الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حّجي حّسان

امين يونس

2016 / 11 / 27
كتابات ساخرة


(" حّسان " كانَ من النوع الذي " حُنُطْته تاكُل شْعيره " لأنهُ " ما يُعْرُف تِدابيره " ... ولأنهُ هكذا ، فأنهُ كانَ يتسوق من دكان السيد " جعفر " ، بالدَين ، ويتأخَر في التسديد غالباً ، فتراكمتْ عليهِ الديون . ورغم وضعهِ الكسيف ، فّكَر حّسان ، أن يُكمل فرائض دِينه ، ويَحُج ... فإستماتَ حتى إستطاعَ أن يجمع المبلغ المطلوب ، بُمختلَف الأساليب والألاعيب ، وبالفعل غادرَ الى الأراضي المُقّدسة وأكملَ المراسمَ على أكملَ وجه .
بعد أسابيع ، وبينما كانَ السيد جعفر ، جالساً في محّلهِ ، رأى " حّسان " قادماً بنشاطٍ وحيوية ، فتهّللَ وجه جعفر ، وتنبأ بأن حّساناً جاءَ ليُسّدِد ماعليهِ . وبالفعل سألهُ حسان عن دفتر الديون فور وصوله ، فأخرجهُ جعفر مُبتسماً . قالَ حّسان : أرِني صفحة ديوني . فقّلبَ جعفر الصفحات إلى أن وجدها . فقالَ لهُ حّسان مُشيراً إلى إسمهِ : أضِف كلمة ( حجي ) إلى إسمي ، ليصبح حجي حّسان . سّلمَ عليهِ وغادَر !) .
.....................
تزاوُج الدين والسياسة ، من خلال أحزاب الإسلام السياسي التي سيطرتْ على الحُكم بعد 2003 برعاية المُحتَل الأمريكي ، ذلك التزاوِج غير الشرعي ، نَتَجَ عنهُ الكثير من اللُقطاء ومن تُجار الدين والمذهب ، وعلى رأسهم ما يُسّمى دولة الخلافة الإسلامية أو داعش . ومن مُخَلفات هذه العملية السياسية العرجاء ، تنامي الميليشيات الطائفية ، فكلما ظهرتْ عصابة " شيعية " ، أعقبَتْها واحدة " سُنية " ، وعندما يشتدُ عود ميليشيا سُنية ، ترُدُ عليها كومة ميليشيات شيعية .. وهكذا . وكما لاتستطيع المرجعية السعودية بِدُور إفتاءها وشيوخها ، التبرُء من القاعدة وداعِش ، فأن المرجعية الشيعية في قُم والنجف ، لا تستطيع إبراء ذمتها ، من الميليشيات الشيعية المُختلِفة .
دَعنا ، لا نتحدث عن عصابات داعِش ، فلقد باتَ العالمُ أجمَع مُطّلِعاً على جرائِم وفظائِع ما يسمى دولة الخِلافة ، أينما حّلوا وحيثما حكموا وسيطروا .
لكن الميليشيات الشيعية ، لم تُقّصِر هي أيضاً ، فتأريخها أسود في القتل والخطف والتعذيب والنهب والسرقة .. الخ . وتشهد البصرة ومحافظات الجنوب على ذلك ، وتشهد النجف وكربلاء والحلة وبغداد على ذلك ، وتشهد بعقوبة وأنحاءها على ذلك .
....................
" الحشد الشعبي " وليد الجهاد الكفائي ، دليلُ ضُعف الدَولة وتقزمِها ، شهادةٌ على تفتُت البلد وتهميش ما تبقى من مُؤسسات وعلى رأسها الجيش والشرطة . الحشد الشعبي ، كانَ يشبه صاحبنا حّسان في الحكايةِ أعلاه ... ففي حين ان الحشد ، غارقٌ في الديون ، التي ينبغي عليهِ تسديدها للدولة والمُجتمع أي " إلى صاحب المحل جعفر " ... فأنهُ جاء مُتبخْتِراً ، فقط ، ليقول لهُ : أضِف إلى أسمي : حاصِل على إعترافٍ رسمي وحصانةٍ من مجلس النواب .. فكما لم يُسّدَد حّجي حّسان شيئاً ، فالحشد الشعبي أيضاً لن يُسّدِد !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا