الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال الحمل الِغير شرعي في المناسبات الدينية في كربلاء في جريدة الشرق الاوسط بالون اختبار سعودي

عباس الشطري

2016 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية




بالامس القريب اطاحت مزحة سمجة بالامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي الوزير السعودي السابق اياد مدني بعد ان حيا الرئيس التونسي باجي قائد السبسي بشكل خاطيء قائلا له حضرة الرئيس السيسي وحاول اصلاح ذلك مازحا بعبارة لكن ثلاجتكم مملؤة قاصدا وربما نكاية بالرئيس المصري الذي ذكر انه وفي ايام العيش الصعبة لايوجد في ثلاجته سوى الماء لكنها نكتة سمجة سرعان ما اسقطت اياد مدني من رئاسة المنظمة بعد ان قدم استقالته تحت ضغط قوة الاعلام المصري المحترف والعريق وخوف السعودية من تداعيات هذه النكتة التي عكست الانزعاج السعودي الرسمي من مصر ومواقفها على العلاقات المصرية السعودية الفاترة والباردة حاليا والمتوقع منها ان تدخل مرحلة التوتر خاصة بعد قطع المعونة النفطية السعودية وتوجه مصر الى العراق لتعويض النقص منها مما توجب التضحية به ككبش فداء خشية تفاقم الازمة الى ملايحمد عقباه
السعودية في موقفها الحالي في الشرق الاوسط تشبه الى حد بعيد نظام صدام بعد ان غرب عنه الاصدقاء واستعد له الاعداء فهي تعاني من موضوعة الحرب في اليمن ووصل الحال بها ان قبلت هدنة مع الحوثيين بوساطة اميركية عمانية وبدون ابلاغ الرئيس اليمني الذي تقول انها تدافع عن شرعيته بعاصفة الحزم واصبحت تتوسل ايقاف الحرب بكل الوسائل بعد ان اكتشفت تكلفتها الباهضة في زمن التقشف وتراجع اسعار النفط والصمود الاسطوري لشعب مرغ انوف الغزاة على مدى تاريخه
كما تعاني من تراجع سمعتها الدولية التي صرفت لاجلها مليارات الدولارات خلال الثمانين سنة الماضية وجندت لها المئات من الاعلاميين وشركات العلاقات الدولية الممتازة بسبب هذه الحرب المنهكة والتي حذر منها الكثير ومنهم جريدة راي اليوم سواء عبر السيد رئيس تحريرها او الاعلاميين الذين يكتبون على صفحاتها ولم تجد تحذيراتها اذانا صاغية لدى اصحاب القرار في المملكة فضلا عن اتهامها بتشجيع الفكر الوهابي المتطرف وتراجع تاثيرها في ملفات سوريا والعراق وخشيتها الواضحة من ايران وبرامجها حتى وصل الامر ان دعا الامير تركي الفيصل قبل ايام الرئيس الاميركي المنتخب الى الابقاء على الاتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى على حاله بعد ان وقفت السعودية ضد الاتفاق جملا وتفصيلا لكن الامور انعكست الان واصبحت السعودية ترغب ببقاء الاتفاق كما هو لانها تعرف ان ايران تحت الرقابة الدولية افضل من ان تكون خارج الرقابة ,كل هذه الامور بدات تثير الهيستريا والفزع لدى المملكة التي اصبحت تتوجس من جميع المحيطين والقريبين والبعيدين حتى وقعت بالخطا الفادح بخطوات تقاربها مع اسرائيل ظنا منها انها سدفع اللوبي اليهودي المؤثر في اميركا الى سياسات اكثر تشددا ضد ايران في حين انها اقدمت على علاقة مجانية مع اسرائيل المستفيد الوحيد منها هو الدولة العبرية والخاسر هم العرب او ماتبقى منهم و القضية الفلسطينية .
المملكة منزعجة جدا ليست فقط من تراجع تاثيرها في الشرق الاوسط بل منزعجة ايضا من العراق وقادته بعد ان حظي العراق بدعم دولي غير مسبوق لاعادة مدنه التي احتلها داعش ويتوجه قادته السياسيين الى الاستعداد الى مرحلة مابعد داعش والتي ربما ستسفر عن مصالحة تاريخية تشرعن بقاء نظامه الحالي بقبول سني واضح هي منزعجة من كل شيء لانها تشعر ان غريمها الايراني اصبح اكثر قوة منها وان الحلول التي يطرحها تاخذ مداها اكثر من الرغبات السعودية التي تمضي الى نهاية الطريق دون ادراك للعواقب
لكن اكثر مايزعجها في الملف العراقي هو بروز الحشد الشعبي العراقي كقوة قتالية كبيرة والذي شكل وفق فتوى بوجوب القتال الكفائي للدفاع عن العراق امام الهجمة الارهابية الداعشية التي وصلت تخوم بغداد وهددت باستباحتها هذا الحشد الذي قدمت له ايران المشورة والسلاح ودربت معظم قادة فصائله اصبح قوة متعاظمة وخزينا استراتيجيا واحتياطيا رديفا للقوات المسلحة العراقية والحقيقة في طريقه الى ان يصبح حاميا للنظام السياسي الجديد خاصة وان اعداده وصلت الى مايقارب ال150 الف مقاتل يمسكون الان المنطقة المحصورة بين سوريا والعراق وطريق تلعفر-سنجار الرئيسي مع سوريا وبذلك يقطعون الطريق امام الحلف السعودي التركي بان يؤثر في مجريات الحرب الحالية في الشرق الاوسط والتي تميل كفتها الان للحلف الروسي الايراني السوري والذي تغض اميركا الطرف عنه لانه يخلصها من الاعداء اجمعين لذلك فان نشر صحيفة الشرق الاوسط السعودية المعروفة والتي تمثل اهم اعمدة الصحافة السعودية في الداخل والخارج ويشرف عليها كتاب سعوديون وعرب هم الاقرب الى مركز القرار السعودي تقريرا مخزيا وغير اخلاقي بل معيب حقا عن الزيارات المليونية التي ينظمها العراقيون دون تدخل الدولة الا عن طريق حماية امن الزائرين فقط ومع ذلك يشارك الاهالي في تنظيم حمايتها , هذه الزيارات التي منعها صدام حين اصبح رئيسا ولكنه عاد وفتح المجال امامها مضطرا تحت ضغط الحصار والجوع وحملته الايمانية في التسعينات اصبحت الان هذه الزيارات منظمة جدا وتكاد تكون الافضل تنظيما في كل المناسبات الدينية في العالم اصبحت تقلق السعودية, اذ يتصاعد صداها الاعلامي بحسن التنظيم والوفادة العراقية فكل شيء توفره المواكب المنتشرة على الطرقات بدءا من الطعام والخدمات الصحية والمبيت مجانا لملايين الزوار ودون حوادث تذكر مقارنة بتنظيم السعودية لمواسم الحج التي اثارت موجة من الانتقادات فهذه الايام كل شيء في العراق اثناء الاربعينية بالمجان وبرغم الصعوبات الاقتصادية التي يكابدها العراقيون يعني ببساطة التوجه لسحب البساط من تباهي السعودية بقدرتها على تنظيم اكبر المناسبات الدينية الاسلامية كما انها تقدم بديلا للايرانيون عن موسم الحج بعد ان اصبح حبيس السياسة السعودية الايرانية المقلقة لذا القت السعودية بالون اختبار ومراقبة ردات الفعل لغايات يبدو بعضها معروفا , هو التقرير الاخباري الذي نشرته الشرق الاوسط ثم عادت لحذفه بعد فندته منظمة الصحة العالمية وطعنت في صحته بعد ان اثار العراقيون جميعا ووحدهم ضد الجريدة ومن ورائها السعودية واحرج حلفائها من السياسيين العراقيين لانهم وجدو فيه اساءة لعراقيتهم ايضا فاغلب العراقيون السنة معروفون بانهم يزورون ضريح الحسين في هذه المناسبة والسبب الثاني هو لمعرفة رد فعل الحشد الشعبي العراقي الذي تتهمه السعودية بموالاة ايران وتريد ان تكشف اكثر ماذا يفكر قادته خصوصا بعد تصريحاتهم الاخيرة بالعبور الى سوريا لقطع الطريق امام داعش الحقيقة ان السعودية اصبحت مؤمنة اكثر بنظرية الدكتور الكويتي عبد الله النفيسي من امكانية مهاجمة قوات الحشد للسعودية والخليج وهي ليست سوى مخاوف ,لامحل لها فالحشد تحت سيطرة الحكومة العراقية ولن يخالف اوامرها كما ان المرجعية الدينية ستسحب مباركتها له كون واجبه حماية العراق فقط و من مصلحتها ان يبقى خزينا ستراتيجيا للعراق فضلا عن عدم تحمل اميركا والمنطقة قوة اخرى او حزب الله ثان في المنطقة, حتى اللحظة لم يصدر قادة الحشد تصريحا مزعجا ومقلقا للسعودية وتركوا الامر للقنوات الرسمية الحكومية للتنديد بالخبر ومقاضاة الصحيفة لان المهمة الان هي لتحرير الموصل وليسو مستعدين لفتح معارك جانبية اعلامية تؤثر في انجازاته , وهو ماسيقلقها اكثر ,الحقيقة ان السعودية تريد نظاما سياسيا عراقيا اشبه بنظام صدام شرط بقائه تحت سيطرتها وفقدت هذه الفرصة نهائيا بسبب تخبط سياستها وهو ماعكسه تقرير الشرق الاوسط فالعراق يتحول الى عراق اخر وبهذه التصرفات ستخسره نهائيا .
*كاتب صحفي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة