الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يسقط كاسترو

ناصرقوطي

2016 / 12 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يسقط كاسترو
ناصرقوطي
الحرباء عضاية معروفة من جنس الزواحف، وهي الوحيدة القادرة على تغيير لون جلدها تبعاً للظروف والمحيط الذي تتواجد فيه، فمرة تتحول حمراء، ومرة خضراء، وأخرى بنفسجية. ولايضاهي هذا الكائن المسالم الذي لايتلون إلا لحماية نفسه من الدخلاء والأعداء الذين يضمرون له شراً . نقول لايضاهيه إلا بعض دعاة الثقافة والسياسة. تلكما الفئتان اللتان تمتلكان من الدهاء والمناورة والمكر بحيث يقنعان الكثير من الدهماء والجهلة، وأنصاف المعرفيين، بأن مشروعهما هو الوحيد الذي سينقذ المجتمع والبشرية من السقوط والتردي، ويحل أزمات الناس ومعاناتهم ويقودهم الى بر الأمان، ويوهمون الآخر بأنهم سيقضون _ بقدرة قادر _ على أكبر المعضلات تعقيداً. هذان الصنفان ينشطان في ظل الانقلابات والثورات، والانعطافات السريعة التي تحصل في المجتمعات، فينتهزان أي فرصة متاحة ليتبوءا المناصب، ثم يثريان على حساب تلك الأصوات التي اختارتهما ليعبرا عنهم. ينبثقان إلى السطح مثل خَبَث ميتافيزقي، ويتصدران المشهد مهما كان شائكاً ومعقداً، ويستقطبان المئات بل الآلاف من الجهلة الذين لايرون أبعد من أنوفهم، بخطب ارتجالية سقيمة، تلكما الفئتان المتلونتان تفوقان الحرباء تقانة في تبديل لون جلدها. فالكثير منهم نزع جلده الزيتوني الذي كان يرتديه في الأمس القريب ويتباهى به في عهد النظام السابق، ثم راح يهلل للاحتلال وبعدها انخرط في أحد الأحزاب الدينية التي تمتلك السطوة.. وهو لايمتلك أدنى المقومات التي يتمتع بها الانسان السوي، ومنهم من انخرط في منظمات المجتمع المدني وهو لايعرف أبسط أبجديات المدنية فتراه متمسكا بأعرافه وتقاليده القبلية حتى بأطروحاته ووجهات نظره المتعصبة حين نراه يطل من شاشة التلفاز. كما لو كان القديس "سباستيان" والسهام مغروزة في جسده وهو يبتسم.هنا تكمن الصعوبة في التعامل معهما، بمكان بحيث لاتجد خطابا معينا توجهه لهما، لأن كلاهما لايجيدان إلا لغة التهديد والعنف _ بعد حيازتهم على المناصب_ وعليه لن تجد حلا إلا عبر طريقتين وكلتاهما خاسرتان. الأولى أن تصمت وتسلم زمام أمرك لهم، والثاني أن تواجههم بالخطاب السقيم ذاته الذي يتعاملون به، وهي خسارة أخرى لأنك لم تعتد لغة المناورة وتسقيط وجهة نظر الآخر. هاذان الصنفان الحرباويين كانا بالأمس القريب يلعلعان ويتبختران ببدلاتهم الزيتونية، وبانتمائهم الى حزب البعث ونراهم الآن بعمائم أو أربطة عنق وقد نبتا في مفاصل البلد كالفطر السام الذي سيؤسس_ على المدى القريب_ لامبراطوية الخراب. فهنيئاً لهم وسحقا للحرابي التي لاتفكر إلا بحماية نفسها من هذا الطاعون، " وليسقط كاسترو وجيفارا، وماركس، ونيرودا، وغاندي، ولوممبا، وغرامشي، وسيزار بافييز، ومظفر النواب، والجواهري. ويعيش الجنرال باتستا، وفرانكو، وصدام، وبينوشت، والقذافي، وعلي صالح و..ليحيا الخراتيت الجدد،والبرص والعرجان.. وليسقط العظماء، " فالألقاب ليست سوى وساماً للحمقى، أما الرجال العظام فليسوا بحاجة لأكثر من أسمائهم" ..و..الى كاسترو _الذي لم يتلون_ ستذرف المحيطات دموعا ستغمر كل صقع مثل رفيق دربه تشي جيفارا الذي طرزت صورته على قمصان الصبايا.. لأنه أعطى درسا عميقا في الايثار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير