الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وطن من طعان
كمال تاجا
2016 / 11 / 29الادب والفن
وطن من طعان
أيها الناس المتكلين
على العيش الآمن
بين رحاب وطن رصين
دون تصفيق حاد
بإطلاق الرصاص الحيّ
وبلا سطوة فوهة
بندقية قناص
مسددة على رؤوسنا
لتنظم توضع جثث القتلى على الدرب
كحوادث مؤسفة
ودون حراس أمن موقوتين
بين جنباتنا
ليعكروا المزاج الأهلي
-
وأنتم تتطلعون إلى الوطن
بمقل خف بصرها
من أعمدة الدخان
والتي خلفتها الحرائق
نتيجة سقوط قذيفة غادرة
فوق رؤوس شاهرة
طأطأتها للعلن
دون حياء
-
لأبناء جيل أضحى يتنقل
بين الحفر التي خلفتها القنابل
ويتقافز بين الأنقاض المنهالة
على عاتق وطن منكوب
طب على وجهه في
تخاذلكم
-
وأنتم تدبون بسنابك خيول
فات زمان خطفها لأفئدتكم
وبحوافر مخالفة للأمر الواقع
ليصطادكم قصف النيران المتواصل
كفرائس حتف مرتقبة
-
وأنتم تنفضون عن أنفسكم
أردية الخمول
وفي وقفات انشداه
لذهول يستعرض
بطولات ماضية
من أمام أنظار فلت أحداقها
من كثرة تطلعكم إلى عنان السماء
بحثاً عن شبح طائرة
لغارة تمزق أشلائكم
وبإصابات جديرة
بإقلاق راحتكم
-
وعيونكم الضريرة
تبحث عن شموخ أنفة
أو بالكاد ناضبة
في علو قدركم
تجعل من قطع الغيوم
وسادة لترنح أعطاف
اتزانكم المزعوم
على أرجوحة السهاد
-
والنجوم حلوى
حان قطافها
عند سقوط شهب
نيران صديقة
بين جنبات
نفض أبدانكم
-
وفي كل رحلة عذاب
مع روعكم الذاهب
إلى غير رجعة
التقاط أنفاس
كعصة القبر
مثل ديك الحتف
نرش له حبات القلوب
وهو يبتلع نبساتنا الخالية
في جوفه
-
أرجوكم أبعدوا أنظاركم
عن مساري
لأحسن التخبط
-
لبست ثوب حب الوطن
مليئاً بثقوب
آلاف الطلقات الغادرة
لأرتقه فداء
بخيوط دمي
-
وأنا الذي كنت أكشكشه
بطلق المحيا
لتضحك البسمات
بجروح متوارية من دم
بين الأفواه المصطكىة
-
وكنت أحتفل بلقائه
بالعض على الشفاه المرتجفة
عندما أخذت ظنوني
تطأطئ تحت سرادق
تشييع ضحايا
وأوهامي مآتم عزاء
ممتدة فوق
رحاب بلاد
ضاقت بالجثامين
الذين قضوا نحبهم
غيلة
كحتف عشوائي
وبالرصاصات الطائشة
-
لتفغر فاهها الحقيقة
عن الكثير من ضحايا
العجب العجاب
-
والحتف يحفر قبراً كبيراً
وعلى كل مساحة الوطن
ليواري به قتلاه
ويترك أشلاء أبنائه الممزقة
كقطع حلوى بشرية
قدت من فلذات قلوب
أمهات مكلومة
ما تزال جاثية تحتضن ثرى
أضرحة أولادها
بشفاه مختلجة
تحت سماء مغبشة
من سحق عبرات ناضبة
في حدقات عيونها
-
بعدما أضحت النجدة
تمد أيدي دعوات مفتوحة
لحفر قبور
ما تزال جثامينها مرتجفة
لقت حتفها غيلة
على الدرب الوطنية
-
والشعب أمة مصاب واحد
تتحشرج جاثية
ممدودة فوق الثرى
وهي تلفظ أنفاسها
وفي دفع ثمن ذل بخس
فوق المقابر
لجثث مجهولة الهوية
وضعت فوق رأس الضريح
حجر كبير
كنقطة علام
يشير إلى مصير شعب منبوذ
حتى بالمقابر الجماعية
كمال تاجا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن
.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •
.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر
.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا
.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى