الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاري من تكرار التجربة الافغانستانية

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 11 / 27
الارهاب, الحرب والسلام



تعيش منطقة الشرق الاوسط في ظل صراعات عدة، سياسية ودينية ومذهبية في الوقت الذي تتهيأ الدول العظمى للتدخل لوضع حد لها والابقاء على مصالحها بعيدا عن تأثيراتها. مر اكثر من عقد من الزمن على اخر تدخل عسكري للدول العظمى في المنطقة، ايقنت تلك الدول ان تدخلها لم يوجه المنطقة الا الى المزيد من التطرف والانقسام وسيطرة القوى المتطرفة على ارض الواقع، فهي اليوم كانها تريد ان تعالج اخطاء ارتكبت قبل عقد من الزمن بتحرير العراق من نظام دكتاتوري وتسليمه الى حكومة المذاهب المتصارعة.
يجد المتتبعون لوضع الشرق الأوسط ان ظهور تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لم يكن مفاجئا، فهو أحد افرازات تنظيم القاعدة، فتحرير أفغانستان وتطهير القرى الباكستانية المتاخمة لأفغانستان جعل تنظيم القاعدة يفكر في أن يُغير موقعه الجغرافي فحسب، فوجدت في العراق المنقسم على نفسه وسوريا التي مزقته الثورة مكاناً آمنا لإعادة صفوفها تحت مسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، بعد ان نجحت وسائل الاعلام الغربية من الصاق العديد من المفاهيم بتنظيم القاعدة، ما ساهم في انعكاس ذلك لدى المسلمين تحديداً بخلق مشاعر الكره لديهم وبين من يحملون الفكر المتطرف. وأيقن تنظيم القاعدة ان العراق وسوريا أفضل جيوبوليتيكياً من أفغانستان والمناطق الباكستانية المتاخمة لها لإعادة صفوفها، حيث ان المناطق السنية في العراق وسوريا متاخمان ولا يفصل بينهما اي تركيبة مذهبية أو أيديولوجية، ومن شأن المؤيدين في تلك المناطق ان يلغوا تلك الحدود التي عملوا على الدعوة بالغائها واقامة دولة اسلامية، كذلك فبعض المناطق السنية في العراق كالموصل وكركوك _ اذا ما اعتبرت من ضمنها – تضم النفط الذي يحتاج اليه التنظيم المتطرف في دعم قواته العسكرية ضد النظام السوري من جهة والحكومة العراقية شبه المنهارة من جهة اخرى.
بيد ان التاريخ يخبرنا بأن الدول العظمى فشلت في القضاء على الإرهاب، لذا ينبغي تجفيف منابعه في السعودية وباكستان والجزائر واليمن والمغرب وهي الدول المنتجة للفكر المتطرف، فقرار الحكومة السعودية ببناء جدار عازل مع العراق وعلى حدودها الممتدة لـ 900 كم، رسالة صريحة تنادي بالسيطرة على الحدود لأن عبور الحدود أصبح بمثابة احدى آليات الدولة الاسلامية (داعش) في تحقق قيام الوحدة العربية لكن تحت حكم التطرف الديني وتكفير الآخرين. وقد تتمثل الخطوة الثانية للمملكة بتغيير المناهج الدراسية وتغيير خطاب المساجد لتجفيف منابع الفكر المتطرف الا ان المهمة شاقة في ظل رفض الفئة الحاكمة من تحويل المملكة الى نظام الملكية الدستورية.
في حال استمرار توجيه الضربات الجوية الى عناصر الدولة الاسلامية، ينبغي الا تتكرر تجربة الدُول العظمى في أفغانستان، بإجبار عناصر القاعدة للتوجه الى العراق وسوريا واليمن مستفيدة من قيام حكومة الفوضى في العراق وثورات الربيع في الدول العربية، ينبغي التفكير في ان عناصر تنظيم الدول الاسلامية ليس لديه مكان آخر الا الخضوع والاستسلام أو الهزيمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل