الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاسترو كان مُعَلِّمًا

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


رغم حزنهم على وفاة الزعيم الثوري فيدال كاسترو الأطباء الكوبيون لم يتوقفوا عن أداء واجبهم
"الكوبيون" أكثر الشعوب تقديسا لـ: "العمل الإنساني"
------------------------
كان خبر وفاة قائد الثورة الكوبية بمثابة صدمة كهربائية في قلوب الشعوب، لاسيما والخبير يتعلق بزعيم من الزعماء المناهضين للفساد الحكومي، و الداعية للإصلاحات بمختلف مجالاتها السياسية ، الاقتصادية و الاجتماعية، و قد أحدثت معاركه صدى في كل ربوع العالم، و اربط اسمه برؤساء دول العالم الثالث و شعوبها المتعطشة للتحرر من قيود الاستعمار، و عبوديته، و لا يختلف اثنان بالنسبة للجزائر أنه كلما ذكر اسم كاسترو إلا و عادت صورة الرئيس هواري بومدين الذي ارتبط اسمه كذلك بأسماء الزعماء و العباقرة في إدارة الحكم، و الدفاع عن قضايا الشعوب المظلومة و على رأسها القضية الفلسطينية، و لكن الحديث هنا ليس عن شمائل هذا الزعيم الذي يعد واحدا من قادة عدم الانحياز، و شخصية ملهمة للثوار عبر العالم أجمع، الثوار الذين حاربوا من أجل الحرية، و إنما عن ثمار أفكاره و أطروحاته النضالية التي رسخت في أذهان شعبه و إطارات كوبا..
نعم ذلك ما لمسناه من الشعب الكوبي، وبخاصة الإطارات الطبية، فرغم حزنهم على رحيل قائدهم الثوري، فالأطباء بمستشفى كوبا لجراحة العيون بولاية ورقلة جنوب الجزائر لم يتوقفوا عن أداء واجبهم المهني تجاه المرضى الجزائريين، و بدلا من أن يكونوا في حالة حداد، فالمستشفى اليوم الثاني من وفاة الزعيم يشهد حركية و هم ينتقلون من جناح لآخر يعالجون ملفات المرضى و يستقبلونهم لأداء الفحوصات الطبية، و كأن شيئا لم يحدث ، كنا نقرأ الحزن في عيونهم و لكن الابتسامة لم تفارقهم في وجه المرضى، ليس غريبا أن يصمد هؤلاء صمود الجبال و هم يودعون زعيما ثوريا ، لأن الثقافة "البلشفية" غرست فيهم حب العمل الإنساني و التضحية من أجل "الآخر" ..
هذه الثقافة التي شرب كاسترو من لبنها ، علمته كيف تموت الأسود، و أن العظيم عظيم بمواقفه لا بسلطته، فقد فضل فيدال كاسترو التنحي عن السلطة والتوقيع بمحض ارادته على ورقة استقالته، و الزائر لمستشفى كوبا بورقلة يقف على مدى حب الأطباء الكوبيين لزعمائهم، بحيث لا يخلوا جدار من دران المستشفى إلا و ترى صورة الفقيد، و كذلك صور الثائر تشقيسفارا، و هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن هؤلاء عظماء و العظماء لا يموتون، لقد أدرك الكوبيون أن الأمم تنهض بالعمل و البناء و خدمة الإنسان، لا بالحزن و النحيب، إن موقفا كهذا يجعلك تقف على حقيقة واحدة هي أن الثائر فيدال كاسترو، الذي وصفه البعض بالدكتاتوري هو في الحقيقة "مُعَلـّْمٌ" عرف كيف يربي الكوبيين على التضحية و العمل الإنساني في كل مكان و خدمة الإنسانية مهما اختلفوا عنها في اللسان و العقيدة.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا 2024: إيطاليا تخسر اللقب ومواجهة نارية بين أل


.. فرنسا.. قد تدخل حالة من الشلل السياسي بعد نتائج الانتخابات




.. إعلام أم بروباغندا.. ما الذي يقدمه أفيخاي أدرعي؟ |#السؤال_ال


.. التصعيد في غزة.. مستقبل مابعد الحرب | التفاصيل مع سلمان أبو




.. مواجهات متصاعدة في غزة.. 20 صاروخاً باتجاه إسرائيل ومعارك عن