الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنين الطائر.

جعفر المهاجر

2016 / 11 / 19
الادب والفن


حنين الطائر .
جعفر المهاجر.
أيها الطير المهاجر
إنك الآن طليق في الفضاء
وأنا أحسد جنحيك وأرنو للسماء
حينما ينتابك الحزن ويؤذيك الجمود
تطلق الجنحين تجتاز الحدود
باحثا عن وطن يؤويك من غول العناء
وإذا حل المساء
تلتقي بالعش مفتونا بأحضان الوطن
ثم تغفو في دجى الليل سعيدا
مستريح البال ترنو للضياء
أيها الطير المهاجر
ليت لي جنحين في هذا الوجود
لأكن مثلك أجتاز الحدود
لن أرى في رحلتي شاخصة تسألني
أنت من أين أتيت ؟
وإلى أين تعود .
أيها الطير المهاجر
أنا إنسان ومن ماء وطين
ذبحتني مدية الغربة أدمتني السنين
أنا ضمآن ويغزوني الحنين
لعراق الأكرمين
لقباب الطاهرين
لعلي والحسين
بدمائي أكتب الآن حروفي للعراق
هدني البعد وأضناني الفراق
وأنا في قبضة الغربة أهفو للديار
ليس لي عش هنا ولا محض قرار
خفقات القلب في صدري تدوي ياعراق
قد غدا لحمي وعظمى ودمي جمر
فهل تسمعني ؟
هدني الوجد وأهفو للعناق
نازف جرحي اشكو الاحتراق
شدني ياوطني شد النطاق
وطني إني أسير
كل شيئ هاهنا ياوطني مر المذاق
كل شيئ هاهنا في بدني يحدو عراق
فمتى تنقذني ياوطني من ظلمة المنفى
ومن هذا الوثاق؟؟؟
من ترى ينقذني من غربتي غير العراق ؟
من ترى تمنحني الدفء سوى شمس العراق ؟
من ترى يمنحني الظل سوى نخل العراق ؟
كل ذرات كياني عجنت فيها تراتيل العراق
أنت ياغراف هل تسمع ندائي ! 1
أنا من طينك لحمي وانتمائي
نصف قرن قد مضى لن ألتقيك
أنت في روحي وإن شط المزار
أيها النهر المصابر!
آه يانبع البساتين وسحر الإخضرار
أنت كم عانيت من قهر الدوار
في عروقي لم تزل تسري كنبضي
كنت لي ظلي وبوحي وبهائي
وأنا من دفقك الحاني خففت عنائي
فلماذا ذبح الأوغاد في جرفيك أسراب النوارس ؟
ولماذا أحرقوا الجوري والليمون وزهر الجلنار ؟؟
ولماذا سرقوا البسمة من نبض النهار ؟؟
ولماذا ملأوا ( الحي ) سعيرا وخرابا ودمار ؟؟2
ولماذا تركوا الآهات في كل الديار ؟؟
وبساتينك ياغراف
رحلت عنها الثمار
أيها النهر تكلم
عن ليالي الحزن والآهات
عن حقد التتار
وعن دوامة القهر وصبر الأمهات
وحدثنا عن الحرة ( أم منعم )3
عن نهر الدموع
وعن الغول الذي قد نزع البهجة من كل الربوع
ولماذا قطعت عن جذرها الحاني هاتيك الفروع ؟؟
ولماذا هجرت تلك الشموع ؟؟
آه ياغراف لو تدخل في أعماق ذاتي
كي تسمع بوح الخلجات
لترى قحط الليالي
وانكسارات الزمن
آه ياغراف لوتدري
كم هو المنفى رهيب ومريع
إنه الأفعى التي بين الضلوع
فمتى حزنك ياغراف يبلى ؟؟
ومتى يندمل الجرح ويأتيك الربيع ؟
ومتى يسطع نور الشمس ؟
وتخضر القفار؟
1- الغراف النهر الذي يحضن مدينة (الحي) جنوب العراق .
2-مدينة الحي تعرضت لأقسى حملات التهجير للعوائل العراقيه إلى إيران والتي قام بها طاغية العراق وجلاوزته في بداية السبعينات ونهايتها وغيب الكثير من شبابها في سجونه المظلمة.
3- أم منعم ( خنساء الحي ) التي أعدم النظام الصدامي الفاشي أبناءها الخمسه وآخرهم كان طبيبا.
جعفر المهاجر.
19/11/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال