الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-

جمال الهنداوي

2016 / 11 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


لا اوهام لدينا في ان شدة البيان الذي اصدرته منظمة الصحة العالمية هو الذي كان وراء مسارعة صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية الى رفع الخبر المعنون "تحذيرات أممية من حالات حمل غير شرعي في كربلاء"، من موقعها الالكتروني.. وليس هناك من اي ظنون بان تلويح المنظمة بمقاضاة الصحيفة هو الدافع وراء تذكرها المفاجيء لـ"المعايير المهنية والأخلاقية والدقة والموضوعية", وهي الاسس التي لم تكن ضمن عناية الصحافة السعودية -بل والخليجية عموما - وهي تسرف , ولسنوات في النيل من كرامة وامن وسمعة العراقيين في اخبار قد لا يكون اشنعها ما تقيأته علينا الشرق الاوسط..
فقد لا يكون من الحكمة النظر الى نفي الجريدة العجول لما تجملت به صدر صفحتها الاولى على انه ناتج عن شعور بالذنب تجاه العراقيين فيما تعودت - ومعها جل الصحافة الخليجية -ان تلقي به في طريقهم واذهانهم من النصوص المؤذية لسنين طوال, وفي هذا المنحى يمكن أن نسوق عشرات الامثلة سواءً للعديد من وسائل الاعلام الخليجية المهتمة – حد الهوس -بالشأن العراقي, الكثير من المواقع الاخبارية التي لا تجد نفسها الا من خلال الانغماس السادر في ادران الاثارة المثقلة بالحس الطائفي المغلق, والذي تغذي به كيانات الخليج شعورها المأزوم بالصغار من خلال تقزيم المجتمعات الاثقل والاكبر والاكثر تحضرا.
فحتى هذا الخبر مدار البحث, لم يستدر من الصحيفة سوى بيان "تصحيح" لما وصفته الجريدة بـ" المعلومات المغلوطة التي تضمنها التقرير, ولم تجد بانها ملزمة باي اعتذار للشعب العراقي الذي اصيب في صميم كرامته من جراء هذه المعلومات المغلوطة , بل ان مسارعتها للفظ مراسلها في بغداد تعد اشارة الى "محلية" الخبر, وانها لا تشغل في الامر الا موقع الزوج المخدوع.
واننا وان كان من الصعب علينا تقبل ان تصدر مثل تلك الجنايات "سهوا "عن الجريدة التي لاتنطق الا عن هوى ووحي مصادر القرار في البيت السعودي, والتي تصرح دائما بما لا تجرؤ القيادة السعودية - او لا تريد - الهمس به علنا.. ولكن يبقى من العبث التعاطي مع "الشرق الاوسط" على انها حالة خارجة عن السياق الخليجي العام في التعاطي مع العراق والعراقيين..أو انتظار " المهنية والأخلاقية والدقة والموضوعية" من مثل هذه المؤسسات..
ولكن السؤال هنا - وهو الاساس - هو عن ذلك التبسط - والجرأة- مع امن وكرامة العراقيين الذي تبديه تلك الفئة من المراسلين المحليين لوسائل الاعلام الخارجية العربية والاجنبية الذين يسرفون في اللهاث وراء استرضاء الجهات الممولة على حساب الامانة ومصالح الوطن والشعب العليا, عابثين بالحقائق ومغامرين بمقومات السلم الاهلي ارضاءً لتوجهات الوسائل الاعلامية التي يعملون معها..بل ومستبقين الطلب مستمرئين انتاج المادة الاعلامية الزائفة رغم التعارض البواح ما بين هذه الممارسات واحترام الذات والعمل الصحفي الرصين والموضوعي.. والاهم, هو التساؤل عن موقف نقابة الصحفيين العراقيين من عضويتهم ضمن الاسرة الصحفية العراقية, وهم يسرفون في نشر المواد الموغلة في كرامة وسمعة العراقيين دون ادنى قدر من العناية بتحري الدقة والنظر في الوثائق التي تؤكد دعاواهم..
فلا نكاد نجد مهمة اصعب في ان تكتب–او تستكتب-لدنيا غيرك,والاكثر تعسرا هو ذلك البذل السخي من النفس والفكر في التقاط ما يمكن ان يكون اكثر توددا للممول البعيد والاقرب الى قلبه والى ما تحت يمينه,واقر بحيرتي عن فهم تلك القدرة والتمكن الذي يتحصل عليها المرء لمعرفة نقاط الاستثارة والتقبل المسبق من قبلهم لما سوف يكتب,وكيف يختار المسالك التي تصل به لدغدغة عواطف اولي الامرواستدرار رضاهم.
لا ندعي فيما سبق تعميما, بل هي امنية على البعض الاقل من اسرتنا الصحفية الذين يقعون في مثل تلك المنزلقات أن يكونوا أكثر حرصاً وحذراً حتى نحفظ للمهنة مصداقيتها لدى القراء... فالفلتان الاعلامي الذي يصاحب كل الخوانق السياسية والامنية,ونثر الاتهامات على طول وعرض المشهد السياسي العراقي قد يشي بان هناك العديد من ممتهني الصحافة ممن لا يدركون خطورة وفداحة ما يفعلون... فغياب المعايير والضوابط قد يؤدي الى خلط كبير وإضرار أكبر على القيم العامة والأخلاق العامة ولا يشيع البلبلة في أوساط المجتمع حسب لكنه الى ذلك يفقد الصحيفة والكاتب مصداقيتها وهو ضرر معنوي لا يوازيه أي ضرر مادي تتعرض له أي وسيلة اعلامية.
ندعو نقابة الصحفيين العراقيين, الى ان تقف موقفا حازما تجاه تلك الفئة الضالة من منتحلي الصحافة المتظللين بحرية الصحافة لخدمة توجهات الانظمة التي تقذف بالناس في السجون لتغريدة او مجرد استحسان مجامل على ما لا يرضى عنه السلطان, وليكن او الصواب -على الاقل- في تطهير اسرتنا الصحفية من متكسبي السحت الاعلامي الحرام المغمس بدم وكرامة العراقيين, وفصل جميع الوالغين في كرامة وسمعة العراقيين واولهم المراسل الهمام الذي لفظه اولياء نعمته في العراء..وهذا قد يكون الاضعف الاضعف من الايمان بالقيم الوطنية العليا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي استاذ جمال لحميتك المهنية والاخلاقية والوطن
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2016 / 11 / 21 - 03:50 )
بصفتي الصحفي الاكاديمي الاقدمحصلت على الماجستير في الصحافة في اوربا قبل53سنهاشد على يديك واثني على ما جاء بمقالتك اعلاه من تشخيص صائب يدل على وعي والتزام مهني واخلاقي ووطني نحن-في العراق-باشد الحاجة اليه سبما وبلادنا وشعبنا يواجد اخطارا هائله ويخوض حشدنا الشعبي وجيشنا المقدام حربا جبارة لانقاذ البشرية من عدو همجي غير مسبوق في كل التاريخ الا وهو الدواعش او بكلمة ادق عدو هو مزيج كريه من البعثوهابية المجرمة شكرا مع تحياتي


2 - شكر
جمال الهنداوي ( 2016 / 11 / 21 - 09:46 )
سيدي الفاضل..
من دواعي سروري ان كان النص قد اثار اهتمام قامة اعلامية وصحفية كحضرتك..بالفعل الوسط الاعلامي بحاجة للتحرر من الوصاية البعثية الارتزاقية على وسائل الاعلام والعمل على تثبيت قيم وطنية وانسانية جديدة..مودتي


3 - لاتطلب الحاجات الا من اهلها
علي عدنان ( 2016 / 11 / 21 - 10:15 )
انت تطلب من نقابة يقودها شخص كان واقعا في مستنقع ((البعث المجرم)) شخص لاهم له سوى نفش ريشه كالطاووس متبخترا بعلاقاته مع ((مختار العصر)) والطائفي البغيض وماقامت به الشالاوسط هو واحدة من اساءات جبلت عليها مواقع الشر الوهابية منذ زمن بعيد ولكن منفوش الريش لايعرف سوى تمجيد اولياء نعمته مع موقف لاابالي كما حدث في مداهمة طريق الشعب ايام حكم القائد الضرورة الثاني


4 - قال فكشف نفسه
علي عدنان ( 2016 / 11 / 21 - 20:04 )
في برنامج المناورة على قناة دجلة الفضائية صرح ((المنفوش ريشه)) نقيب الصحفيين والبعثي السابق وخادم القائد الضرورة الصغير بان موضوع مقالة صحيفة الشرق الاوسط هو سياسي وليس له علاقة بالشعب العراقي!!!! ابشرفكم اكو اكثر من هذا المافون غباءا او انتهازية بالبحث عن الاموال حتى من السعودية بالاساءة الى نساءنا؟؟؟؟


5 - السيد علي عدنان
جمال الهنداوي ( 2016 / 11 / 21 - 22:01 )
ممتن لمرورك الكريم واشاطرك القلق على منظومة القيم التي تحكم العمل الاعلامي في العراق..مودتي واحترامي

اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد