الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقصوصة للأطفال

بويعلاوي عبد الرحمان

2016 / 11 / 20
الادب والفن


أقصوصة
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

توسمان
ـ ـ ـ ـ ـ ـ


توسمان طفلة ريفية ، نزحت مع أمها ، إثرموت أبيها الفلاح الفقير، عن قرية واقعة بين الجبـال الشامخـة ، إلى

مدينة صغيرة هادئة ، يحيطها من الشرق ، السهول الشاسعـة ، ومن الجنوب ، الغابـات الكبيـرة ، ومن الشمـال

والغرب ، شواطئ البحرالذهبية ، كانت توسمان شقراء الشعـر، بلون أشعـة الشمس الساطعة ، خضراء العينين

بلون العشب الطري، بيضاء البشرة ، بلون ندف الثلج المتساقطة ، كانت تتنقل وأمها بين أزقة المدينة الصغيرة

وشوارعها ، يعيشان من عطاء سكانها البسطاء ، الطيبين ، كانت تشعر بالجوع الشديد أحيانا ، وبالبرد القارس

أحيانا أخرى ، لكن رغم ذلك كله ، كانت سعيدة في عالمـها الصغيـر، الملائكي ، وذات ليلـة ، بعيد منتصف الليل

والقمر بدرا ضخما، بين النجوم المتلأ لئة ،ينشر نوره على المكان ، قدم مارد شرير على جواد أسود إلى المدينة

فخطف توسمان النائمة في حضن أمها الدافئ ، وفر بها إلى الغابة ، صرخت توسمان، ونادت على أمها النائمـة

لكن لا أحد سمع صراخها وبكاءها ، لأنهم كانوا نياما، يغطون في سباتهم العميق كالموت ،وعند شروق الشمس

شاهدت حيوانات و طيور الغابة جسدا صغيرا،غريبا لاحيـاة فيه ، ممددا على العشب الأخضر،حزنـت الحيوانـات

والطيورحزنا شديدا ، نثرت الطيورأزهارالياسمين والقرنفل والورد ، على جسد توسمان حتى توارى ، وفي الغد

ظهرت مكانه شجرة أركانْ باسقة ، جذورها في الأرض الطيبة ، وفروعها في السماء الزرقاء .


بويعلا وي عبد الرحما ن ( بُويَا رَحْمَا نْ )


وجدة - المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض


.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية




.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف


.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف




.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال