الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسين كامل , قدوة لخدام.

دلشاد عثمان

2006 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


توجهت لعملي مثل كل يوم , و كما هو معلوم بين ازدحام بغداد , وصلت الى مكان عملي , عند وصولي استقبلتني الأوجه بالمعايدة بيوم رأس السنة و بعضهم بارك لي شهادة عبد الحليم خدام!! و انه ادلى بشهادات خطيرة توقع
النظام في مكان شكوك المجتمع الدولي, بالطبع ارتسمت الضحكات على وجوه البعض مستبشرين بسقوط نظام
البعث الجناح الأخر لبعث العراق , و فرحين بذلك , لأنهم يعتبروه وقوفاً لنزيف الدم الذي تسببه مليشيات البعث
الموجودة في الــعراق , بالطبع كالعـادة بدأت اطرف الحديث تتوسع الى ان استوقـفني احد الأخوة بجـملة كانت
مفتاحاً لمقالتي حيث انه قال , حسين كامل هو نفس عبد الحليم خدام.عدت بذاكرتي الى عام 1996 حيث اذكر ملامح لحسين كامل و هو في مؤتمر صحفي في الأردن و يوجه الضربات للنظام العرقي و لقائده صدام انذاك, عرف حسين كامل بمكانته المرموقة بجانب صدام و بجانب العائلة الحاكمة , حيث علمت من بعض المصادر و من بعض الناس هنا بان عدنان خير الله وزير الدفاع ماقبل عام 1989 كان انذاك يكره التقرب
من حسين كامل و قد وصلت المرحلة الى ان قدم استقالته و تخلي عن كافة مناصبه بعد استلام حسين كامل قطاع
التصنيع العسكري العراقي و سيطرته على الضباط انذاك هنا نرى تأثير حسين كامل على السلطة ,كما انه من المتوقع بأن المسؤول عن سقوط مروحية عدنان خير الله كان انذاك حسين كامل حيث انه كان يمقت عدنان بسبب كره عدنان الشديد له بسبب التدخل في شؤون السلطة, اذاَ مما ذكرته سابقاً فأن حسين كامل كان له مكانة مرموقة و مميزة , لا مثيل لها بين كافة اتباع صدام و صدام نفسه ,اذاً لماذا حاول الصهر زوج رغد الأنقلاب على صدام انذاك!!!!؟؟
هنا ننتقل لنرىحسين كامف في فترة مابعد الأنشقاق من صدام حيث انه كان واقعاً تحت تأثير الاتهامات التي وجهها العراق له في البيان الذي صدر من بغداد ولذلك كان الاحتكام لعاطفة الانتقام أكثر من الاحتكام للعقل، ولذلك حاول أن يحرض الأمريكان على النظام في العراق، وأن يضخم التهديدات والمخاطر التي ما زال يمثلها الرئيس صدام حسين لدول المنطقة، ويمكنني القول إنه لم يقدم معلومات ذات قيمة في هذا اللقاء عن التسليح العراقي، وإنما قدم معلومات عامة، كما حاول أن يضخم من مساوئ أولاد الرئيس وأشقائه، وحاول كثيراً التحدث عن الممارسات السلبية لأشقائه من أمه، برزان ووطبان وسبعاوي، محاولاً لصق كل ما هو سيئ بهم مظهراً نفسه على أنه رمز للتغيير الديمقراطي في العراق، (كان حسين كامل رمزاً للقسوة والظلم والعنف والتسلق السريع وأذكر بأنه كان يناديني يا ديمقراطي ساخراً من الأطروحات الديمقراطية)...
بالطبع استمرينا بالحديث عن حسين كامل و توقعاتنا للأسباب التي دفعته للقيام بذالك , فكانت احدى الأجوبة: حسين كامل كان يتمتع بعلاقات خارجية جيدة نوعاً ما و كان مكان الشك بأنه يملك اتصلات مع جهات امريكية ما بعد حرب الخليج لذا من المحتمل بأن جهات دولية طلبت منه القيام بذالك ووعدته بأعفاء من العقوابات التي ستوجه له , كما وعدته باستلام درفة الحكم بعد ازالة نظام صدام, بتوقعي هذا هو السبب الذي دفع حسين كامل للوقوف ضد صدام , لأنه كان متعوداً على المراتب العليا وكان من اشد الكارهين للتدرج نزولاً في المناصب و بعدها اختلفت موازين اللعبة الأمريكية انذاك ,فقرر العزول عن قراره بعد اعفاء صدام له!
ها هي 10 سنوات على التمام , من حادثة حسين كامل التي انتهت بمقتله على يد اعوان صدام, و هنا نفاجئ بانشقاق الشخصة الأولى على الصعيد السياسي في سوريا , حيث ان عبد الحليم خدام كان الشخصية الأولى بعد الرئيس السابق حافظ الأسد و كما هو معلوم بأن عبد الحليم خدام هو من اصدر تعديلاً بالدستور يخول رئيس الجمهورية بأن يكون عمره اقل من 34 سنة من اجل تولي بشار للسلطة , اذا نظرنا هنا , نرى بأن عبد الحليم خدام هو كان الشخص المرشح لرئاسة الدولة و بدأت تلك المساومات اثناء دفن الراحل حافظ الأسد و لكن صدمنا بظهور التعديل السابق و انتخاب بشار رئيساً للدولة , و مع هذا بقي الدور الأكبر للسلطة بيد عبد الحليم خدام ..
لنعد و نراى تاريخ عبد الحليم خدام, ولد عام 1932 في بانياس (منطقة ذات سكان علويين اي من نفس طائفة الرئيس الأسد) بمحافظة طرطوس. درس المحاماة في جامعة دمشق وعمل بها بين عامي 1954 و1964. انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي ودخل ميدان السياسة بعد وصول الحزب إلى السلطة في ثورة آذار 1963. عين محافظاً لحماة ثم القنيطرة ثم محافظاً لدمشق عام 1967، ووزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية 1969. بعد الحركة التصحيحية في تشرين الثاني 1970، عين وزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الوزراء. كان مبعوث الرئيس حافظ الأسد إلى لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ولعب دوراً في التوصل إلى اتفاق الطائف عام 1989. عين نائباً لرئيس الجمهورية عام 1984و بقي محتفظاً بمركزه...
لذا نرى بأنه اقوى شخصية سياسية عرفه التاريخ البعثي مابعد حافظ الأسد فلماذا ينشق عن السلطة؟ بالطبع هنا اعاود قراءة تاريخه الأقتصادي , يوجد عندي معلومات عن ابنائه , حيث ان اسمائهم كانت بالسوق في هذه الفترة حيتان السيارات, فكانو من اكثر الناس استيراداً و تجارةً للسيارات في سوريا , و امتدت املاكهم الى ان وصلت الى فرنسا و سويسرا, لذا لماذا ينشق , السبب بصراحة , تعتبر قدوة خدام الحالية تجربة حسين كامل , حيث بالمقارنة لا فرق بينمهم , فقط ان خدام هو ثاني شخص استعمل عقله (بعد غازي كنعان) من بين المسؤولين بعد فضيحة اغتيال الحريري , و حاول الهرب الى خارج الدولة المنهارة و الظهور بصورة ابو الأطروحات الديمقراطية من اجل حجز مقعد له في المستقبل في حال سقط البعث السوري و قيام حكومة وطنية متكونة من اطراف المعارضة الحالية الموجودة خارج و داخل القطر,او على الأقل الخروج بماء وجهه و كأنه شخص وطني ولا يرضى بهذه الممارسات, تبقى المفارقة الوحيدة , بأن خدام مازال على قيد الحياة حتى هذه اللحظة , السؤال الذي يطرح نفسه , من هو المسؤول المقبل؟؟

دلشاد عثمان
بغداد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم