الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روبرت فسك: حرب بلا نهاية

كهلان القيسي

2006 / 1 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بالعدالة فقط، لَيسَ بالقنابلَ، يُمْكِنُ أَنْ نجعل عالمنا الخطر مجال أكثر أماناً

كَانتْ هذه السَنَةَ سنة"الحرب على الإرهابِ" - تعبير بغيض الذي رددناه كلنا كالببغاء بعد 11 سبتمبر/أيلولِ 2001 - بَدت تقريباً لانهائية كما إدّعى جورج بوش مرّة بأنّها سَتنتهي. وهي فاشلة. ، بعد كل القصف لأفغانستان، وهروب الطالبانِ، إحتلال العراق وأثره المأساوي الفضيع، هَلّ بامكان أي واحد أَنْ يَدّعي اليوم بأنّهم ( أي الأمريكان)يَبْدونَ أكثر أماناً مِنْ ما عملوا قَبْلَ سَنَة؟
نحن إستمرينَا بانتهاك و بمحو حقوقِ الإنسان التي لمنا عليها (بأبواقنا)الروس - والعرب –أثناء الحرب الباردةِ. نحن ربما أضعفنَا كُلّ تلك القيم حتى الموت وهي التي كُتِبتْ إلى معاهداتِنا وإتفاقياتِنا إثر الحرب العالمية الثانية لجعل العالم مجال أكثر أماناً. و نَدّعي بأنّنا نَرْبحُ.
أين ، على سبيل المثال، هَلْ يجب أن يكون الإرهاب؟ في شوارعِ بغداد، لِكي يَكُونَ مؤكّدَا. وربما مرة ثانيةً في غربِنا المجيدِ، إذا نَستمرُّ بهذه الحماقةِ. لكن الإرهابَ أيضاً في غُرَفِ التعذيبَ وسجونَ الشرق الأوسطِ. هي السجونِ ذاتهاِ التي نحن بأنفسنا نَبْعثُ إليها بسجناءَ مَقيدين بشكل مرح خلال السَنَوات الثلاث الماضية.ادعاء جاك سترو بان الرجالِ لَمْ يُرسَلوا في طريقِهم للتَعذيب بالتأكيد أحد أكثر الاستثناءات - ربما سخافة أقربُ منها إلى الهدف - إذا هم لَنْ يُعذّبوا.البيانات قَدْ جُعِلتْ بأنها كَانتْ "حرب على الإرهابِ". - مثل الكندي السيئ الحظِ الذي شَحنَ مِنْ نيويورك إلى دمشق - ثمّ ما غرض إرسالهم أي مكان؟

وكيف نَفترضُ بأننا "نرِبْح" هذه الحربِ بإهْمالنا كُلّ الظلم الذي نحن نُوقعه على طرف من ذلك العالمِ الذي ينحدر منه أصلا مُخْتَطِفي طائرات 11سبتمبر/أيلولِ ؟ كَمْ مرّة تحدثوا السادة بوش وبلير عن "الديمقراطيةِ"؟ وبِضْع مراتِ قليلة تَحَدّثوا عن "العدالةِ"، وتصحيح الأخطاءِ التاريخية،أو إنهاء التعذيبِ؟ لضحايانا الرئيسيين في "الحرب على الإرهابِ"، بالطبع، كَانواَ في العراق (حيث عَملنَا تماماً جزءا من التَعذيب أنفسنا).
لكن، من الغريب القَول، نحن صامتون حول الرعبِ، الذي يتحمله الشعب العراقي الآن. نحن لا نَعْرفُ حتى ألان - لَمْ يسْمَحْ لنا لكي نعرف - كم منهم قد مات. نَعْرفُ فقط بأنّ 1,100 عراقي ماتوا بالعنفِ في بغداد وحدها، في يوليو/تموزِ. ذلك هو الإرهابُ.
لكن كم ماتَ في مُدنِ العراق الأخرى، في الموصل وكركوك وأربيل، وفي العمارة والفلوجة والرمادي والنجف وكربلاء والبصرة؟ ثلاثة ألاف في يوليو/تموزِ؟ أَو أربعة آلاف؟ وإذا كانت تلك التقديراتِ دقيقة، نحن هَلْ نتحدث عن 36,000 أو 48,000 على مدار السَنَةِ - الذي يَجْعلُ الرقمَ ما بَعْدَ أبريل/نيسانَ 2003 هو 100,000 قتيل ،التخمين الذي سَخرَ بلير منه ، وتم التحفظ عليه.
لَيسَ منذ عهد بعيد، أَتذكّرُ، بوش وضّحَ إلينا بان كُلّ العرب يوما ما سيتمنون أَنْ تكُونَ عِنْدَهم حرياتُ كالتي في العراق. أنا لا أَستطيعُ التَفكير بعربي الذي يَتمنّى اليوم، أَنْ تكون عنده مثل هذه الثروةِ المريضةِ

هذه السَنَة سَمحتْ لأريل شارون لنَيْل هدفِه مِنْ تَحويل حربه الإستعمارية إلى جزءِ من"الحرب على الإرهابِ". وسَمحَت لعنفِ القاعدةِ أن ينال أيضاً بلدانِ عربيةِ أكثر. الأردن أُضيفتْ إلى مصر. المشكلة تَحْدثُ للبعض منا من الّذي يحاصر الآن إلى الماكنةِ العسكريةِ الضخمةِ التي تحيط الشرق الأوسطَ. ، لماذا يَسْألني العراقيون أحياناً، هَلْ القوات الأمريكية – جوية أَو أبرية - في أوزبكستان؟ وكازاخستان وأفغانستان، في تركيا والأردن (والعراق) وفي الكويت وقطر والبحرين وعُمان واليمن ومصر والجزائر (هناك وحدة قواتِ خاصّةِ أمريكيةِ متمركزة قُرْب Tamanrasset، تَعَاوُن نفس الجيشِ الجزائريِ الذي هَلْ اشترك في مذبحةِ مدنية في التسعينياتَ)؟
في الحقيقة، فقط انْظرُ إلى الخريطةِ وأنت يُمْكِنُ أَنْ تَرى الأمريكان في جرينلند وآيسلندا وبريطانيا وألمانيا ويوغسلافيا السابقة واليونان - حيث نَلتحقُ بتركيا. كَيفَ يَظْهرْ هذا الستار الحديدي مِنْ قبّعةِ الثلجَ إلى حدودِ السودان ؟ ما غرضه؟ هذه الأسئلةَ الرئيسيةَ التي يَجِبُ أَنْ تَشْغلَ أي واحد يحاولُ فَهْم "الحرب على الإرهابِ".
وماذا عن الانتحاريين؟ من أين تأتي هذه الجيوشِ مِنْ الإنتحاريين؟ ما زلناَ مهووسون بأسامة بن لادن. هَلْ هو حيّ؟ نعم. لكن هَلْ يَهْمُّ؟ من المحتمل لا. لأنه خَلقَ القاعدةَ. الوحش كَانَ قد ولدَ. لتَبْذير ملايينِنا تَبْحثُ ألان عن ناسِ مثل بن لادن فهو عديم الفائدة ألان كاعتقال العلماءِ النوويينِ المُدهشينِ الذين بيننا بعد اختراع القنبلة الذرّيةِ.
وأسفاًه، طالما نحن لا نُعالجُ المشاكلَ الحقيقيةَ للشرق الأوسطِ، سجلِه مِنْ المعاناة والظلمِ، - القاعدة - سَتَبْقى مَعنا. سَنَتي بَدأتْ بانفجار هائل في بيروت، فقط 400 متر على بعد مني، عندما قَتلتْ قنبلة رئيسَ الوزراء السابقَ رفيق حريري. واستمرت في 7 يوليو/تموزِ عندما فجّرتْ قنبلة قطارين خلفي على خَطِّ Piccadilly. أوه، عالم خطر هذا الذي نعيش فيه الآن. أَفترضُ بأنّ كلنا يَجِبُ أَنْ نَقُومَ باختياراتنا الشخصيةِ هذه الأيامِ. خياري لَنْ اسْمحَ ل11 سبتمبر/أيلولِ 2001 لتَغيير عالمِي. بوش قَدْ يَعتقدُ بأنّ 19 قاتلَ عربَ غيّروا عالمَه. لكن لَنْ أَتْركَهم يُغيّرونَ عالميً. أَتمنّى أن أكون محقا.
الكاتب: روبرت فسك
المصدر: الاندبندنت
تاريخ النشر:30-12-2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يعلن الاقتراب من مرحلة تفكيك كتيبة حماس في


.. روسيا تتوقع اتفاقية تعاون جديدة مع إيران




.. ترميم مستشفى أصدقاء المريض بعد تدميرها بغزة


.. الأمين العام لعصائب أهل الحق العراقية: دعم واشنطن لإسرائيل ف




.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية.. مناظرة للمرشحين تناقش السياس