الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا ذهب الحياء تفشى الداء.

جعفر المهاجر

2016 / 11 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إذا ذهب الحياء تفشى الداء.
جعفر المهاجر.
رغم الحرب الضروس التي يخوضها أبناء العراق ضد أشرس عدو دموي إجرامي في تأريخ العراق الحديث والإعتداء التركي الفاضح على الأرض العراقية لعرقلة القضاء على العدو الداعشي أولا ولتحقيق الأطماع الأردوغانية العثمانية في الأرض العراقية إلا إن المشهد السياسي العراقي الداخلي مازال مأزوما داخل العراق، وكأن بعض السياسيين الذين يحاولون إشغال الحكومة بأمورجانبية صار ديدنهم الرهان على كل حدث يؤذي العراق ليحققوا مآربهم السياسية الخبيثة تحديا لإرادة الشعب العراقي الذي لاقى الأمرين من هؤلاء الذين لايرون إلا مصالحهم الأنانية الشخصية . وكأنهم يقولون إن طريقنا هذا هو الطريق الوحيد الذي يحقق لنا مانصبوا إليه وليكن من بعدنا الطوفان.
وكم يؤلمني كمواطن أن أسمع كلاما من سياسيين سلموا بالأمس محافظة نينوى على طبق من ذهب للدواعش، ووصفوا الجيش العراقي بالصفوي، وهربوا وشجعوا شرطتهم والمتآمرين معهم من ضباط الخيانة والفساد ، ولجأوا إلى فنادق أربيل الراقية. ومن هناك أخذوا يتشدقون بخيانتهم التي تزكم الأنوف ويعتبرون تصريحاتهم الخيانية دفاع عن العراق ضد الحكومه.!!! وتركوا المحافظة تحت رحمة الدواعش الأشرار فعاثوا فيها فسادا ، وسبوا أهلها ، وباعوا نساءها في سوق النخاسة ، ودمروا متاحفها وآثارها ومساجدها. و ما زال هؤلاء السياسيون على حالهم ويختلقون مختلف الأعذارالتي تهاوت وتساقطت الواحدة بعد الأخرى وكأن محافظة نينوى هي ملك للحكومة العراقية وليست تلك المدينة العريقة التي تمثل قلب العراق ، وأبناءها الوطنيون الغيارى هم الذين تصدوا للغزاة عبر التأريخ، ولم يقبلوا في أية حقبة تأريخية أن يكونوا البادئين بتقسيم العراق على أساس عرقي ومذهبي ليكون تقسيم هذه المحافظة العزيزة تمهيدا لتقسيمات مستقبلية أخرى على صعيد العراق برمته وهو الأمر الذي يحلم به الأعداء لتمزيق العراق من أقصاه إلى أقصاه.
ومن المؤسف أن ينزلق مع أثيل النجيفي وأخيه بعض السياسيين المحسوبين على الحكومة العراقية ويتحدثون في الفضائيات بكل صفاقة وبدون أي حياء عن ضرورة تقسيم محافظة نينوى إلى محافظات واحدة للكورد وأخرى للعرب السنة وثالثة للمسيحيين ورابعة للإيزيديين وخامسة للشبك والمعركة مازالت في أوجها ضد الدواعش ، ودماء أبناء العراق الشرفاء تسيل على هذه الأرض الطيبة. ولا يكتفون بذلك بل يوجهون طعناتهم الطائفية الغادرة لأبناء الحشد الشعبي الذين يضحون بأرواحهم من أجل تحرير الأرض من هذا الإرهاب الأسود ليقدموا الأرض إلى أصحابها بعد تحريرها والعالم كله يشاهدهم كيف يستقبلون العوائل النازحة ويقدمون لها المساعدات الغذائية.لكن مرض الطائفية التي يحمله هؤلاء لا يسمح لهم بقول الحقيقة الساطعة كنور الشمس . فيراهم المواطن العراقي كيف يبحثون في الزوايا المظلمة ليسوقوا أجندات الفضائيات الطائفية ضد بلدهم وشعبهم والمتصدين لهذا الوباء بصدورهم العارية.ولا يكتفون بهذا بل يرسلون رسائل الغزل إلى الطاغية العثماني أردوغان الذي حول تركيا إلى سجن مفتوح برميهم اللوم على الحكومة العراقية في حدوث الأزمة بين العراق وتركيا والتي سببها طرف واحد هو أردوغان حين غزا الأرض العراقية بجندرمته ودباباته وأطلق حزمة من الأكاذيب المتناقضة لتبريرعمله العدواني الذي يتناقض تناقضا صارخا مع كل القوانين الدولية . لكن هؤلاء السياسيين الطائفيين يغمضون أعينهم عن رؤية الحقيقة ويحاولون إظهار الحكومة العراقية وكأنها هي المعتدية على الأراضي التركية !!!
وهم يدعون تارة إن إيران غارقة في الشأن العراقي فلماذا الإحتجاج على تركيا فقط.؟ لكنهم يحرفون الحقيقة ويقلبونها 180 درجه لأنهم يعلمون إن إيران أدخلت بعض مستشاريها بموافقة الحكومة العراقية. أما أردوغان فإنه غزا الأرض العراقية وتحدى حكومتها وآدعى إدعاآت باطلة بأن العرب السنة والتركمان السنة معرضون للخطر من قبل الحشد الشعبي ولابد أن يكون حاميهم. والعرب السنة في البرلمان العراقي رفضوا هذا المنطق الكاذب جملة وتفصيلا. وتارة أخرى يطالبون الحكومة العراقية بالقضاء على حزب العمال الكردستاني الذي تحاربه الحكومات التركية منذ ربع قرن ولم تستطع كسر إرادته. وكأن الحكومة العراقية هي التي خلقت هذا الحزب وليست السياسات الشوفينية لحكام تركيا المتعاقبين وأبشعهم السلطان أردوغان الذي شن حرب إبادة قذرة ضد الشعب الكردي في تركيا.
إن هؤلاء السياسيين الذين يغردون خارج السرب العراقي، وتتناغم توجهاتهم مع توجهات الدكتاتور العثماني قد فقدوا غيرتهم ونخوتهم وحسهم الوطني.وأثاروا بتصرفاتهم غضب الشعب العراقي وهم أصل الداء ورأس كل بلاء في العراق.
وهذه الظاهرة الشاذة التي تميزت بها الساحة السياسية العراقية إن دلت على شيء فإنها تدل على انتهازية هؤلاء السياسيين ورغبتهم المحمومة في إضعاف العراق وكأنهم يعيشون خارج سفينة بلدهم. وهم يتصورون إنهم إذا سلكوا هذا الطريق فإنهم سيحصلون على المزيد من المكاسب الشخصية على حساب وطنهم وشعبهم من خلال صراعهم المحموم على السلطه. ولم يخجلوا من سلوكهم المشين المعادي للشعب.
لقدعانى الشعب العراقي الويلات والكوارث من تصرفات هؤلاء السياسيين الذين يضعون قدما في العملية السياسية وقدما أخرى مع الإرهاب وتحولوا إلى كابوس مسلط على رقاب الناس من جديد وهم ليسوا أمناء لتحمل شرف المسؤولية الوطنية في أية إنتخابات قادمة بعد أن شهد الشعب العراقي في الفترة الماضية سرقات هائلة وحرائق رهيبة وخدمات مزرية وفساد أداري ومالي لم يشهد له العراق مثيلا طوال تأريخه الحديث وتكاثرت الجراح في خاصرة الوطن وانعدمت البسمة على شفاه الأطفال من جديد ومازالت ثروة العراق تنهب على أيدي حيتان الفساد والملايين من الشباب العراقيين يعانون من البطالة والحرمان وطبقات واسعة من الشعب العراقي تعاني من نقص في الغذاء والدواء ومن تفشي الأمراض وكأن كل مايجري على أرض العراق من مآس وويلات لايهم هؤلاء السياسيين الذين أفرزهم صندوق الأنتخاب فسدروا في غيهم وركبوا رؤوسهم وطالت أجتماعاتهم ومباحثاتهم العقيمة التي دخلت في لم تسفر عن شيئ يذكر رغم كل الوعود والمدد و(البشارات) التي وعدوا ولوحوا بها الشعب وقد تفوقوا في وعودهم الخاوية وانكشف زيفهم وفقدوا ثقة الشعب الذي سلمهم الأمانه و خيبوا أمله تماما بسلوكهم ونهجهم المبني فقط على جني المصالح الحزبية والشخصية الضيقة بأي ثمن بعد أن تخلوا عن وعودهم الأنتخابية تماما وتحولوا ألى طلاب سلطة وجاه ونفوذ على حساب الطبقات المسحوقة من هذا الشعب الجريح الذي وقع في حيرة من أمره بعد أن أدى واجبه الوطني في الذهاب ألى صناديق الاقتراع مدليا بصوته آملا أن يعيش حقبة جديدة من تأريخ العراق يتمتع فيها بثروته وتكون فيه المواطنة هي الاعتبار الأول الذي يعامل فيه المواطن العراقي في وطنه بعد أن سحقت أجيال بكاملها نتيجة العهود الدكتاتورية البغيضة الماضية .
لقد كتب المهتمون بالشأن العراقي من عراقيين وعرب وأجانب مئات المقالات عن هذا المشهد الغرائبي الشاذ المثير لشهية الأعداء والأصدقاء لكثرة مافيه من عجائب وغرائب تجعله مادة دسمة للكتابة ولا تخلو بعض الكتابات من مقالات جادة تصدر من كتاب شرفاء يحترقون من أجل شعبهم ووطنهم ويرفضون أن يبقوا صامتين ويكتب الآخرون بما يحلو لهم عن هذا المشهد . إن الأنتماء للعراق هو الذي يجعلنا نكتب بحرقة وألم بعيدا عن الترف الفكري وإطلاق السهام السامة لخاصرة العراق كما يفعل الآخرون من أيتام الدكتاتورية البغيضة التي جثمت على صدور العراقيين .
أقولها بملْ فمي إن هؤلاء السياسيين الذين يبشرون الشعب العراقي بمذابح قادمة في الموصل وتلعفر هم الذين يحلمون بعودة الدكتاتورية إلى العراق ويصرحون بملأ أفواههم في الفضائيات بأن العملية السياسية قد فشلت فشلا تاما وما هي إلا (أكذوبة ) و(خرافة )و (مهزله ) ولا يفيد العراق إلا حاكم قوي مرهوب الجانب !!! أوما يسمونها ب(حكومة أنقاذ وطني ) وقد نفذ صبر العراقيين من تصرفات هؤلاء السياسيين وتوسلاتهم بحكام يسعون سعيا حثيثا لتقسيم العراق ووأد العملية السياسية ، وتصريحاتهم المستمرة تدلل على نواياهم المبيتة ضد العراق. والسياسي العراقي الذي يتناغم صوته مع أصوات أعداء العراق في الخارج لاحياء له. ولايحق له أبدا أن يشترك في العملية السياسية مرة أخرى ليبث سمومه الطائفية المقيتة من داخل الوطن وليس لي إلا أن أقول إذا ذهب الحياء تفشى الداء.
جعفر المهاجر.
20/11/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا