الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسفة والعيش والفن: أية علاقة؟

الاعرج بوجمعة

2016 / 11 / 29
كتابات ساخرة


حاول عبد السلام بنعبد العالي أن يجد رابطا لهذه المعادلة فعنون كتابه "الفلسفة فناً للعيش "، من خلال استنطاقه للتراث بشقيه الغربي والاسلامي، ليؤكد أن الفلسفة اليوم ينبغي أن تساهم في العيش الكريم للأفراد والمواطنين، لأن الفلسفة كانت دائما تحارب الظلم والاستبداد وتدافع عن المشترك الإنساني، من قيم إنسانية مشتركة كالحرية والكرامة والعدالة .. لأن الدفاع عن الحق في الفلسفة هو دفاع عن الإنسان المتمزق والمتشظي، إنسان فقد إنسانيته في ظل تمزق للقيم، ووجود حكومات فاشية مستبدة. فالفلسفة تحاول مصالحة الإنسان مع نفسه من خلال الانفتاح على الفن وعلى الأدب والعلم ..
لكن السؤال كيف نجمع بين الفلسفة والعيش والفن ؟ معادلة أسي بنعبد العالي لم أفهم كيف استطعت المزج بينها وخاصة في عالمنا العربي الاسلامي؛ الفلسفة فكر منبوذ ثقافيا، مرفوض يثير القلق ويزعج السلطات ولنا في حالة المغرب خير دليل على ذلك لحظة توقيف تدريس الفلسفة. ثم العيش كوضع إنساني يعيشه الإنسان هو شبه منعدم في مجتمعنا العربي الإسلامي، العيس أصبح جحيما، وعسيرا، لأن منطق العيش هو أن تكون إنسانا أو لا تكون كما يقول درويش، وأغلب المغاربة ليس لهم عيش كريم، نحن عالة على الدولة والطبقة الحاكمة، تحاول التخلص منا بأية طريقة ممكنة. وأخر طرف في المعالة هو الفن، يقال في المغرب وعلى لسان فنانين ممارسين مختصين أن الفن "مكيعيش"، وهو يؤكد ما نقول لا يمكن الجمع بين الفن والعيش، لأنه أن تكون فنان شبيه بأن تكون فيلسوف، وجودك في المدينة كما يقول ابن رشد كوجدك بين وحوش ضارية، يعني توقع أي شيء. قلت هناك تشابه بين وضعية الفنان ووضعية الفيلسوف أو بالأحرى طالب الحكمة، حتى وإن كانت حكمة مطلوبة من أفواه السفهاء كما يقال. الحكمة لصيقة بالمعاناة ولنا في تاريخ الفلاسفة خير مثال على ذلك من سقراط إلى ابن رشد وصولا إلى فوكو .. كلهم واجهوا المضايقة والتهديد وحرق كتبهم.
أن تكون فيلسوفا وفنانا في نفس الوقت معناه أن تحب الإنسان في الإنسان، وتدعوا لقيم الاختلاف والايمان بالمغاير المختلف، تواجه مجتمعنا لأنه يحب المتشابه، أن تقول لا في وسط الجموع معناه أنك تشاكس وتعارض، وبالتالي مصيره هو الحصار والتهديد والعنف أحيانا، عنف من الأب، من الأستاذ، من المستبد الأول في الدولة، معناه أنك تكون فنان أو شاعر توقع أنك سوف تُعدم أمام الملء في ساحة عمومية. الفن موهبة لكن في غياب الجرأة ستظل الموهبة كامنة مقموعة من سيد اسمه الأنا الأعلى، أنا يمنعنا من المجاهرة بالقول في العلن، نحب الاختفاء، حتى وإن كان جوهر الإنسان هو الاختفاء في اللغة، لأن اللغة سر الوجود حسب هايدجر، أي مأوى الوجود. واللغة عندما تحتفل بذاتها كما يقول روني شال تقول شعراً. لكن ما قيمة الشعر والفلسفة والفن في وجود الظلم أو أحيانا التحامل على المستضعفين، على المقهورين، فالكتابة في أصلها تمرد، ورفع للظلم، والفلسفة هي فكر مشاغب في جوهره.
1ـ ـ عبد السلام بنعبد العالي، "الفلسفة فنا للعيش"، دار تبقال للنشر، الطبعة الأولى 2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب