الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين أستقى ترامب تعصبه ؟

أمينة النقاش

2016 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ضد التيار: من أين أستقى ترامب تعصبه ؟


التحذير الذي يروج له بعض مدعي الحكمة والحزانى والمكلومين من مخاطر فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية بسبب تعصبه القومي ضد الأقليات والمسلمين فى القلب منهم، يتجاهل عن عمد، المصادر التي استقى منها ترامب وكل اليمين الأوروبي تعصبه ضد المهاجرين والمسلمين.

ألم تلعب الجاليات الإسلامية فى الغرب دوراً محوريا فى صناعة هذا التشدد والتطرف ضدها، بإصرارها على نقل تقاليد مجتمعاتها المحافظة إلى الدول الغربية التي هاجرت إليها وبينها العداء للمرأة ولحريات العقيدة والفكر والتعبير وللفنون بكل أشكالها، وللأفكار العلمانية التي تفصل بين السياسة والدين، وللحريات الديمقراطية التي تفصل بين كل السلطات، وكلها من مقومات الحضارة الغربية التي شارك فى صنعها المسلمون؟

ألم يمنح الغرب للجاليات الإسلامية المهاجرة فرصا للعيش والتعلم والعمل وحرية التعبد، وبدلا من أن تتعايش تلك الجاليات المهاجرة مع التقاليد الأوروبية، قررت تحديها والدخول فى صدام مع قوانينها الخاصة التي تحرم ارتداء النقاب والحجاب فى الأماكن الرسمية والعامة ورفضوا التجاوب مع علماء دين مستنيرين، أباحوا للمسلمين المهاجرين الالتزام بتقاليد المجتمعات الأوروبية تسهيلا لحياتهم؟

ألا ينسى من يطلقون النفير ضد تعصب ترامب أن تنظيم القاعدة خرج من قلب المنطقة العربية، وإزدهر وترعرع بحكم سياسات خائبة، فى الأراضي الأفغانية بدعم من أنظمة دولها ومن المخابرات الأمريكية، فلما نجح التنظيم بعون خارجي فى طرد السوفييت من أفغانستان والاستيلاء عليها، ارتدت عناصره وأذرعه التي تناسلت منه إلى الدول التي شاركت فى صنعه فى المغرب العربي والخليج واليمن ومصر والعراق وسوريا، والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية؟

على من يحذرون من تعصب ترامب أن ينظروا فى المرآة ويعيدوا قراءة التاريخ القريب والواقع الراهن ليدركوا ما يسعون لتجاهله، أن الصورة الذهنية المشوهة عن الدين الإسلامي قد صدرها للعالم كل فصائل تيار الإسلام السياسي ذات الطبيعة الاقصائية والمتطرفة، التي تحل العنف كسلاح مشروع فى الصراع السياسي. وقد تبلورت هذه الصورة فى تدمير الحضارات الإنسانية، وفى حملات الاقصاء والتكفير والتخوين والقتل والنحر والحرق لكل من هو مختلف فى الرأي والدين والمذهب، ولم يكن المفكر اللبناني حسين مروة هو أول ضحاياهم، ولن تكون الطبيبة والكاتبة والشاعرة السعودية الرائعة “ بلقيس ملحم “ آخرهم، بعد أن تم قتلها غدراً مؤخراً فى جريمة لا تزال مجهولة الفاعل، لدعوتها للتسامح الديني مع الشيعة والمسيحيين، والمخالفين فى الرأي، وتبشيرها بالتحرر الاجتماعي.

لا تخيفونا من تعصب ترامب، فواقعنا العربي مسكون من عقود بقطيعة مع الحداثة، وبحروب مذهبية وطائفية لا سلاح لديها سوى التطرف والعنف رفضاً للدولة المدنية ولكل منتجاتها العصرية والحضارية، وسعياً للسلطة الدينية ولإقامة دولة الخلافة، ولا تنسوا أن حركة جماعة الإخوان قد نشأت مع تصاعد المد الفاشي فى أوروبا.

على الجميع أن يتذكر، قبل حملات التخويف والوعظ وبعدها، أن ترامب المرشح هو غير ترامب الرئيس، وأن إدارته ستكون مجبرة على خيارات تساهم فى تشكيلها توازن المؤسسات الدستورية الأمريكية وثباتها، والارادة المستقلة لدول وشعوب العالم، حين تكون قادرة على فرض أولوياتها، بحيث لا تبقي مرهونة لإرادة رئيس أمريكي جاء وآخر انصرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ترامب ليس عنصرياً .
احمد حسن البغدادي ( 2016 / 11 / 17 - 19:41 )
تحية ست امينة.

الحقيقة ان ترامب ليس عنصرياً، بل هو إنسان وطني يريد إنقاذ شعبه من النفق المظلم الذي وضع فيه الشعب الامريكي والشعوب الأوروبية بسبب السياسيين الفاسدين والمرتشين والاغبياء، كما اسماهم السيد ترامب.

هؤلاء الفاشلين الساقطين، من ليبراليين ويساريين، وشركات إعلامية ضخمة، قد وضعوا العالم على كف عفريت، بسبب مساعدتهم الإرهابيين المسلمين، تحت شعار نشر الديمقراطية، والحقيقة.

ان وصف كل إنسان وطني يعرف حقيقة ما يخبئه الاسلام من شر للشعوب الأوروبية والأمريكية ، هو اُسلوب إسلامي بحت، استخدمه المسلمون واتباعهم، لإسكات الأصوات الشريفة، لاستغلال الزمن والإسراع في اسلمة أمريكا والعالم،

وقد استخدم المسلمون سياسيين ساقطين، من الليبراليين واليساريين لنشر الاسلام ، بل وتمجيد الاسلام الإرهابي،

ان فوز ترامب، هو بمثابة سقوط حجر الزاوية للمؤامرة الاسلامية بقيادة السعودية، لأسلمة العالم.

ان صعود ترامب، سيتبعه صعود الوطنيين الشرفاء في أوروبا، من أمثال غيرت فيدرر في هولندا، و مارين لوبين في فرنسا، وجيمي أوكنسون في السويد.

عندها ستبدا الحرب الفعلية للقضاء على الاٍرهاب الاسلامي .

تحياتي ....


2 - هكذا تبرجن علي قارعة الانترنت
محمد البدري ( 2016 / 11 / 17 - 21:18 )
غير مفهوم القاء تبعية عنصرية علي شئ اسمه الاسلام السياسي وتبرئة شئ اسمه الاسلام. فالصورة الذهنية المشوهة عن الدين الإسلامي هي ذاتها رؤية الاسلام لذاته، فالمرأة لا وضع لها بهذا القدر المنحط الا في نصوص الاسلام الاساسية حيث الوقر في البيت وليس الكتابة في الحوار المتمدن علي قارعة الانترنت. فلن يطبق ترامب الا ما يخدم وطنه فهل يخدم الازهر بكل هذا الجيش من العاطلين مصر؟


3 - التلاعب بالالفاظ
على سالم ( 2016 / 11 / 18 - 00:22 )
الواجب ان نستخدم الكلمه المناسبه فى المكان المناسب وبكل صراحه , تمييع كلمه الاسلام ومطها مابين اسلام وسطى واسلام سنى واسلام معتدل واسلام حلو واسلام متشدد , صراحه هذا التفاف وتحايل ممل ومقرف , الاسلام واحد فى كل العصور الغبراء , الاسلام هو اسلام داعش الرهيب ولايوجد غيره والواجب الخلاص منه واعدامه والخلاص من شروره ودمويته


4 - لا لمن ضربك على خدك الايمن
الامين ( 2016 / 11 / 18 - 22:23 )
وانما الرد بقبضة من حديد على خدك الأيسر وتحطيم رأسك ، لقد حان الوقت كي يستيقظ الغرب وان كان قد تاخر كثيراً ولكن المهم انه يقظ الان ، ويضع حد للتجاوزات الفاسدين المتعصبين المتخلفين احفاد ابي جهل الذين يحاولون النيل من حضارة وتقدم الغرب الأوربي والاميركي ، ترامب ليس متعصباً كما تدعون ، وانما غيور ومحب لبلاده ويغار عليها من الحاقدين ومن الذين يزرعون الفساد ومن المهاجرين الغير شرعيين وتجار المخدرات والسموم ، اذا كان ترامب يقف ضد هذا الصنف من الفاسدين لماذا يظن المسلمين ان ترامب يقف ضدهم ، ترامب ضد الاسلام الإرهابي وليس الاسلام الذي يحب العيش بسلام وامان مع الجميع ، والاسلام الإرهابي الذي يدمر الان سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر يعاني المسلمين شره ، لقد اعتدى المسلمين على اميركا في 11/9 و سان برناندينو واورلاندوا وماراثون نيوجرسي وراح ضحايا ومواطنين ابرياء ، وكان السبب ضعف وهزل سياسة كلينتون وحسين اوباما و وزيرته المرتشية الاخوانجية السنية هيلاري ، والآن ترامب سعيد اميركا عظمتها ، trump make America great again ، وللعلم ان العالم لم يكن يعرف الكراهية ولا التعصب وتعلمها من الاسلام ،


5 - اقسم بالله
الامين ( 2016 / 11 / 19 - 00:37 )
اقسم بالله أني لم اكتب كلمة واحدة مخالفة لقواعد النشر ولكن نحن العرب نتهرب من سماع وقراءة كلمة الحق ولا نحب الصراحة ، وإدارة هذه المجلة ليست عادلة اطلاقاً وكاننا في دولة عربية تقتل فيها كلمة الصراحة ، نحن نكتب في مجلات الكترونية غربية لا يحذف منها حرف واحد ، وللاسف مجلتكم هذه منحازة لطرف دون الاخر ، هناك كتاب يشتمون ورغم ذلك تنشرون مواضيعهم . بينما القارىء رفض تعليقه المتواضع ، وهذا هو سبب تخلفكم يا عرب ارجوا ان تظلوا على هذا التخلف والجهل .

اخر الافلام

.. اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع تركز على التوتر مع الصين


.. حرب شوارع وقصف إسرائيلي بالمروحيات والبوارج على رفح




.. ساري عرابي: نتنياهو يشعر أن تاريخه تلطخ بفشل السابع من أكتوب


.. ما مدى واقعية توصية جيش الاحتلال بإنهاء عملية رفح والتوجه لل




.. الجفاف في المغرب يتسبب بنقص بأعداد الأضاحي