الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القنب الهندي عشبة توصلك إلى الله

الاعرج بوجمعة

2016 / 11 / 20
كتابات ساخرة


على خلاف شيوخ القبيلة لم تغر عمي أحمد طقوس التعبد كما تنشرها القنوات الفضائية القادمة من الخليج، ولم يرتدي يوماً لباسا خليجيا حتى ولو هدية من حاج من سكان قريته قادم من الحج، كل هذه الطقوس في نظره لا توصل إلى الله، بقدر ما هي ثقافة شعب خليجي تصلح لهم ولا تصلح لبدوي يسكن شمال افريقيا، لأن الصلاة هي اتصال روحي بين الخالق والمخلوق، أي رفع الوساطة بين الفرد المتعبد والله، وعمي أحمد كان يعتقد بمحض وعيه الفطري أن ممارسة التدين على شاكلة إخواننا في الخليج هو فرض للوصاية، أي للوصول إلى الله ينبغي التدين بالطريقة الوهابية على اعتبار أنها الفرقة الناجية من النار كما قال الرسول من بين ثلاثة وسبعين فرقة. عمي أحمد شخص بسيط في لباسه عميق في أفكاره، يمثل رأسمال ثقافي شفوي جدير بأن يُدوّن مدام يعلم جيدا تاريخ القرية وتاريخ المقاومة.
ظل عمي أحمد يردد في كل مجالسه أو في إجابته على متسائل لماذا لا تقلع عن التدخين؟ وخاصة تدخين "الكيف"، أي القنب الهندي، فيجيب أن القنب الهندي عشبة ربانية طبيعية توصل إلى الله. عندما أستنشقها أصبح فريبا من الله أكثر، أدرك حقيقة وجوده، الله وحده من يعلم قيمتها ولماذا خلقها، فنحن مجرد بشر مخطئون ننفد أوامر الله، فالله أمرنا بالعبادة ولم يجبرنا على طريقة الوصول إليه، يكفي أن تتأمل مسيرة الأنبياء في التعبد، يظهر لك الاختلاف جلي، وظاهر. يضيف عمي أحمد لا أريد أن أحدثكم عن قيمتها من ناحية المرض، يكفي أن تأتي بطفل صغير لا يتراوح عمره ثلاثة سنوات مريض بالشم وهو مرض يعرفه المغاربة، لأنفخ على وجهه فتراه يستيقظ وكأنه لم يكن به شيئا، وهناك من يقول بأنه العديد من الدول تسمح بزراعة القنب الهندي، لأنه يصلح لعلاج داء السكري والسرطان.. عمي أحمد يقدم مثلا بنفسه أنا الآن أبلغ السبعين من عمري ولازلت أدخن ولم أصاب بأي مرض، فقط أسناني هي من تضررت يقول هذا مبتسما، ولحم أسنانه يظهر للحضور، ملطفا الجو بأنه سيعمل على تركيب أسنان اصطناعية لكن زوجته ستغار منه لو فعل ذلك سيصبح شابا من جديد.
أتذكر ونحن أطفال صغار في القرية كيف كان المصلين من شيوخ القرية يمارسون طقوسهم التعبدية خاصة في شهر رمضان، وليلة القدر، يسهرون الليل بكامله، قياما وقعوداُ، لكن أي قيام وأي قعود، قيام في المسجد، وقعودا خارجه، يشعلون النار وعلى لهيب خافت يضعون أبريق الشاي، ويجلسون على الحصير قرب المسجد، ويدخنون الكيف حتى يصبح المزاج جيدا (حتى يتقاد لمجاج بالدرجة المغربية)، ثم يدخلون المسجد، ومنهم من يصلي فقط ركعات قليلة، أي يصلي العشاء والفجر فقط، أما همه هو ليالي الأنس التي يقضيها إلى جانب شيوخ القبيلة، وشخصية عمي أحمد مرحة ينبش الفيقه بكلمة ويقول له هذا حالنا الله يعرفنا ونحن نعرفه، ندخن الكيف لكن نؤمن به، والله خير متسامح، الحقد والكراهية في الجنس البشري، يقدم أمثلة من قصص الأنبياء وماذا حدث لهم من كيد وضغينة.
في الأخير رحم الله عمي أحمد الله يعرفنا ونحن نعرفه فلماذا كل هذه الدماء باسم الرب، الله ليس في حاجة خليفة يسفك الدماء (الآية ..)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب