الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين ظاهرة ثقافية .

سعد سوسه

2016 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يعرف السيد البدوي الدين ( بانه مجموعة متماسكه من العقائد والعبادات المتعلقة بالاشياء المقدسة بحيث تؤلف هذه المجموعة وحدة دينية متصلة تنظم كل من يؤمنون بها )(1).
يعد الدين من الجوانب المهمة والضرورية لحياة الانسان والمجتمع ، وهو يمثل مجالات واسعة من الانشطة ، والاشكال ، والرموز ذات الاهمية الكبيرة للافراد والجماعات وان كانت اشكال السلوك الديني تختلف اختلافا كبيرا من دين لاخر ، ومن مجتمع لاخر .
ان ايجاد تعريف متكامل لمفهوم الدين فان ايجاد تعريف جامع مانع امر في غاية الصعوبة وذلك لان لكل دين نواحي خاصة به سواء في الشعور ، او في الاعتقاد ، او في التعبير . حتى انك لتجد ، وعلى سبيل المثال ان الاقوام في المجتمعات البدائية تفهم الدين على وجه لا تفهمه الاقوام او الناس في المجتمعات المتقدمة .
واذا اردنا ان نفهم طبيعة العلاقة التي تربط كل من الدين بالثقافة ، والثقافة بالدين ، فما علينا سوى القاء نظرة على ما اداه الدين في الماضي من خدمات للثقافة ، فالموسيقى والشعر والغناء قد ازدهرت في اطار ديني ، وفي الوقت نفسه كان للثقافة دور في انتشار وترسخ الدين (2). وهذا الارتباط ظل حتى الوقت الحاضر نلمسه من خلال بعض الطقوس والشعائر ( كالصلاة ) فعلى الرغم من التقدم الهائل الذي احرزته الانسانية في تاريخها الطويل فان الانسان لا يزال يستخدم في صلاته صيغا ، ويطلب مطالب اشبه بالتي كانت عند الشعوب البدائية (3).
ان الدين كظاهرة ثقافية تلبي حاجات الانسان كالرغبة بالامان والتعلق بهدف كما يقدم قيما مرجعية تبرر سلوك الانسان الاجتماعي في الوقت الذي ينظم العلاقة مع الخالق فهو يستمد منه القوة لكي يسخرها لخدمته النفسية والاجتماعية . والدين كذلك يؤدي دورا مهما في حراسة الاخلاق والقيم والاعراف في المجتمع . كل ذلك يبين دور الدين المهم ، كمكون ثقافي يقوم برسم الشخصية القاعدية في المجتمع .
وعلى الرغم من ان لكل دين شكلا ومضمونا قد يختلف فيه عن غيره ، الا ان المتفق عليه ان الدين هو جزء من كل ثقافة عرفها التاريخ رغم الاختلاف بين مجتمع واخر . ورغم الفروق التي لا تحصى فيما يتعلق بالمعتقدات والشعائر والجوانب الاخرى من الممارسة الدينية ، لكن يجب ان لا تخدعنا هذه الفروق ونرفض كل الاديان باستثناء ديننا ( 4 ) وانما ينبغي النظر لهذا الدين او ذاك ، نظرة تحمل معها الاحترام ، هذا اذا ما اريد العيش بسلام على هذه الارض .
المصادر
1- ابراهيم عيسي عثمان ، الاصول في علم الاجتماع ، ط1 ، الفـليج للطباعة ، الكويت ، ص 142.
2- راس فيهاري ، الثقافة الانسانية وفلسفة التربية في الشرق والغرب ، مطابع سيما، بيروت ، 1951 ، ص100.
3- احمد ابو زيد ، تايلور ، دار المعارف في مصر ، القاهرة ، بدون سنة ، ص 172.
4- رالف . ل . بيلز ، مقدمة في الانثربولوجيا العامة ، دار نهضة مصر ، القاهرة ، 1977 ، ص585.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح


.. مسعود بارزاني في زيارة لبغداد لحل الخلافية بين الحكومة وإقلي




.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز ما ورد في مكالمة الرئيس الأمريكي باي


.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يريد استمرار الحرب وجعل غزة مثل الضف




.. العلاقات البريطانية الأوروبية حاضرة بقوة في برامج انتخابات م