الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية مؤتمر فتح

ناجح شاهين

2016 / 11 / 29
القضية الفلسطينية


أهمية مؤتمر فتح
ناجح شاهين
استمعت لأحد قادة فتح وهو يقول: "إن العالم كله ينتظر مؤتمر فتح وانتخاباتها؟" لكن هل هذا ممكن؟ أعني هل يمكن للعالم أن ينشغل بمؤتمرات حماس أو الجبهة الشعبية أو الجهاد الإسلامي أو حزب الشعب أو فدا...الخ؟
كنت طالباً في دائرة العلوم السياسية في جامعة أمريكية من جامعات النخبة. وكان هناك زميلة صينية في برنامج دكتوراة العلاقات الدولية مميزة أكاديمياً على نحو لافت. عندما تعرفت إليها سألتني من أي بلد أكون، فقلت وأنا أتوجس أن لا تعرف بلدي: "أنا عربي من فلسطين." فنظرت إلي وعلى وجههها تعبير غريب وقالت: "عربي من باكستان؟" ربما نتج الالتباس عن تشابه نطق فلسطين وباكستان في الإنجليزية. بعد حوار محبط، اتضح لي أن زميلتي الصينية المتفوقة في دائرة السياسة بالذات لا تعرف من العرب إلا السعودية والعراق. وهي لم تسمع مطلقاً بسوريا أو مصر أو اليمن أو لبنان...الخ.
عرفت منها لاحقاً أن الصينيين لا يهتمون جدياً إلا بدول مثل الولايات المتحدة واليابان وروسيا والهند وجيرانهم الأقربين مثل الكوريتين.
بالطبع أحسست بأناي الفلسطينية المنتفخة تنفجر قهراً: تعرفون اعتدت أنا الفلسطيني على توهم أن العالم كله ليس عنده مشاغل إلا فلسطين وهمومها. بالمناسبة زميلتي الصينية "فشلت" على نحو أدهشني في التعرف إلى "إسرائيل". أشعرتني أنني في واقع السياسة الفعلي "لا على البال ولا على الخاطر" أو أنني مثل "اللي رقصت على السلم" لا أحد يهتم لأمرها. ويزداد الوضع سوء مع تراجع قيمة "الشرق الأوسط" كله بفعل انهيار القمية التبادلية والاستراتيجية للنفط.
وقد قلنا ما قلناه، نود الإشارة إلى أن مؤتمر فتح مهم دون شك بالنسبة إلى حركة فتح، وهو مهم دون شك بالنسبة للجزء الأكبر –على الأرجح- من الشعب الفلسطيني. ولسنا متأكدين من أهمية مؤتمرات فتح وغيرها بالنسبة لجيراننا الألداء الذين ابتلعوا أرضنا وما زالوا مثابرين في عملهم الدؤوب لابتلاع ما تبقى منها.
نود أن نتفاءل بخصوص ما يمكن أن تنتجه مؤتمرات مثل مؤتمر فتح أو حماس أو الشعبية، لكننا لا نستطيع أن نعثر على الأساس الذي نستند إليه لبناء ذلك التفاؤل.
كيف يمكن لفتح أو حماس أو الشعبية أن تنهض بخطة سياسية عبقرية وشجاعة من أجل حماية ما تبقى من فلسطين، ناهيك عن تحرير ما تم ابتلاعه فعلاً؟ كم يلزم من الإبداع والشجاعة لإنتاج ذلك؟
نعرف جميعاً أننا نعيش أوضاعاً لا مثيل لها في الصعوبة والتعقيد. ونعرف دون خداع للذات أننا نمر بظروف هي الأسوأ منذ دخول العرب العصر الحديث بعد الاستعمار الإنجليزي والفرنسي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين. الآن كيف يمكن لفتح أو أي من أخواتها أن تجد طريقها وسط أكوام الفوضى والضياع والهزائم في العمق العربي؟
هل هناك من قارب سحري يختفي في مكان ما يمكن أن ينقذنا من الغرق؟ وإذا كان مثل ذلك القارب "غير التاريخي" قابعاً حقاً في زاوية ما بانتظار من يكتشفه فهل يتوافر الذكاء الثوري الاستثنائي وإنكار المصالح الذاتية وما يلف لفها من أجل العثور عليه؟
هذا سؤال لن يتأخر الجواب عليه طويلاً، سيكتشف شعب فلسطين وأهل فتح على السواء، وربما العالم الذي "ينتظر"، مدى قدرة "فتح" على الارتقاء إلى مستوى التحدي الهائل الذي يواجه فلسطين وشعبها خلال أيام قليلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| اعتراض قذائف أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمو


.. حصانة جزئية.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترمب؟




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض تتجاهل سؤال صحفية حول تلقي بايدن


.. اليابان تصدر أوراقا نقدية جديدة تحمل صورا ثلاثية الأبعاد




.. تزايد الطلب على الشوكولا في روسيا رغم ارتفاع سعرها لعدة أضعا