الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج المتعة و فائدته السياسية

رفقة رعد

2016 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ما يهمنا من موضوع زواج المتعة هو الزواج بذاته كقضية، واستخدامه في هذا الوقت بالتحديد إعلامياً و التشهير به لضرب مذهب الشيعة، و تشويه الطقوس الشعائرية لديهم و ذلك لان المرحلة السياسية القادمة تتطلب هكذا تشويه، اي هكذا تسقيط للمذهب و تاريخه و الكشف عن نقاط الضعف فيه للعالم، و لن استغرب ما سيظهر مستقبلاً من تشويه لقضايا اخرى، خصوصاً بعد ان كشف الشيعة كل أوراقهم تقريباً من ناحية الانتماء و العدد و العدة و التوجه و العقلية و القوة و غيرها من الاشياء التي تسمح استغلالها لتنفيذ المخططات القادمة بكل سهولة. و هذه ليست نظرية مؤامرة بل واقع حال، فبعد الكشف عن مكنونات السنة و توجهاتهم، وايضاً انتمائتهم، تم تسقيطهم سياسياً أولاً، ثم اجتماعياً، فشردت نسائهم و نامت في الخيم و جاع اطفالهم، بالتالي يسهل الان انقيادهم و التحكم فيهم، فيتوجه الكل نحو التقسيم.

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى و بعيداً عن المؤامرة و بالعودة لزواج المتعة نفسه و اللقطاء، كقضية موجودة فعلاً، كوننا عشنا ونعيش في العراق و نسمع ونرى الكثير من القصص وفق تسعيرات الزواج و رموزه، فمثلاً حينما ترتدي المرأة عبائتها بالمقلوب كرمز على قبول هذا النوع من الزواج، وحتى شروط استخدامه في الدوائر الحكومية و الكليات، كما هو حال الجامعة المستنصرية و شرط قبول التعيين في وظيفة حكومية، وصولاً لافتتاح جمعية رسمية في بغداد تقدم خدمات هذا الزواج بشكل علني.

زواج المتعة او الزواج المؤقت لا يختلف عن الزواج العرفي و المسيار، هو يقابل اي زواج مؤقت اخر في اي مذهب او دين طالما هو مضرة للمرأة و محكوم بوقت زمني، فلا يتعدى ان يكون دعارة واضحة فقط، و لا يختلف بالمقابل عن ما فعله داعش بالنساء العربيات و الازيديات و المسيحيات في الموصل، لكن وفق رؤية السبايا او نكاح الجهاد.

صحيح ان ما كتبه الصحفي في جريدة الشرق الأوسط مبالغ فيه عن هذا الزواج، لكن هذا لا ينفي عدم وجوده في العراق في النجف و الكاظمية حتى منذ ايام صدام حسين. و اعترافنا بوجوده هو شجاعة منا لمقاومته و الحد منه، لما فيه من تعدي على حقوق المرأة و الانسان. سوف يثور الكثيرين مدافعين عن مذهبهم و تاريخهم محاولين نكران وجوده، لكن لا يمكن اخفاء حقيقة وجوده كنوع من دعارة الحروب و الاستخدام الجنسي للمرأة، و ما يهمني هو قضيته الإعلامية و السياسية لا قضيته الدينية التي اطلعت عليها ايضاً و لم تقنعني اي من التفسيرات السنية و الشيعية القديمة في تحليله وفق منهجهم الاجتماعي.

هذا النوع من الفكر المريض اتجاه المرأة، هو فكر اجتماعي متجذر منذ البداوة تحت مختلف المسميات و التوجهات اذا لم نفضحه لن نستطيع القضاء عليه، فكما يقول المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز ان التراث "يمارس سلطاناً حقيقياً على الافكار والعلاقات والمؤسسات، ويوجه افعال الافراد والجماعات نحو هذه او تلك من الخيارات"، بالتالي ليس علينا ان ندافع عن مذهبنا على أخطاءه و عثراته، فقط لكونه مذهب آباءنا و اجدادنا، بينما نسائنا و اطفالنا يتعرضون للاغتصاب و اضاعة الحقوق ونشر الدعارة بأسم الدين، وامتهان الجنس كتجارة مربحة للكثير من الأطراف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما فائدة الكتابة إن لم تكن شجاعة وصادمة
حمودي الحبابي ( 2018 / 1 / 23 - 01:24 )
الردّ متأخر كثيرا، لكن الموضوع سجالي منذ كثير من القرون. زواج المتعة موضوع يتناول الجنس وهو أحد المواضيع الأثيرة لدى الأنسان. لكن موضوع زواج المتعة، لم يحظ بنصيب كبير من البحث، في الماضي بسبب الجدال حول تحريمه أو تحليله، وفي الحاضر لأنه بغاء مقنع، يمنع تحوله لأحد أشكال التحرر الجنسي للرجل وللمرأة أيضا، وإن بصورة محدودة، تتضمن إضافة إلى اشتراط عزوبيتها، مخاطرة الوقوع في مهنة البغاء.
ورغم ذلك يمكنني القول إن الزواج المؤقت قد يكون ، مستقبلا، عاملا مساعدا في التحرر الجنسي في المجتمعات المسلمة. فلا أتصور أن إنسانا يمكن أن يتزوج أو يقترن بشريك أو شريكة، دون أن تكون له خبرة كافية به أو بها من ناحية التوافق الجنسي. وهنا قد يكون زواج المتعة، في مرحلة انتقالية طريقة للتملص من التحريمات الاعتباطية للجنس قبل الزواج. أفتقد كتابات رفقة رعد، فلم أقرأ لها منذ
فترة شيئا جديدا. تحياتي لها وللقراء وعسى أن تثير مداخلتي هذه ردودا أخرى.

اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات