان جديداً بالمصادفة ، لذلك فقد حمله السارق بينما ترك حذاء صديقى الأكثر قدماً ، بحثنا فى كل مكان بلاجدوى حتى أعيانا البحث وقررنا العودة، كان صديقى حسين يعرف أن الحذاء قد سرق، وأن هذه الحوادث عادية فى هذا المكان المقدس ، لكنه حول الموضوع إلى نكتة ، وأخذ طوال الطريق يضحك وهو يؤكد لى ، أن ربنا عارف أن نيتى مش صافية ، وعندما وصلنا إلى منزله وصعدنا ، وفتح الباب ورآنى أفراد الأسرة ، فى بدلتى الجديدة والكرافتة والجورب بدون حذاء ، سقطوا على الأرض ضحكاً ، ولم يسألونا ماذا حدث ، فقد عرفوا فوراً ، أن الحذاء قد سرق فى المسجد، لقد كانت تلك أحداث عادية لمن قضى هنا فترة ، وكما قالوا لى - معلش ، تعيش وتاخد غيرها. تناولت الغذاء مع أسرة حسين ، ثم نزلنا لشراء حذاء بديل عن الحذاء الضحية ، ثم إصطحبنى إلى موقف السيارات وإنطلقت عائداً إلى الرياض وفى رأسى تترد فكرة ، كيف يمكن لصاحب ذلك المكان المقدس ، الذى لا يستطيع أن يحمى متعلقات زواره ، أن يحمى الزوار أنفسهم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتراه قبر الله?
البابلي ( 2016 / 11 / 18 - 00:05 )
وليس بيت الله ، فأن كان حقاً هناك إله فهو حتما مات من زمان وإلا ماهذا الضمير الميت وهو يرى الأطفال يموتون وتقطع رقابهم ووووو ،والاغبياء المسلمين يدفعون شقا العمر ليروحوا للدفاع عنه بضرب جاره الشيطان كل عام ولايموت


2 - ماشى فى نور الله
هانى شاكر ( 2016 / 11 / 18 - 04:10 )

ماشى فى نور الله
__________


ماشى فى نور الله - ادعى و اقول يارب
قاصد رسول الله - ب دُعى الجدود و الاب
ب نيه صافية خجوله - و مِمَنى الروح و القلب
تهون الخسارة البسيطة - و اهى جت ف جزمة كِرب

و عجبى


و حج مبرور ، ذنب مغفور ، سعى مشكور ، و جزمة و تغور

مع تحيات و شكر معجبيك و قرآك ... انت بقيت افيونة عندنا

و فى انتظار حلقة جديدة قريبا


.....


3 - الرد على الشاعر الكبير هانى شاكر تعليق رقم 2
عبدالجواد سيد ( 2016 / 11 / 18 - 12:49 )
أولاً شكراً على الشعر الظريف وعلى التشجيع بس أنا خايف نتيجة التشجيع تنقلب عليكم لإنى فى هذذ الحالة سوف أهريكم قصة حياتى لغاية ماتكرهوا القراءة هههههههههه الحقات مستمرة ياصديقى لحين عودتى إالى مصر بعد رحلة الغربة الطويلة قبل ثورة يناير ، حوالى ثلاث حلقات كمان ، تحياتى وتقديرى

اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي