الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آن لسوريا العظيمة

نور الدين بدران

2006 / 1 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا يجوز أن نرفض كلمة الحقيقة إذا لفظها فم الباطل، بل علينا أن نفهم الدوافع والمآرب ونعطي كل ذي حق حقه.

بخصوص جنبلاط والطبقة السياسية الفاسدة التي ينتمي إليها،وكنت كتبت عن ذلك مرارا على هذا الموقع وغيره قبل وخلال وبعد أن كان جنبلاط وشركاه حلفاء للنظام السوري،وقلت أن طاقم الحرب الأهلية في لبنان لا ينقصه إلا المنفي السيد ميشال عون والمسجون السيد سمير جعجع،وبعودة المنفي وخروج المعتقل اكتمل فريق أمراء الحرب ، وهؤلاء لن يصنعوا سلاما إلا مؤقتا ولكن لندعهم وشأنهم لشعبهم الكفيل بمحاسبتهم ولنلتفت إلى همومنا ومشاكل شعبنا وقد نال هذا الكلام من النقد ما نال ،وكالعادة لم أكترث لنقاد المناسبات الذين لا يرون أبعد من أنوفهم.

لم يتغير موقفي من تلك الطبقة الفاسدة التي كانت مصالحها تقودها إلى الركوع أمام المخابرات الإقليمية والدولية إسرائيليا وسوريا وإيرانيا وغير ذلك.

اليوم لم يتغير أيضا موقف تلك الطبقة فهي تسعى نحو مصالحها ومن مصالحها أن تدافع عن عبد الحليم خدام الذي كان يذلها ويحتقرها مثله مثل نظامه ولكن المصالح تجمع حولها النقائض وتجعل أعداء الأمس أصدقاء اليوم وهذا ألف باء السياسة ولا جديد .

مرة أخرى علينا أن نلتفت إلى مشاكل شعبنا ومعاناته الاقتصادية والسياسية، وبمعالجة تلك المشاكل معالجة شاملة وجذرية نكون تلقائياً نرد على تلك التحالفات المرحلية فالمشكل الأساسي داخلي والطبيب الحصيف يعالج المرض الأساسي وليس أعراضه،وأبسط الناس يعرف أن الكسيح لا يعالج بالتدليك.

فتح ملف خدام لن يحظى بأي اكتراث ولا بأية ثقة وبالحري احترام من أي ذي عقل إذا لم يقترن ويرتبط ميدانيا وعضويا بملف الفساد كله وعلى مستوى الوطن ، وهذا الأخير لن يكون ممكنا إلا بمشاركة عملية حقيقية وليست وهمية من قبل صاحب المصلحة الأساسية في ذلك أي القطاعات الشعبية الواسعة التي كانت تكد وتعمل ولا تجد نتائج عملها إلا جوعا وفقرا ومرضا، وهذا بدوره غير ممكن إلا بفتح المجال أمام تلك القطاعات للتعبير عن آلامها ومشاكلها عبر كافة الطرق وبجميع الوسائل ومن باب أولى لمثقفيها الوطنيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية وبعبارة واضحة إطلاق الحريات السياسية والإعلامية للدفاع عن الوطن أولا وأخيرا وليس للدفاع عن النظام وحسب.

بصريح العبارة لا يهمني من يحكم البلاد حزبا أو طائفة أو حتى عائلة ، ما يهمني أن تكون الجهة الحاكمة تحت القانون والدستور وفي خدمة مصالح وأمن الوطن وليس في خدمة وأمن مصالحها ونظامها.
بذلك فقط لن يجد الأعداء الحقيقيون سواء في الداخل أو الخارج (وهم موجودون هنا وهناك وهنالك) أية ثغرة أو ذريعة لتنفيذ مآربهم ، وحتى لو وجدوا سيبوؤون بالهزيمة ،لأن كل سوري على اختلاف مذهبه السياسي أو غير السياسي سيجد نفسه مستهدفاً ، بل لن يكون هناك سوى مذهب وحيد يجمع السوريين جميعاً تحت لوائه.
آن أن تنتهي مهانة الوطن ،آن أن تنتفض سوريا العظيمة على اختزالها وتقزيمها واحتقارها،بجعل شخص كخدام أو سواه سبب مآسيها أو بجعل شخص آخر كائنا من كان سبب عزتها وانتصارها وهما كذبتان متكافئتان كوجهي العملة الواحدة،تحتقران الشعب السوري وتجعلانه صفراً بل أقل.
آن لسوريا العظيمة أن تنفض عن كيانها هذه التهمة المذلة وترفض إلحاقها بعائلة أو حزب أو أي شيء سواها بما هي شعبها ومبدعوه ومنتجوه ماضيا وحاضرا وفي جميع الأزمنة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات