الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستلزمات التسوية التاريخية

شمخي جبر

2016 / 11 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مستلزمات التسوية التاريخية
شمخي جبر
لا يمكن للتسوية التاريخية ان تتم دون مشاركة المجتمع وفعالياته فيها . الكتل السياسية وهي تقود السلطة وتتربع على كرسي الحكم لم تقدم لهذا المشروع اي رؤية جادة ، بل كانت جميع الرؤى التي قدمت على هذا الطريق رؤى هروبية ، تغمض عينيها عن المشكل الحقيقي وترفض ان تتعامل مع الوقائع السياسية،وتقفز على الحقائق السسيوثقافية، لانها لاتريد ولا تسعى لايجاد حلول حقيقية لاستعصاءات الواقع ومشكلاته.الحاكمون، السياسيون، احزابهم ، كتلهم السياسية ، وكل البنية السياسية ومنظومتها التي اوجدودها طاردة للحلول.
لايمكن ان تكون هناك تسوية حقيقية الا بتوفر نيات صادقة لاقامة هذا المشروع، فضلا عن توفر ارادة سياسية تضع مصلحة العراق في حاضره ومستقبله قبل المصالح الحزبية والشخصية .
التسوية السياسية الحقيقية دون عقلانية سياسية لايمكن ان تجد حلول للمشاكل الموجودة.
فحتى تكون هناك تسوية جادة تشكل مشروعا وطنيا لاعادة ترميم الواقع السياسي والاجتماعي لابد ان يشارك فيها جميع ابناء الوطن من خلال ممثلين حقيقيين للشعب ومكوناته الدينية والطائفية والعرقية وعدم استثناء احد ، وليس بين الكتل السياسية الموجودة ، لانها المشكلة فلايمكن ان ينتج المرض دواء،فالكتل السياسية هي سبب المرض الذي نعانيه في واقعنا وهو مااوصلنا الى مانحن عليه.
التسوية التاريخية لايمكن ان تحقق اهدافها وتكون دواء ناجع لامراض الواقع دون تصفية التجاوزات التي حدثت وبخاصة عمليات التهجير التي كانت تهدف الى ايجاد مناطق نقية طائفيا او عرقيا ، او التغييرات السكانية (الديموغرافية) التي حدثت في بعض المحافظات كالموصل وكركوك وديالى ، ومناطق اخرى .
التسوية التاريخية يجب ان لا تستثني اي احد الا من لطخت ايديه بدم مواطن عراقي ومن تلطخت ذمته بسرقة المال العام فهؤلاء يقدمون للقضاء .
وفي حالة التعامل مع العراقيين يجب ان لايخضع هذا الامر للامزجة والمجاملات السياسية ، بل يتم الامر من خلال معيار واحد يطبق على الجميع دون استثناء بصرف النظر عن الدين والطائفة والعرق .
شعور المواطن بالحرمان والتهميش والاهمال وعدم الحصول على حقوقه او ممارسة التميز ضده ، هو ما ينتج الاختلال الكبير في مبدأ المواطنة فيشكل شرخا كبيرا وتحديا للنظام الديمقراطي الذي يعبرعن العدالة الاجتماعية كأحد اهدافه ، وهو مايوصل المواطن الى حالة الاحباط وعدم الثقة بالنظام القائم ، وقد تتسع هوة عدم الثقة فتشكل حالة من العداء للنظام السياسي ومؤسساته ، وهذا الحال قد يوصله الى حد ممارسة العنف .ان هذا المشروع هو فرصة للعراقيين في اقامة الاستقرار والسلم المجتمعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا