الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً كاسترو ..

الحوار المتمدن
مؤسسة يسارية، علمانية، ديمقراطية، تطوعية وغير ربحية

(Modern Discussion)

2016 / 11 / 27
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مؤسسة الحوار المتمدن تنعي احد ابرز واهم كتابها القائد الاشتراكي الكوبي فيديل كاسترو



إن أفضل وصف لقائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو هو .. شعلة أنارت درب العالم المظلم نحو الحرية , رحل كاسترو لكن أعماله الخالدة باقية في ضمائر الفقراء والمحرومين في كل بقاع الأرض , فقبل سنوات طويلة تقترب من العقود الستة نجحت كوكبة من المناضلين في تحويل أحلام الشعوب من مستحيل الى حقيقة تجسدّت على أرض الاشتراكية الحية الانسانية بكل معانيها في كوبا ..
فهي ( ثورة كاسترو ) كانت الأمل الهادي لملايين الثوريين في العالم من الذين يحلمون بغد الحرية والاشتراكية , غد تتوق فيه الشعوب الى نموذج جزيرة الحرية التي راحت تصدّر العلم لمحيطها بدلاً من آلات الموت والدمار , فمنذ عام 1960 وحتى يومنا هذا أرسلت كوبا عشرات الوف من الاطباء الى كل أصقاع أمريكا اللاتينية وأفريقيا , أطباء الاشتراكية الثورية حاملين معهم شعلة العلم المجاني لعلاج الفقراء , حاملين معهم حقائب الانسانية التي أثلجت قلوب الفقراء والمرضى والمحتاجين في العالم لعلاج مجاني , فقد كان هذا النوع من النضال لا يقل شراسة عن حمل البندقية في مواجهة قلاع التخلف والاستغلال والطمع , ورغم أن الجزيرة التي عشقت الحرية بقيت محاصرة من قلاع الجهل والتخلف في عالمنا إلاّ أنها صمدت بقوة العزم الذي لا يلين لمقارعة الغل والوحشية الطبقية التي وقفت خلف محاصرة رفاق ورفيقات كاسترو وجمهوريته الاشتراكية.
وعلى أثر الخطى العظيمة لقادة كوبا جنحت الغرانما نحو شاطئ الحرية ذات يوم , وأرسلت سدولها الثورية العظيمة على جزيرة الحرية لتشرق للعالم بلون جديد , لون الاشتراكية العلمية بمعايير العصر التي حولت ظلام كوبا الى نور مشرق أنار طريق الأحرار في العالم ..
لم تكن كوبا سوفيتية ولا صينية .. بل كانت هي نفسها كوبا الثورية فهي سرّ نجاح نفسها , وهي سرّ نجاح تجربتها , رحل اليوم العظيم الذي وقف خلف صناعة هذه الحرية , رحل كاسترو عن عالمنا , لكنه لم يرحل عن قلوب الفقراء والمحرومين والثوريين في عالمنا فأمثاله لا يموتون لأن أعمالهم وبطولاتهم خالدة وعظيمة , فهي ليست مسخّرة لأجل الأسياد كما فعل باقي الخدم ممن مرّوا على كوكبنا ليضعوا جهودهم في خدمة أعداء الانسانية , بل كانت شعلة ثورية لم يسمح لها التنفس واستنشاق الهواء بسبب الحصار القاسي عليها وعلى شعبها لكنها كانت شوكة في عيون من سوّلت له نفسه محاصرتها وحوّلت آمال الملايين من أبناء العالم الحر المتمدن الى حقيقة تترك أثارها في النفس كلما تقدم الزمن بها .
كاسترو في هذه المرحلة التاريخية كان تعبيرا عن شعوب تناضل في أرجاء المعمورة من اجل العدالة الاجتماعية و ضد الانحطاط ودمار البشرية والإبقاء على الإنسانية وتامين حياة أفضل قدر الإمكان والوقوف بوجه حمى الربح والفساد والبربرية التي تسود في ارجاء عدة .
رحل فيدل كاسترو عن عالمنا .. لكن أفكاره النيّرة بقيت خلفه تنير الطريق للملايين من الذين يتوقون لغد الاشتراكية الأفضل , لغد تنتهي فيه أصوات مصانع الأسلحة المميتة , ومصانع الأدوية المميتة , التحق كاسترو برفيق دربه العظيم تشي جيفارا لكنهما لا يفارقان خيال الحالمين بالغد الأفضل.

وداعاً كاسترو .. انت في قلوبنا الى الأبد .. بغض النظر إذا اتفقنا او اختلفنا في أساليب إدارة الحكم و آليات تطبيق الاشتراكية في كوبا.


الموقع الفرعي لفيدل كاسترو في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2859








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيه
السودانى ( 2016 / 11 / 26 - 20:29 )
السطر الاخير فى المقال هو الاهم ولكم التحيه


2 - لتعش للابد ذكرى المناضل القائد للتحرر الوطني والتق
الدكتور علي الشيخ حسين الساعدي ( 2016 / 11 / 27 - 00:42 )
الذكر الطيب الدائم للمناضل والقائد الشعبي الجماهيري الكوبي فيدل كاسترو المناضل العنيد للتحرر الوطني والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لشعب كوبا الذي كان مظلوما ومتخلفا وتحت هيمنة الامبريالية الاميركية المجرمة وعملائها المحليين فقاد النضال الصعب المعقد واستطاع شعب كوبا الخروج منتصرا واصبح ظاهره تاريخيه مجسدا فكرة - اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر -تحياتي


3 - سيبقى كاسترو شعلة وضاءة
طلال الربيعي ( 2016 / 11 / 27 - 13:55 )

كل القوى الثورية واليسارية والشيوعية سارعت الى نعي بطل الاشتراكية فيديل كاسترو واشادت بتحديه الاسطوري لاعتى الامبرياليات وعلى اعتاب دارها وانتصاره عليها, ولكن اقزام الشيوعية وحثالاتها في حزب شيوعيي بريمر يصمتون صمت القبر مكللين بعارهم الابدي كشركاء تافهين وامعات وضيعة في العملية السياسية المافيوية صنيعة المحتل التي دمرت العراق وادت الى تشظيه وافقار شعبه وفتل وتشريد الملاييين من افراده.
سيبقى كاسترو بالتأكيد شعلة وضاءة تنير الشعوب وقواها الثورية من اجل التحرر والانعتاق, في حين سيرمي التاريخ باعوان محتلي العراق وعملاء الامبريالية من شيوعيي بريمر وشركائهم في العملية السياسية في اقذر مقبرة عرفها التاريخ قاطبة.


4 - في رحيل كاسترو
john habil ( 2016 / 11 / 27 - 20:52 )
الحياة مسرح كبير ولكل فردِ منٌا، له دوره على هذا المسرح
ويبقى دور القائد والمناضل الصالح والوطني ... سراجاً ينير دربنا نحو حياة أفضل وسلام آمن وحريةٌ مطلقة

اخر الافلام

.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي