الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس للرب وطن

سعد محمد موسى

2016 / 11 / 25
الادب والفن


ليس للرب وطن

كلما اشاهد الخيام والسرادق منصوبة للحجاج قرب بيت الله من كل عام في شهر ذي الحجة والتي تحتل مساحة ثماني كيلومترات في ارض مكة وهي تستوعب ثلاثة ملايين حاج ومزودة بما يحتاجه ضيوف الرحمن ثم تنكس تلك الخيام بعد انتهاء موسم الحج وتعود الى مخازن امراء آل سعود وتجار وشيوخ احفاد قريش. لكن يحز في النفس هذا الظلم !!؟؟
ويبقى هنالك ثمة سؤال ماذا سيحدث لو ابقوا دعاة الكرم العربي والاسلامي تلك الخيام كي يستضيفوا بها ثلاثة ملايين نازح من اجل انقاذ حياتهم من الخطر حتى زوال محنتهم ورجوعهم الى اوطانهم ومن الذي يرضي الله اكثر!!؟؟
كثيرا ماكان مشهد الحجيج والبذخ والسرادق تذكرني .. بقصيدة مولانا جلال الدين الرومي !!
أه أيها الذاهب إلى الحج

أه أيها الذاهب إلى الحج -
أين أنت أين، أه أين؟
هنا، هنا الحبيب!
أه تعال الآن، تعال، أه تعال!
صديقك، هو جارك،
الذي بجوار حائطك -
تهيم في الصحراء -
أي هواء حب هو هذا؟
إذا كنت ترى الحبيب
يتشكل دون أي شكل -
أنت المنزل، السيد،
أنت الكعبة، أنت! . . .
ستكون هناك حفنة من الورود،
لو كنت الحديقة؟
ويكون جوهر روح المرء اللؤلئي
حين تكون بحر الله
هذا صحيح - وبعد، قد تتحول مشاكلك
إلى كنوز غنية -
كم هو محزن أن تحجب
الكنز الذي هو لك!
...

واثناء سنوات الابعاد القسري الى مخيم رفحاء في السعودية كانت تقام كل سنة قرعة لترشيح اسماء بضعة لاجئيين لاداء مراسيم العمرة الطواف حول الكعبة .. كي يؤدون مناسك العمرة تحت رقابة الشرطة والمطاوعة السعودية.. ثم يرجعوهم بعد ذلك الى المخيم.
وفي عام 1993 ظهر اسمي من ضمن القرعة لاداء العمرة كنت في مرسمي حين جاء بعض من معارفي كي يباركوا لي فرصتي التي رشحتها القرعة في المخيم لم اكن افكر حينها ولا حتى في اخر يوم من حياتي باداء مراسيم الحج او العمرة فانا مؤمن وقلبي مفعم بحب الخالق.
لكن احد معارفي زارني وفي نفسه كانت تتعاظم رغبة ثم طلب مني ان امنحه فرصة العمرة وان اتخلى عن نصيبي له في اداء هذة المراسيم والتي ربما لا تأتي في العمر الا مرة واحدة!!
اجبت طالب العمرة: خذها فهي لك ومبروك لك لانها لاتعني لي شيء.
...

ومثلما اشعر بان شعاع الايمان وان معرفة الله في القلب أؤمن ايضا بان الخالق مطلق ولايمكن للبوصلة ان تدلنا الى بيته!!
ذات مرة سألتني سيدة لبنانية عن اتجاه قبلة الصلاة وهي تتابط بالسجادة ومن بين اصابعها كانت تتدلى مسبحة ومشغولة بالبسملة والحوقلة فاشرت لها باتجاه معين لكنها في اليوم الاخر جاءت ببوصلة زئبقية ادركت من خلالها بان اتجاه القبلة التي اشرت اليها كانت بالاتجاه الخاطيء فعاتبتني بتذمر قائلة : لم اخبرتني باتجاه لم يقود الى الكعبة !!؟؟
فاجبتها بان الايمان الحقيقي هو التجليّ بعلاقة المعبود مع الخالق بتواصل عمودي وليس بافقي وجميع الطرق تؤدي الى الله .. اما اتجاه القبلة ياسيدتي ليس بشرط .. اما سمعت بالآية القرانية التي تقول
"ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله"
وخلاصة الكلام ان الله لايحتاج الى بوصله يا اختاه.
لكن بعدها رفضت السيدة المؤمنة الكلام معي وظنت اني اسخر منها ومعاذ الله انيّ ماكنت قاصداً السخرية!!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا