الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقوبةالأبدية

عبد الكريم عبد الرحمن

2006 / 1 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بداية عام 2006 أردت أن اضع كل المهتمين في بلادي( سوريا ) بالوطن ومستقبله - منظمات حقوق انسان ومعارضة ودعاة تطوير وتحديث - بصورة معاناتي الفردية والتي تمثل حالة نموذجية لمعاناة المجردين مدنيا في سوريا والعقوبة الأبدية التي تلاحقهم
انا المدرس سابقا عبد الكريم أحمد عبد الرحمن مواليد بشراغي – جبلة - عام 1944 , أخذت عن رأس عملي في ثانوية البعث باللاذقية في 24 شباط عام 1982( حيث كنت اعمل فيها مدرسا لمادة الفلسفة ) من قبل رجال الأمن في مرحلة كان يعتبر فيها الداخل مفقود والخارج مولود , وليس خافيا على احد من المهتمين بالشأن السياسي وحقوق الانسان ماذا كان يجري للمعتقل في تلك الفترة من تعذيب جسدي ونفسي , وهذا يحتاج الى مجال آخر لسرد تفاصيل تلك التجربة التي استمرت الى 1/11/1994 , حيث تمت احالتنا الى محكمة أمن الدولة بعد حوالي عشر سنوات من التوقيف العرفي أنا والعديد من رفاقي في حزب العمل الشيوعي والقوى الأخرى ,وكان حظي عاثرا والأرجح ان سبب ذلك كوني موظفا ولذلك لم تسقط الدعوى عني بالتقادم مثل العديد من رفاقي فحكمت 12 سنة أشغال شاقة مع التجريد من الحقوق المدنية , وبعد انتهاء فترة الحكم حولوني من السجن الى فرع التحقيق العسكري للافراج عني حيث احتجزت هناك مدة عشرة شهور اضافية . وبعد خروجي من السجن في 1/12/ 1994 وضعت نفسي تحت تصرف مديرية التربية في اللاذقية ولكنهم لم يعيدوني الى عملي , مما اضطرني لممارسة أعمال عديدة للحصول على لقمة العيش , من عامل في مقهى , الى حارس عند احد المتعهدين , الى العمل في مكتب عقاري , الى بائع على عربة في باحة احدى المدارس الابتدائية , الى العمل في مرفأ اللاذقية على البواخر – كاتب تعداد – حيث تعرضت أثناء عملي هناك لحادث صدمتني فيه شاحنة كادت تزهق روحي لولا حلم الباري .
بعد بلوغي سن التقاعد عام 2004 تقدمت بطلب الى مديرية التربية لتسوية وضعي الوظيفي وتصفية حقوقي التقاعدية عن خدماتي السابقة التي امتدت سبعة عشر عاما , وأحيل الكتاب مع بقية الأوراق المطلوبة والتي عانيت الأمرين في الحصول عليها , الى وزارة التربية , واخيرا وبعد أخذ ورد بين مديرية التربية والوزارة والمحافظة صدر قرار عن مديرية التربية بإعطائي تقاعدا حسب آخر راتب تقاضينه عام 1982مقداره (1300) ل س , أحيلت نسخة منه الى النقابة واخرى الى مؤسسة التامين والمعاشات , قلت مهما كان المبلغ زهيدا فهو يؤمن سعر ربطة الخبز كل اول شهر , بانتظار عفو عام يعيدني الى تقاعد كامل مثلي مثل بقية رفاقي غير المحكومين , لكن المؤسسة العامة للتامين والمعاشات اعتبرتني حسب أحكام المادة /39/ عندها بحكم المتوفي حيث جاء في قرارها جوابا على كتاب مؤسسة التأمين والمعاشات في اللاذقية والذي يحمل رقم 6999/ص ش الصادر بتاريخ 29 /0 /2005 حرفيا ما يلي ( ومنح اسرته ماتستحقه كما لو توفي .) وهكذا استأنفت مشوار المعاناة بإقامة دعوى من جديد ووكلت لها محام وما تزال القضية في المحاكم .
تحضرني اقتراح الآن الى مجلس الشعب والوزارة المشغولة بمحاكمة الرفيق عبد الحليم خدام , فانا مثله كنت بعثيا قبل الحركة التصحيحية ومسؤولا في شعبة جبلة . وبما ان الدولة كما يقولون وضعت يدها على مايقارب من مليار و100 مليون دولار من ثروته , الا يمكن ان تحول الى المجردين من حقوقهم المدنية؟ أم ان هذه الثروة ستجعل لعاب البيرقراطيين السوريين يسيل كي يشفطوه كما شفطوا راتبي التقاعدي رغم كل ضآلته ؟
في الختام أقول لكل مهتم بالشان العام في سوريا ومن خلال معاناتي داخل تلك الدوائر أن البيرقراطيين من بعثيين وغير بعثيين اصبح خطرهم يوازي خطر رجال الأمن في سوريا ان لم نقل أشد . وهو مايجري لرفاق آخرين عددهم خمسة عشر من المجردين مدنيا في اللاذقية صدر قرارمن رئاسة مجلس الوزراء - بناء على طلباتهم - باعادتهم الى عملهم وبراتب لايزيد كثيرا عن راتبي وبنقلهم فورا من مديرية التربية حتى لاتسمم افكارهم الشيوعية فكر البعث القائد في محافظة اللاذقية منبت البعث , وقد فرحوا مثلي بالقرار ولكن البيرقراطيين يشتهدون ليعاملونهم كما لو توفوا على مايبدو
عبد الكريم عبد الرحمن – جبلة – بشراغي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في


.. مشاهد للتجنيد القسري في أوكرانيا تثير الجدل | #منصات




.. نتنياهو: الإسرائيليون سيقاتلون لوحدهم وبأظافرهم إذا اضطروا ل


.. موسكو تلوّح مجددا بالسلاح النووي وتحذر الغرب من -صراع عالمي-




.. تهديدات إسرائيلية وتحذيرات أميركية.. إلى أين تتجه الأمور في