الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنارشيّون هم الذين أسقطوا كلينتون وجعلوا ترامب ينجح

صلاح الدين مسلم

2016 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بعيداً عن الصخب الانتخابيّ الديمقراطيّ الشكليّ لمسرحية ديمقراطيّة 50+1 التي ستسعد بالضرورة 51% من الشعب، وتقضي على آمال 49% منه، وبعيداً عن لعبة الكلاسيكو الانتخابيّة التي يذهب فيها الجمهور إلى ملاعب الانتخابات ليشاهدوا مباراة قد يربح فيها مؤيدو هذا الفريق أو سيفشل مؤيّدو ذاك الفريق، وكأنّها مباراة بين ريال مدريد وبرشلونة، حيث سيحتفل الرابح بيومه ويكمل سهرته، وسيرحل الخاسر خائباً إلى منزله وينام باكراً، لينسى كلاهما هذا اليوم السعيد - التعيس ويكمل كلاهما يومهما الروتينيّ لينتظرا مباراة أخرى بعد أربع سنوات، ويقتنع كلاهما أنّهما يعيشان في بلد ديمقراطيّ.
وقد بات العالم كلّه يراقب هذه اللعبة الانتخابيّة للمركز العالميّ للنظام المهيمن على العالم؛ أميركا، والكلّ بات يتابع هذه الطاحونة الأمريكيّة، وكيف سيغيّر الرئيس الجديد خارطة العالم؟ مع أنّ كلاهما يخاطب المجتمع الأميركيّ الذي يحقّ له وحده الانتخاب، حتّى وإن كان عربيّ الأصل أو كرديّ الأصل... وقد وصل مستوى غباء القوميّات في الشرق الأوسط الذي يشابه غباء قوّميات أخرى في العالم في أنّهم تأمّلوا أن ينقذهم أحد المرشّحين من الكاوس الشرق أوسطي، كما هلّلوا سابقاً لمحمّد حسين أوباما - رضي الله عنه - الذي استبشروا فيه الخير للعرب والمسلمين، لكن في عهده مرّ الشرق الأوسط في أسوأ المجازر الدمويّة؛ ابتداءً بتونس ومروراً بليبيا فمصر فاليمن وصولاً إلى العراق، وانتهاءً بالكارثة السوريّة.
لقد كتبتُ في مقال سابق عن ساندرز المنافس لكيلنتون في الحزب الديمقراطيّ الأميركيّ، المتأثّر بأفكار الأنارشيّ موراي بوكين، وصاحب المقولة المشهورة: (كيف يستحوذ 1% من الشعب الأميركيّ على مقدّرات 99% منه؟) فهو اليساري المخضرم الذي يحمل أفكاراً مهمّة جدّاً، وإن صعد سدّة الحكم في أميركا لكان له تأثير إيجابيّ على النظام العالميّ برمّته، ولكان له دور في التقليل من سيطرة الدولة القوميّة على الذهنيّة الدولتيّة العالميّة، لكنّه خسر أمام منافسته هيلاري كيلنتون.
لذلك سُعِد مؤيّدو ساندرز اللاسلطويين بعد أن فاز ساندرز في العديد من الولايات الأميركيّة، وتأمّلوا أن يأتي عهدٌ جديد؛ عهدُ ما بعد الحداثة، عهدُ التخلّص من هيمنة الدولة على مفاصل المجتمع، لكنّ كلينتون تغلّبت عليه وطردته من المباراة النهائيّة ضدّ ترامب الذي كان شعاره: "لنجعل أمريكا عظيمة مرّة أخرى". فدبّ اليأس في صفوف مؤيّدي ساندرز اللاسلطويّ، وانقسمت صفوفهم بين معتزل للانتخابات وبين منتخب لترامب انتقاماً، حيث قال أحدهم: "يجب علينا انتخاب ترامب، علينا زعزعة الوضع القائم".
إنّه يأس الشعب الأميركيّ، بل هي الثورة الأميركيّة الجديدة، في الاستهزاء من هذه الديمقراطيّة الشكليّة، أو لنقل: إنّها الثورة الديمقراطيّة من هذه التجربة اللاديمقراطيّة التي يظنّ أنّها قمّة الديمقراطيّة عند الشعوب الطامحة إلى هذه الديمقراطيّة الشكليّة، يقول مايكل مور:
"لقد انتخب سكان مينيسوتا في التسعينيات مصارعًا محترفًا ليكون حاكم ولايتهم؟ هم لم يفعلوا ذلك لأنّهم أغبياء أو لأنّهم اعتقدوا أنّ (جيسي فنتورا كان بشكلما) رجل دولة أو مفكراً سياسياً، لقد فعلوا ذلك لأنهم كانوا يستطيعون."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ