الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هكذا تورد الأبل ...

جاسم هداد

2006 / 1 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يكن بودي الرد على مقال الأخ جواد السعيد ، ولكن نشر الأخ " سعد فيصل " ردا على المقال المذكور ، وتوضيحا للحقيقة ولدحض المغالطات التي جاءت في مقال الأخ جواد السعيد ، هما سببا كتابة هذا الرد .

نشر الأخ جواد السعيد مقالا في في عدد من المواقع الألكترونية بعنوان " انتقادات شجاعة لمكتب مفوضية الأنتخابات في السويد " ، وتطرق للندوة التي دعت اليها السفارة العراقية في ستوكهولم ممثلي الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية ومنظمات المجتمع المدني وبحضور الدكتور فريد آيار للحديث عن الأنتخابات وذلك في يوم 2 كانون الأول 2005 . في هذه الندوة تم توجيه سؤال للدكتور فريد آيار ، هل يجوز ان يتم تعيين ممثل كيان سياسي موظفا اداريا في مكتب المفوضية ؟ ، وكان جوابه واضحا ، بأن ذلك لا يجوز لمخالفته تعليمات المفوضية ، وعندها تم الأحتجاج على تعيين احد ممثلي الكيانات السياسية مسؤولا عن مركزي ستوكهولم الأنتخابيين ، وهذا التمثيل مثبت بكتاب رسمي من السفارة العراقية مرسل لكافة الأحزاب والقوى السياسية ، وكان الأعتراض بشكل علني وامام جميع الحضور ، وقال في وقتها الأخ جواد السعيد بأن ما ورد في الكتاب خطأ من السفارة ، وكان جالسا على المنصة بجوار الدكتور فريد آيار كل من سعادة السفير ومدير مكتبه فلم ينفيا ذلك وهو دليل صحة ما جاء في الأعتراض .

وحل الدكتور فريد آيار الأشكالية في اليوم التالي بأن الشخص المعني يقسم بالقرآن الكريم كونه غير منتم لكيان سياسي ، وكان حاضرا في اللقاء الأخوة أكرم سارتانكَ ومعن الجميلي ، فبالله عليك يا جواد السعيد ألم يكن هذا عيبا ، أم يمكن تبريره بمبدأ " التقية " .

ثم كيف يسمح الأخ جواد السعيد لنفسه ، بإتهام الشيوعيين العراقيين بأنهم يذكرون الأخوة الكورد " بكل السيئات في جلساتهم الخاصة " ، أليس هذا ظنا سيئا ، وهل يحتاج الأخ جواد السعيد لتذكيره " إن بعض الظن إثم " ، وهو قبل غيره يعرف ان الشيوعيين العراقيين لا يخافون لومة لائم في قولة الحق ، وهو حاضر لأجتماعات الهيئة الأستشارية للسفارة العراقية ، واعتقد ان سمعه جيدا ويسمع كل مداخلاتهم ، فكيف يتهمهم بانهم " يتملقون اليهم خوفا من استفزاز السيد السفير " .

ثم كانت المطالبة بأن يتم تعيين الموظفين بإعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة ، وانه يحق لكافة العراقيين التقدم بطلب التعيين ، هل في هذا المطلب تحيز لكيان سياسي أم انه انصاف لكافة العراقيين ، فلماذا يكون مبدأ العدالة والأنصاف مزعجا لأخينا جواد السعيد .

علما انه تم تعيين اكثر من مائتي واربعين موظفا غالبيتهم من قوى الأسلام السياسي الشيعي ، ويشاركهم في ذلك الأخوة الكورد ، بينما المحسوبون على القوى العلمانية واليسارية لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ، وهذه الحقيقة لمسها كل من شارك في التصويت ورأى بأم عينيه حاملي باجات المفوضية والعاملين في المحطات الأنتخابية ، ولقد اعترف بذلك الأخ معن الجميلي المدير الأداري للمفوضية وأكد على ان هذا خطأ وليس صحيحا ، مبررا ذلك بعدم معرفته وان التعيينات تمت اثناء فترة غيابه .

القراء الكرام

أيوجد فيما ذكر اعلاه سببا يغيض الأخ جواد السعيد ، والا ترون انه جانب الصواب في مقالته ، وغلبت عليه العاطفة وابتعد كثيرا عن الموضوعية ، والأخ جواد السعيد يعرف قبل غيره انه
ليس كل من ذهب الى المسجد للصلاة هو منتم لأحزاب الأسلام السياسي الشيعي ، وبنفس الوقت ليس كل علماني او يساري او تقدمي هو منتم للحزب الشيوعي العراقي ، ولكنه مع الأسف يعيد اسطوانة مشروخة عفا عليها الزمن ، ويتهم منظمات المجتمع المدني بتبعيتها للحزب الشيوعي العراقي لا لسبب الا لكونها لا تسبح بحمد ما تريده قوى الأسلام السياسي الشيعي التي ينتمي لها ، ويبدو انه متأثر بنظرية البعث الفاشي وملالي إيران بوجوب ان يكون الجميع من لون واحد ، وان من يختلف معي في الرأي فهو ضدي ، وانه لم يستفد من ديمقراطية البلد الذي يعيش فيه .

ان الأخ جواد السعيد لا يستطيع ان يزايد على شجاعة الشيوعيين العراقيين فهو اعرف بهم قبل غيره ،
والحزب الشيوعي العراقي فصيل مهم في الحركة الوطنية العراقية ، وله سجل حافل في النضال ضد كافة الأنظمة القمعية ملكية وجمهورية ، وساهم مثل غيره من القوى السياسية العراقية في النضال ضد النظام البعثي الفاشي وضد الكتاتورية ، وقدم الشهداء في سبيل قضية الحرية والديمقراطية ، ولم يرافق علاوي في سفره الى واشنطن ، ولم يقبض من الأمريكان دعما ماليا ، ولم يوافق على غزو بلده ، ولم يسهل للأمريكان هذه المهمة ، وليس اخيرا فأن الذي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بحجر .

ويبدو ان الأخ جواد السعيد لا يملك من الحجة لمناقشة الرأي الآخر ، ولا يحسن المجادلة ، ولا توجد في قاموسه مفردات " حرية الرأي ، الديمقراطية ، التفاهم ، احب لغيرك مثلما تحب لنفسك ، وجادلهم بالتي هي أحسن " ، لذلك لجأ الى التكفير ونعت المخالف له بالرأي بالألحاد وهي لغة العاجزين .

وسؤال اخير نتوجه به للأخ جواد السعيد ، ان الندوة تم عقدها في 2 كانون الأول 2005 ، فهل تذكرتها الآن وبعد مرو ر تسعة عشر يوما ، وهذه تحتاج تفسيرا نتركه للقارئ الحليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط