الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشنقة العقيده

غازي صابر

2016 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مشنقة العقيده
غازي صابر
من خلال قراءة التأريخ الإجتماعي والفكري للإنسانيه يتضح إن هذا الإنسان يبحث دائماً عن فكر أو عقيدة أو رمزاً يتمسك به طوال حياته وقد تستجد ظروف في حياته بعد حين فيغير أفكاره أو عقيدته أو الرمز الذي عاش معه فترة من الزمن قبل أن ينقلب عليه .
هذه الإشكاليه ملحه في حياة الإنسان وهي تشبه حاجة الإنسان للماء وإن أحسن إختياره تنعم به وإن إعتنقه على عماه وبالغ في محبته فكأنه عشق الماء وهام به وغطس معه وهو لايدرك أن للماء دائماً مشنقه يدفع فاتورتها من لايدرك فهم الحياة وما فيها من حفر وأخاديد وقد يغرق في لحظة لايجد فيها حتى قشة ضعيفة يتمسك بها للنجاة من مشنقة الماء الذي أحبه وهام في حلاوته .
الحلاج 858ــ 922 أحب الله وهام بحبه صوفياً حتى ترائى له وعندما أخبر الناس عما راه كفروه وقتلوه شر قتل لأنه أفسد عليهم رؤيتهم لهذا الخالق ، وهناك من حلق مع أحلامه وإعتنافه لعقيدته بعيداًحد الغرق وتحول لطاغية جبار وفي النهاية شنق نفسه بأوهامه وقتلوه بأبشع طريقة كما هو هتلر وموسليني وصدام .
وفي التأريخ هناك من أحبوا عقيدتهم وفيها الخير لشعوبهم وأوطانهم لكنهم حلقوا بعيداً وشاهدوا زمن لم يأت بعد فخذلهم ناسهم لأنهم لم يتمتعوا بوعي وبصيرة كما هم الثوار وهذا ما حدث لجيفارا وهناك من حلقوا بعيداً ورسموا زمناً وحياةٌ لشعوبهم لكن عقول الشعب لم تصل بعد الى ما وصلوا اليه فكفرتهم القوى الإجتماعيه المهيمنه بدعوى شتم الذات المقدسه ولأنهم لم يتراجعوا عن حبهم وعقيدتهم كما فعل علماء الحداثه في أوربا فقد تم إعدام البعض منهم في ليل مظلم وحتى في عالمنا العربي والإسلامي .
وهناك من دنسوا حبهم وعقيدتهم بين( موروث الأمه المقدس) وبين منافع سياسيه وتوحشوا وتحولوا الى حيوانات شرسه وهم يغوصون بعيداً بعقيدتهم السلفيه فكانوا كارثة ودمار على أنفسهم وعوائلهم وشعوبهم وعلى أوطانهم وهؤلاء هم الأكثر كارثيه وعلى مر العصور كالقاعده وداعش وأخواتها .
حدود البصيرة للإنسان هي التي تحدد إختياره للعقيده وهناك من تستعبده العقيده من خلال إمامها ومرجعها والذي يتحكم بها كما يتحكم بخاتمه فبأمر وتوجيه المرجع يقطع المسافات مشياً على الأقدام ويحزن ويبكي ويلطم وينفذ ما يطلبه منه المرجع وكأنه ريبورت تحركه عقلية وأصابع المرجع الذي يتبع اليه ومهما تكن الحماقات والغباء كتفجير نفسه وسط حشد من الناس فأنه لايفقه فعلته وكأنه مخدر بالأفيون ويبقى المهم عنده إداءه لعمل مقدس كلف به . .
وأخطرما في حب العقائد عندما يتبناها الحاكم فيضحي بشعبه ووطنه في سبيل تحقيق أهداف العقيده وإن كانت تتوقف على حرق وتدمير كل شئ وهذا ما نعيشه تحت حكم الأحزاب العقائديه في المنطقه اليوم وكما فعل المالكي .
العقائد والأفكار في حياتنا مثل شبكة الأسماك قل من ينفذ منها وينجو من أنياب مشنقتها والتي لاترحم ودائماً للنجاة عقل ودراية وبصيره وهذي وحدها التي تنقذ صاحبها من شرور الزمن ومن شرور العقائد والأفكارفهي أقفال تكبل العقل وتغلق كل منافذه وتحجب نور الشمس فتتحول بصيرته الى ظلام أسود يشك ويحقد بكل شئ لايتفق ومصالح عقيدته . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف