الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الحركي السابع: الساعون لقيادة فتح والمهام الجسام

محمد يوسف الحافي
باحث

2016 / 11 / 27
القضية الفلسطينية


المؤتمر الحركي السابع: الساعون لقيادة فتح والمهام الجسام
يأتي انعقاد المؤتمر العام السابع لحركة فتح في فترة تعتبر هي الأخطر والأكثر تعقيداً بالنسبة للشعب والقضية الفلسطينية برمّتها, فحركة فتح التي قادت المشروع الوطني منذ انطلاق الثورة الفلسطينية عام 65 - ولازالت- تواجه تحديات داخلية وخارجية كبرى, في ضوء مجموعة المتغيرات المحلية والدولية المتشابكة.
مع قرب انعقاد المؤتمر السابع في التاسع والعشرين من الشهر الجاري في رام الله في ظروف استثنائية تحول هذا الحدث الهام لحديث الساعة فتحاوياً وفلسطينياً, بل ومثار جدل واسع؛ ففتح التي تعقد مؤتمرها العام تعاني من خلافات داخلية حادة تعصف بالبيت الفتحاوي بعد استبعاد القيادي الفتحاوي وعضو لجنتها المركزية "محمد دحلان".
وهنا لا بد من رصد أهم المتغيرات المحلية والإقليمية:
- فتح التي تقود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لا تبسط سيادتها على قطاع غزة؛ فلا زال الانقسام الفلسطيني يهدد الهياكل الرئيسية للسلطة وشرعيتها (المجلس التشريعي- الحكومة والرئاسة).
- توقف المسار التفاوضي مع إسرائيل وتزايد الاعتداءات والممارسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته, خصوصاً وأن السلطة الفلسطينية باتت تبسط سيطرتها على مناطق محدودة في الضفة الغربية.
- تراجع الاهتمام العربي والدولي بالقضية الفلسطينية في ظل التغيرات الدراماتيكية وحالة عدم الاستقرار التي تعصف بالإقليم.
- التحولات التي تطرأ على النظام الدولي برمته, بحكم التناقضات التي تشهدها السياسة الدولية, وتراجع الدور الأمريكي في ما يخص قضايا المنطقة, في مقابل ثبات دعمها لإسرائيل.
وهنا تبرز أهمية التساؤل التالي: هل ستخرج فتح بعد المؤتمر أقوى من ذي قبل؟ وما هو المطلوب من قيادتها الجديدة فتحاوياً وفلسطينياً؟ وهل سينجح المؤتمر وفتح من بعده في تجاوز تحدياتها الكبرى؟
نحن هنا لا نناقش إمكانية نجاح المؤتمر إجرائياً, سيما وأن المؤتمر (فتح) ستنتخب وتجدد الشرعية لهيئاتها القيادية, لكن من الناحية العملية نحاول رصد الحالة الفتحاوية التي اختزلت كل الأهداف الموضوعية للمؤتمر في التناحر على المواقع القيادية للحركة (اللجنة المركزية والمجلس الثوري), فنجد أن القيادة الحالية تسعى للبقاء في مواقعها, فهل هم فخورون بما وصلت إليه الحركة في عهدهم؟! وهل لديهم رؤية للخروج من المأزق الراهن؟! كما يُأجّج الحلبة الانتخابية مرشحون جدد ينافسون على مواقع القيادة, فهل يملكون فعلاً القدرة على إخراج فتح من محنتها الراهنة ويمثلون عامل بناء وتجديد في هياكل الحركة, أم أنّ الحالة الفردية (المصلحة) تدفعهم لذلك دون إدراك حجم المهام الجسام التي تنتظر القيادة الجديدة.
على أعضاء المؤتمر العام للحركة أن يدركوا جيداً حجم المسؤولية الفتحاوية والوطنية الملقاة على عاتق الحركة وهيئاتها القيادية في هذه المرحلة الحرجة, فالجميع يترقب مخرجات المؤتمر الذي طغت عليه (الانتخابات) وغابت عنه الرؤية الوطنية والبرنامج السياسي.
الكل يراقب كيف ستتجاوز فتح تحدياتها الداخلية والخارجية, والتي أصبحت تهدد المشروع الوطني برمته؛ فهناك من يراهن على فشل الحركة في اجتياز أزماتها, في المقابل يأمل الكثيرون أن تخرج فتح بعد مؤتمرها السابع أقوى من ذي قبل, وليعلم الساعون إلى تبوؤ مواقع قيادية في الحركة أنهم بصدد حمل أعباء جسام في مرحلة غاية في الصعوبة والتعقيد, وأن فتح مطالبة أكثر من أي وقت مضى بصياغة رؤية سياسية (حركية ووطنية) قادرة على تجاوز التحديات الفتحاوية من ناحية, ورفد المشروع الوطني بدماء جديدة ورؤية وطنية إستراتيجية قادرة على تحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
فالشعب الفلسطيني في الضفة يعاني ويواجه الاستيطان والتهويد, وفي غزة الحصار والتدمير, وفي الداخل يعاني التمييز وغموض المصير, وفي الشتات يواجه القهر والنزوح.... فيا أيها المؤتمرين... الفتحاويين الشرفاء... يا من لبيتم نداء الفتح.. إنّ الوطن يستصرخكم.... فالمسؤولية تاريخية... والتاريخ لن يرحم..., فكونوا على قدر المسؤولية الوطنية, وليكن مؤتمركم خلية عمل تنتج مخرجات عملية لحل المشكلات المزمنة التي أنهكت الجسد الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع