الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمين القومي الراديكالي ومتغيرات الخارطة السياسية في أوروبا ....... الدلالات والمحاذير !!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


سبق انتخاب الرئيس الامريكي المقبل ترامب مؤشرات واضحة حول كيفية تموضع واصطفاف ونمو أو تراجع القوى السياسية الرئيسية في الغرب ولا سيما على الساحة الاوروبية ....فبين أحزاب وقوى اليمين اللبرالي واليمين المحافظ واليمين القومي المُتطرف شهدت الساحة السياسية الاوروبية ولا سيما في فرنسا وألمانيا , صعوداً واضحاً لقوى اليمين القومي والراديكالي على حساب أحزاب اليمين اللبرالي واليمين المحافظ ..... أما في الجانب الآخر فقد سجلت أحزاب ما يُعرف بيسار الوسط أو ما يُطلق عليها بأحزاب الديمقراطية الاشتراكية (والتي عُرفت سابقاً بالاممية الثانية) وهي الاحزاب الاقرب آيديولوجياً وطبقياً لاحزاب اليمين اللبرالي , تراجعاً على صعيد الانتخابات الجارية في بعض الدول الاوروبية ... سواء في الانتخابات البرلمانية والرئاسية أو الانتخابات البلدية والمحلية ..... بينما بقيت الاحزاب الشيوعية وقوي اليسار الحقيقي والماركسي في أوروبا (باستثناء اليونان) , تراوح في مكانها وتسعى بنفس الوقت لوقف تمدد اليمين الاوروبي المُتطرف من خلال التحالف مع قوى اليمين اللبرالي من جهة وأحزاب الديمقراطية الاشتراكية من جهة أخرى , كالحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا والحزب الاشتراكي الفرنسي وحزب العمال البريطاني والحزب الديمقراطي الايطالي الذي تأسس مع انحلال الحزب الديمقراطي المسيحي في ايطاليا ....الخ
ومن هنا فقد جاء انتخاب ترامب في الولايات المتحدة ليقوي ويُعزز من طموح اليمين القومي المُتطرف في أوروبا الذي يستخدم المشاعر القومية لتحقيق طموحاته العنصرية والشوفينية ضد المهاجرين والاقليات .... وقد شاهدنا كيف سارعت مارين لوبين زعيمة حزب الجبهة الوطنية الذي يُمثل اليمين الراديكالي في فرنسا , الى تهنئة الرئيس المُنتخب ترامب بحرارة , رغم أنه عبر خلال حملاته الانتخابات المُبكرة عن احتقاره لدور المرأة في السياسة والمجتمع ... ولكنها مع ذلك أبدت اعجابها بعدائه الواضح للاقليات والمهاجرين من الجاليات اللاتينية والعربية والاسلامية والافريقية والآسيوية...الخ
ولكن مؤشرات نجاح ترامب وازدياد شعبية اليمين القومي العنصري المُتطرف في أوروبا لن تقتصر فقط على ظهور وانتشار السياسة العنصرية العدوانية تجاه الاقليات والمهاجرين من الشعوب المُستضعفة في العالم الثالث وازياد الدعم والتأييد للاحتلال العنصري الصهيوني في الشرق الاوسط , بل سيرافقها بالمقابل النمو المتزايد لنشاط الاحزاب والقوى الراديكالية سواء في أقصى اليمين أو في أقصى اليسار , وذلك على حساب القوى والآيديولوجيات السياسية الاخرى الاكثر اعتدالاً.... وربما نشهد على الصعيد العالمي بنفس الوقت عودة التنافس الامبريالي بين الأقطاب الرأسمالية الكبرى في المنظومة الغربية على حساب التحالفات الامبريالية في هذه المنظومة .... وقد يتم ذلك في إما في اطار النزعات القومية من جهة , أو من خلال سعي القوى الطبقية والرأسمالية العليا في الولايات المُتحدة لتعزيز سيطرتها على المسرح السياسي والاقتصادي العالمي على حساب القوى الرأسمالية الاخرى .
ولكن من المُؤكد أن فوز ترامب الذي تميز بتدني مستوى الاقبال الانتخابي في الولايات المُتحدة على نحوٍ غير مسبوق وبخسارته الواضحة للاغلبية الشعبية لاصوات الناخبين لصالح المُرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون ... هذا الفوز لن يكون بأي حال من الاحوال مؤشر لازدياد شعبية اليمين العنصري المُتطرف في الولايات المتحدة كما هو عليه الحال في أوروبا ... وستتم مُواجهه هذا الفوز على الصعيد الامريكي بازدياد الوعي الشعبي والديمقراطي بخطورة اليمين العنصري المُتطرف على المجتمع الامريكي الذي يتميز أو يتفوق بوضوح على المجتمعات الاوروبية في التعددية الثقافية والدينية والعرقية .... وقد تمت هذه المواجهة من خلال المظاهرات الغاضبة والنشاطات الديمقراطية المُعارضة لسياسة ترامب واليمين العنصري فور اعلان فوزه في الانتخابات , وربما تعود هذه المواجهة للظهورعلى نحو أوسع وأشد خلال وبعد فترة تنصيب ترامب في العشرين من يناير القادم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني