الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في جنح الظلام / قصة قصيرة

محمد الطيب بدور

2016 / 11 / 28
الادب والفن


اعتقد صابر لأول وهلة أن التيار الكهربائي ...انقطع فقط بمنزله.. جال بين الغرف مستعملا هاتفه الجوال...الوقت متأخر من الليل...لاحظ غياب ابنه...لم يعد بعد...و هذه عادته...
لم يخلد الى النوم...أطل من نافذته المفتوحة.. المدينة سكنتها العتمة...الا من بعض أنوار السيارات
القادمة ..يراها بعيدة ...و تقترب...لم يكن يعرف ما يحدث.. المدينة تغط في الظلام...ألقى نظرة
على بقية أفراد عائلته النائمين ...و توجه الى الشارع....اتبع نهجا يقوده الى ربوة عالية...فقد قرر أن
يتمتع بالسكون ...فالظلمة لا تثير الوحشة في صدره...هي ملاذه أحيانا...
تأمل الظلام الدامس على الأرض و في السماء...رأى نجما خافتا...و بدأت حكاية في عمق الليل...
تصور أن النجم كان بحجم أكبر و على مسافة أقرب.. .وفجأة...أصبح النجم بين يديه...مصباحا
اضاءته تخطف الأبصار...ارتعشت يداه...و وقف يتحسس جسمه...و المصباح بيده اليمنى...يكشف
ما قرب من الأشياء....تمشى قليلا...و أصبح بامكانه رؤية البناءات و أجزاء من الشارع الذي يمر منه
و حتى أعالي العمارات...استهواه الاكتشاف...توقف قليلا...و كطفل...راودته أفكار...فماذا لو شق جنح الظلام...بكشافه العجيب...و رأى ما يحدث .؟..شيء لم يجل بخاطره...و لا بخاطر أيا كان على وجه الأرض.
ازداد خوفه و هو يدخل شارعا تعود رؤيته نهارا...صفوف السيارات الراسية يبعث ببريق انعكاس كشافه...تحسس الكشاف...في محاولة لتركيز ضوئه على أماكن محددة...لم يستطع...تنكشف أمامه مساحات شاسعة...فيرى العائدين الى منازلهم...والباحثين عن الشمع...و المطلين من الأبواب...
و بعض الكلاب السائبة تنهش ما توفر في القمامة من زاد...و قططا تقفز هربا ...و لصا يتسور جدار احدى المنازل...يتراجع ...و يتوارى عن كشافه...أراد تتبعه جريا...فثقلت خطاه...تملكه خوف من اكتشاف قادم...وجه الكشاف الى الأسفل...فرأى مجموعة من الأشخاص...و استمع الى نقاش عرف من خلاله أن شيئا يدبر في ذلك المكان...أرادوا تتبعه...جرى قليلا...و ركز الاضاءة ليكشفهم...رآهم يضعون أيديهم على وجوههم و يفرون الى مناطق مظلمة...
لم تعد اللعبة تستهويه...اعتقد أنه تاه...و دخل مناطق لم يكن يعرفها...و لم يعد بالامكان التخلص من الكشاف...واصل المشي و لم يعد يهمه كثيرا أن يرى مفاجأة أخرى...
اقترب من الحي الذي يسكنه...اطمأن قليلا...و جالت بذهنه فكرة...ماذا لو شق الأزقة و الأنهج ليضيء
ما يقتدر عليه في حيه...وقف ...يتأمل بعض المنازل التي يعرفها....و الدكاكين المغلقة...و في نهاية النهج...رأى اضاءة ضئيلة...تنبعث من جوال...و شابا يحاول فتح باب سيارة... يعرف صاحبها...اقترب قليلا...و اذا بوجه ينكشف أمامه....ابنه...
تسمر في مكانه...رمى بالكشاف ...الذي رآه يصعد في السماء و يخفت نوره شيئا فشيئا...صاح بكل
ما أوتي من قوة....لا...ابني... يفعل هذا ؟ و ماذا يخبىئ الظلام أيضا ؟
استفاقت زوجته على صياحه...وجدته جالسا يتصبب عرقا...سألها عن ابنه....فأخبرته أنه عاد و أنه نائم....ناولته كوب الماء...و قالت...خير ان شاء الله...هل هو حلم مزعج الى هذه الدرجه ؟ تنهد و قال

و كأنه عائد من هوة سحيقة...و ماذا لو انكشف كل شيء ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس


.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام




.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد