الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يعد سرا / قصة قصيرة

محمد الطيب بدور

2016 / 11 / 27
الادب والفن


منذ أيام لم يغادر المنزل..زوجته سعاد على فراش المرض ...لم يصدق كلام الأطباء ...غمرته أفكار و استولت عليه صورة آخر طبيب و قسمات وجهه القاتمة و هو واقف
أمامه يحاول تبليغه بنظرته اليائسة بأن المرض تمكن من كامل جسدها ...و عليه تقبل
الأمر الواقع ...عيناه المغرورقتان بالدموع كلما نظر اليها خدعتا رصانته ...
استلقى على أريكة في ذلك اليوم الذي فقد الشمس الدافئة ...و تركها تعانق النوم الخفيف..و نظر الى المكتبة التي تعج بملفاتها ...فرأى تلك الفتاة ...ابنة عمته التي ركب من أجلها المستحيل ليتزوجها ...كانت رغبة والده ...حتى لا يذهب ما ورثته عن أمها
الى غير العائلة ...هكذا كان التخطيط بعدما ماتت أمها و والدها في حادث سير مريع أودى بحياتهما ...حيث تولى صحبة والده ادارة الأعمال و الاهتمام بسعاد ...كفرد من العائلة ...و لكنها في كل ذلك كانت تدرك عزمهما ...و لم تعترض كثيرا على رغبتهما.
لم يفكر يوما في تصفح ملفاتها الخاصة ..سمع صوتها و هي تناديه ...صعد بسرعة...
ابتسمت ...و قالت : أرجوك هناك ملف أبيض لا أظنك فتحته يوما...أريده الآن ...
لم يسألها ...و سارع الى المكتبة يبحث عن الملف ...وجده بعد جهد ...ناولها الملف...فبقيت تنتظر انصرافه و لكنها قالت ...هل أنت متأكد من عدم الاطلاع عليه .؟
أومأ برأسه بالنفي و نزل ثانية و قد تملكته حيرة ...و حلقت الهواجس لتملأه تخوفا ...لم يطق صبرا ...تراجع لينظر خفية من خلال نافذتها ...كانت تقلب أوراقا ...تنظر مليا في احداها ...و تعيدها ثانية ....لتتناولها مرة أخرى ...حتى رآها تستسلم للنوم و الملف مفتوح على صدرها ...و تساقطت منه أوراق ...فتح الباب و مشى على أطراف قدميه ...جمع الأوراق ...و أخذ الملف كاملا ...دون أن ينظر اليها ...فقد تستفيق ...
و هناك قرب المكتبة جلس ...تردد قبل فتح الملف ...و لكنه قرر في النهاية فتحه ...
لم يعرف من أين يبدأ ...و لكنه كان كمن يبحث عن شيء بعينه ...تلك الورقة التي تأملتها و نامت ...فشرع في تقليب كل الأوراق ...و سمع حشرجة و أنينا ...أسرع اليها
فوجدها ملقاة بجانب السرير ...حاول حملها ...لكنها أسندت رأسها الى كتفه و هو جالس
و قالت : لم أشأ أن أخبرك ...ألست ابن خالي ؟ قال ...بلى ...لماذا تقولين هذا ؟
شعر بثقل رأسها ...و جمود حركتها ...لم يكن يعرف أنها تمسك بيدها ورقة ...لعلها لم تجد الفرصة لاخفائها ...أو هكذا خيل اليه ...تناولها ...و وضعها جانبا ..و مدد زوجته على السرير و هي تزفر آخر أنفاسها و تشير باصبعها الى الورقة التي أخذها ...و قرأ
ما لم يكن في الحسبان ...شهادة تبني لزوجته .سعاد من قبل عمته و زوجها..منذ أن كان عمرها عدة أشهر....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس