الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (18)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


سبق وأن نقلنا بعض الوثائق من الكتاب الثاني لحنا بطاطو، وعند الأمعان في قراءتها يُلاحظ المرء فيها التوصيف الدقيق والدرجة العالية من التفاهم بين مندوبي المستعمِر في العراق والمتحالفين المحليين معهم كما في الحلقتين (11) و (13):
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=538261
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=538710
ولأجل أن نرى كيف كانت مثل هذه العلاقة بين من يعتبرون أنفسهم بأنهم من "نخبة الطليعة" مع مَنْ كانوا خارج حلقاتهم التنظيمية أوهيمنتهم الفكرية من غيرالأبهين بديماغوغياتهم وإرهابهم الفكري وتلفيقاتهم، نختار في هذه الحلقة وبعدها ثلاثة حالات موثقة لوضعها تحت المجهر:
الحالة الأولى: تسطيح المسائل وتشويهها:
نقلنا في الحلقة السابقة مقاطع من ص161-162/ الجزء الثاني لكتاب عميد المؤرخين للحركة الشيوعية في العراق عزيز سباهي الموسوم "عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي"، ومن أراد الإطلاع أكثر على نشاطات هذا المؤرخ الفذ ومساهماته العراقية والعربية والعالمية والأدوار التي أداها إلى جانب مجهوداته الفكرية المتمثّلة بالكتب التي قام بتأليفها أو ترجتمها يمكنه زيارة موقع اتحاد الجمعيات المندائية:
http://www.mandaean---union---.com/en/component/abook/author/2
لنقتبس المقطع الأتي من ما إقتبسناه سابقا من كتاب عزيز سباهي لكي نضعه تحت المجهر: " لكنه لم يستقر هناك أيضاً وانتهى بعد سنوات ليتحول إلى داعية لحزب البعث العربي الاشتراكي، ويكرس نفسه له في الصحافة باسم (سليم سلطان)، وأخيراً توفي بعد أن تعرض إلى لوثة في دماغه".
نُرَحِل التعليق على عبارتي " لكنه لم يستقر هناك أيضاً، ولوثة في دماغه " بعد وضع خط تحت كلمتي (أيضا) و(لوثة) الى الحلقة القادمة. ولكن لو وضع القارىء أمام عينيه ما ورد في العبارة التالية التي وردت في سياق ذكريات الصحفي صلاح مندلاوي التي أشرنا إليها في الحلقة السابقة يتوضح له درجة التسويف التي لجأ إليه عزيز سباهي عند تسطيحه لمشروع جدي كان خارج إطار تفكيره وتفكير قيادة حزبه كما يتوضح لاحقاً: "...... تصدر جريدة الثورة الناطقة باسم حزب البعث ( كيف السبيل الى حل المسألة الكردية ؟) والتي بدأت بالإعتراف بأن هناك أمة كردية الى جانب أمة عربية وإن من حقها أن تمتد من العراق الى حيث المناطق المسلوبة من كردستان الكبرى ومن الأهداف الاستراتيجية للأمة العربية إنماء الحركة القومية الكردية وصولا الى النظام السياسي الذى يقي الأمة العربية بأمة صديقة من شرور التصادم مع القوميتين الفارسية والتركية." ألا يستنتج، كذلك، بأن إنقلابا جذرياً حصل في توجه حزب البعث، أو عند مجموعة مهمة من كوادره القيادية على الأقل، لصالح الأمة الكردية ولمجمل الحركة الوطنية في العراق أيضاً، كيف حصل هذا الإنقلاب ياتُرى، بجهود مَنْ حصل هذا التطور، ألم يُلاحظ عزيز سباهي هذا التغيير في التوجه عند حزب البعث عندما كان يعمل بلحمه ودمه، في تلك الفترة وبعدها لسنوات عديدة، محرراً لصفحة الأقتصاد في جريدة الثورة وهل وجد إسم (سليم سلطان) في كتابات تُنشر في صحف بإستثناء مقالات أسبوعية في جريدة الثورة. وماذا كان سبب إصدار طبعتين للجريدة(مجموع نسخها كانت تصل إلى 40 ألف) في الأيام التي كانت تظهر اسم سليم سلطان فيها*.
أستطيع أن أزعم بأن الحزب الشيوعي العراقي قد ساهم، وكذلك الحركة الكوردية-الجناح الذي كان يتزعمها ملا مصطفي البارزاني بالمراهنة على صدام حسين، في هدر أخر فرصة للخروج من المستنقع الذي كان يتمرّغ فيه العراق عندما عمل بتوصية بهاءالدين نوري التي يذكرها بهاء الدين في ص 402 من مذكراته بالنص: "كانت هناك، في عام 1969، مناقشات في الحزب حول المسألة الكردية وموقف حزب البعث منها. ساهمت في النقاش وكتبت كراسة صغيرة مكرسة للموضوع نفسه استعرضت فيها طبيعة حزب البعث القومية - الشوفينية الدموية واستنتجت بأن هذا الحزب لن يريد ولن يستطيع إيجاد حل سلمي ديمقراطي راسخ للمشكلة الكردية في العراق. بعد الأخذ والرد وافق المكتب السياسي للحزب على هذا التقدير، المثبت في الدراسة، وبالتالي وافق على طبعها وتوزيعها. وكان الطبع قد أكمل وأولى النسخ قد وزعت على المنظمات عندما أعلن عن إتفاق الحادي عشر من أذار 1970. فقرر المكتب السياسي سحب نسخ المطبوع على جناح السرعة وإتلافها، زعماً بأن الحياة قد أثبتت العكس. وتعاقبت الأعوام وأكدت الوقائع أن الاستنتاج كان صحيحاً وان حزب البعث لم يكن قادراً على حل المشكلة، بل كان قادراً فقط على تعقيدها أكثر فأكثر وعلى إشاعة الموت والدمار الشامل في ربوع كردستان العراق."
بعد كل هذه الكوارث لا يقف بهاءالدين نوري، شأنه شأن عزيز سباهي وغيره، قليلاً ليلتفت الى الوراء ويتخيل ماذا كانت النتيجة لو تحالفوا مع العناصر التي كان حميد عثمان يتأمل فيهم المرونة والقدرة على المراجعة وتجاوز التأريخ الدامي واستشراف المستقبل ومخاطره، وكانوا أول من هتك بهم صدام حسين. قبل غيرهم، عندما إطمئن بأن الجميع راهنوا عليه بهدف تحقيق طموحاتهم الذاتية، ألا يدل المقطع الأتي من مذكرات الصحفي صلاح مندلاوي دليل على ذلك:
«ولكن ميشيل عفلق قوض تلك الفكرة بتصريحاته التي دلت على ان المقالات المنشورة في الثورة كانت خليطا من حميد عثمان ( سكرتير سابق للحزب الشيوعي ) الذى كان يكتب تحت اسم سليم سلطان وعبدالخالق السامرائي وعبدالله سلوم السامرائي ومحمد محجوب اذ قال عفلق ( ان الأكراد كانوا عربا ومسلمين الى أن جاء الإستعمار فأوجد لهم الإختلافات الثقافية واللغوية ) طلبنا من الاستاذ الذبيحي إجابته فقال هذا الرجل يسمونه القائد المؤسس أي إنتهى دوره وهو ليس القائد الفيلسوف وليس له أية سلطة فصاحب السلطة صدام التكريتي ! »
ملاحظة: جمع دار الثورة للنشر هذه المقالات التي نشرت تحت إسم سليم سلطان خلال سنة ونصف فقط، من النصف الثاني لعام 1968 لغاية نهاية شبط 1970, في كتب ثلاث*، نُسخ منها موجودة في دار الوثائق العراقية وهي:
1- أراء... في سبيل الحل السلمي للقضية الكردية، رقم التسلسل34577
2- أراء في مسائل الثورة العراقية: مناقشات مع الحزب الشيوعي العراقي، رقم التسلسل 548523
3- أراء في الجبهة الوطنية والثورة، رقم التسلسل 125151
(يتبع)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا