الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمي تتغير / قصة قصيرة

محمد الطيب بدور

2016 / 12 / 2
الادب والفن



اقتنت كعادتها من المغازة المجاورة لمنزلها ما يسد حاجتها لبضعة أيام..و في طريقها للمغادرة...تبعثرت أشياؤها ...هوت لالتقاطها...فاصطدم رأسها برأس رجل سارع هو الآخر لمساعدتها...و هما يجمعان ما يقدران عليه...نظرت اليه في حياء...و انبهر بخجلها و سحر عينيها...و تمنى أن يظلا على تلك الحال...مسحت بعينيها و بسرعة ملامحه...و تأكد هو من أن جمالها لا يكمن فقط فيما رأى...تتبع خطواتها و هي تلتفت اليه و كأنها لا تريد مغادرة المكان... راقب خطاها حتى اختفت ...و ظلت هي تتفحص نفسها و تسوي شعرها الذي لفح وجهه منذ قليل...
هند...المرأة الخمسينية...تعيش مع ابنتها الوحيدة...بعد زواج فاشل...اعتنت بشغلها و تربية وحيدتها...
قليلة الظهور...تحيى حياة معزولة عن كل اختلاط احتماعي...زوارها قليلون ...البعض من أهلها و جيرانها...ودعت منذ زمن صالونات الحلاقة و المغازات الكبرى ...لا تهتم كثيرا بزينتها...
استقبلتها ابنتها ...تسلمت منها ما اقتنته...و لاحظت شرودها...تتبعت خطاها و رأتها تستلقي على سريرها و تنفرد بنفسها غير عابئة بها و بأسئلتها...ثم رأتها على غير عادتها تطيل المكوث أمام المرآة..
فلم يبق لها غير أن تتبادلا النظرات و الابتسام خلال السهرة ...دون أن تدرك بداية تغير في مزاج أمها...لم يتملكها القلق بقدر ما اندهشت لانشراحها...و اهتمامها بنفسها و كثرة سرحانها...حتى أنها
لم تعد تراقب ما تختاره من الأغاني الشبابية ...بل انها لاحظت انسجامها مع الأنغام المنسابة من غرفتها...و استحسانها ...أمر أدخل البهجة على قلب البنت الشابة...و أصبحت تتعمد الجلوس بجانبها و الارتماء في حضنها كلما أحست بتفاعلها مع أنغام محددة ...كانتا تبتسمان...و تستقبلان اليوم الجديد بأمل متجدد...
لا تريد البنت أن تسأل أمها ...هي فقط تسعد ...لأن شيئا سيغير طعم الحياة اليومية بينهما...ستعود أمها كما كانت...ستراها بلباس أقفلت عليه منذ زمن حقائب الماضي..ستصحبها للمغازات الفاخرة و ستجدد الحياة ...و سترى أمها سعيدة ...كيف...؟ هي لا تعرف...
لم يكن من عادة هند أن تقصد المغازة يوميا...لكنها في اليوم الموالي...ساقتها خطاها ...و قبل الدخول الى المغازة تأملت المكان المجاور...ثم تجولت بين الأروقة و تباطأت ...تنظر خلسة و تتفرس خفية الوجوه...ليتها تسقط ما اقتنته...و ليت الزمن يتراجع لتعيش لحظة لم تعرفها من قبل...و غادرت ...متثاقلة...لم تيأس...فلعل الأيام أو حتى الساعات القادمة تكشف المقدر المجهول...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف