الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عطر الجسد . قصة .

سعد سوسه

2016 / 12 / 3
الادب والفن


ذهبت الى بيته ارادت زيارته لأنه كان متوعكا . فرح جدا بلقائها أسعدهُ حضورها البهي ، استقبلها بكل المودة في العالم ، جلست على الاريكة الجلد السوداء ، كانت الجو فيه القليل من البرد في نهاية الشتاء .
أقلقه ذلك النور الذي يلفها فقد كانت مشعة ، هل هو نور النيوات المشتعلة ام نور الرب أم هي احد الاولياء الصالحين ، ام هي كتله من النور ، لقد كانت ستائر الغرفة مشرعة مفتوحة كي يدخل ضوء الشمس فقد كان الجو بارد قليلا .
- الحمد لله على سلامتك .
- الله يسلمك .
- كيف اصبحت .
- حتما افضل .
بدأت الكلمات تتلعثم وهو يتحدث اليها ، كان ينطق الجملة كاملة لكنه كان يسمع اخر احرف الكلام ، ولم يعد يسمع منها منها اي كلمات رغم انها كانت تتحدث اليه .... ضاعت الكلمات بين شفتيها ، ضاع صوته بدأ يستمتعان بحالة "الخرس " رغم حديثهما . جلب لها العصير
ابتسمت : اعتقد اني بحاجة الى فنجان قهوة .
- بعد العصير ، سنشرب القهوة .
- كلا ... ساعدها انا .
- كيف .
- هكذا .... اذهب الى مكتبك وساجلبها لك ، ضحك ، وبقى يتاملها ، ذهبت الى المطبخ احظرت الدلة وضعت بها البن وتركته على نار هادئه ، اخرجت اكواب القهوة وغلستهم .
دخل الى مكتبة جلس على الاريكة الجلد . ظل يتأملها ... رغم كل السنين الطويلة التي مرت واختفت فيها اخبارها ، وجدها مازالت تملك الكثير من الجمال النقي ورحها المرحة الطيبة ، كانت مرتبه القوام رغم الترهل البسيط وامراض ضغط الدم ، والم الفقرات المزمن الذي تعاني منه . كانت حبيبته ايام الكلية . بعد قليل جلبت له القهوة :
- تفضل استاذ ، قهوتك جرب .
- لذيذة مقدماَ .
- لا تجاملني .
- ههههه استريحي ، دعيني اراك .
وسع لها مكانا قربه على الاريكة ، جلست ، بدأ يشرب القهوة : الله الم اقل انها لذيذة . ابتسمت بهدوء : شكراَ هذا من ذوقك .
احس بالحميمية واللذة بدا حديثا عاديا ، كان يبدو عليهما الارتباك ، يده امسكت يدها ، ارتبكت ، فزعت : ماذا .
- اسف ... اريد ان اشعر ..... بانك قربي .
- انا قريبة منك .
منحت يدها له ، بدأ يداعب يدها ويرسم عليها باصابعه لوحة سريالية عصية الفهم مليئة بخطوط متقاطعة ، تكشف رعشة يده ، فربها الى فمهه .. كان يشكو اليها غربته كل تلك السنين التي اختفت اخذت معها احلام الشباب كان يهمس بصلاة الشكر للرب الذي صنع هذة المخلوقة من الحب والروح .... وبدأ يسجد فوق يدها قبل اصابعها واحدا تلو الاخر ، فقدت الاحساس بيدها ودق قلبها بعنف خشيت ان يسمع تلك الدقات وشعر بالنبض .
تمادت شفتيه وبدأ يلثم يدها ، شعور جميل ان تقبل يد ربك وان تحتويه بين ذراعيك . جرت يدها خائفة .
- دعيني الثم بعضك ... فهو لي سُرق مني .
- ارجوك .
- هل اضايقك ، هل انت خائفة ، انا ..... اتذكرين ؟ الرجل الوحيد الذي احببته انت .
- اخشى ان نتمادى .
- وهل ستقوم الساعة .
- ارجوك .
- كفى ، فقد كانت امنية في قلبي وحققتها .
اكملا فنجان القهوة وعاد من جديد ليدها كانت صغيرة جدا ، دقيقة ، ممتلئة ، ضاعت بين اصابعه الطويلة . احس انها اقرب اليه ، اخذ يعبث بشعرها القصير المائل الى الشقرة سحبها بلطف وبدا يقبل عنقها ، حلمة اذنها . وضع راسها على صدره ، مرر اصابعه بين خصلات شعرها ، رفع راسها بدأ يقبل رقبتها الصغيرة ويده الاخرى كانت تحيط بجسدها ، شفتيه اصبحتا اقرب الى شفتيه اراد ان يقبلها ضمت شفتيها بقوة رافضه تقبيلها ؟ ابتسم اليها بلطف . لم تستطيع المقاومة .... تركت شفتاها تعبث بها جنون الحب ، اللهفة وحب رجل ، لاتستطيع ان ترفض له شئ وان قاومت فستهزم ، لم لا تعلن استسلامها وتستمتع بلحظة مجنونة لن تعود ؟
؟ وان قاومت ، هل تقاوم سيل ، مد من الجنون ، تقاوم قدرها ... اخيارها ... قبلته كانت اخر عهدها بالطفوله ، وبعدها الفطام ... انه لايُقبل بل يرتشفها يرتشف من الحياة ، وشفتيها الحياة .
اوقفها وضمها الى صدره راسها فوق صدره فهي قصيرة مقارنه به . احس انه امتلك العالم كلهُ ، ضمها بقوة ، شعر بان اظافرها غرزت في ظهره ، تاوهت ، فتح ازرا القميص وضم وجهه في صدرها ، ويقبلهُ يتحسسه بانفاسهُ ، هي تزيد من غرس اظافرها تكاد تقتلع لحمهُ ... بدأ يترنح من اللذة والالم .
اجلسها ونام على حجرها ، اخذت تعبث بشعره الاشيب وتعيد ترتيبه تقبلهُ بين عينيه وخديه ، كأنها عطشى . احس انها طفلة ثكلى .
- احس بالتعب ساذهب الى غرفة النوم .
- ماذا ... ؟
- لاتخافي ابقي وحدك هنا .
- كيف ...
- تعالي معي اذا .
تمدد على السرير وهي قربه ضمها بيده الى صدره ، كانت فَرحة ، اخذت تقبل صدرهُ ويدها تتحسس ملامح وجهه وصدره اخذت تغني له بفرح وهي ترقص فوق جسدهُ . احست انها ملكة ، احست بالسعادة ، وهي فوقه تغني ويتمايل جسدها مع اغنية ترددها من نفسها بصوت هامس . وهو يبتسم ، قبلها بدأ بعينيها بانفها استقرت قبلاته فوق شفتيها ، مرر شفتيهه فوق شفاها بالكاد يلامسهما ، كأنه يستنشقها ، كانت تتآوه ، هي التي بدات تقبله بسرعه كانها تريد ان ترتوي من الحنين اليه .
اخذها الى غرفة النوم تقبيلا ولثما ، وهي في صراع تقاوم ثم تهدأ قاومت اول الامر ثم اعلنت الاستسلام ، قبلت ان تغزو جيوشهُ جسدها ، ويعلق رايات انتصاراته ، كانت مستمتعة بهزيمتها ، باستسلامها لأنها عرفت ان من المستحيل ان تقاوم قدرها وهو قدرها .
اخذتهما النشوة والحميمية مارسا الجنس بكل انواع الخوف والارتباك والقلق اكملت هي قبله وبقيت مستسلمه له مستمتعه باللذة الملعونه التي ملأتها . احست انه يكاد ينتهي : ارجوك احذر . قذف فوق التها الصغيرة .
تمدد قربها واعلن " ان لاحول ولا قوة الا للحب للجسد " ضحك : لم انت خائفة
- كنت سريعاَ . وضحكت خفت ان تفقد اعصابك ، لم تقول انك بارد جنسيا لقد خدعتني .
- اصمتي فانا لا اعرف كيف مارسنا اعتقد اننا محروميين رغم كل المحيطين بنا .
نامت بحظنه ثانية . واخذ يقبلها ثانية من خديها ووشفتاها ، اه ايتها المجنونة ، قضيا ساعة تقريبا وهي في حظنه ، تتمنى ان لاينتهي اليوم ولا تلك الساعات .
- الله ... الاوقات الجميلة سريعة الذوبان في الحياة .
- لكنها ستعود .
- متى .
- عن قريب .
قامت من السرير نظرت الى المرآة عدلت هيئتها .
- هيا ايها العجوز ساذهب .
- اجل ايها الصغيرة ، اخشى ان تتاخري .رغم اننا الان احسسنا بالحميمية والقرب .
- لن تتكرر بعد الان .
- سنرى .
- ايها الماكر . ساذهب .
- ارجوك لاتجعليني افتقدك .
- اخشى ان نعتاد ....... .
- ماذا في ذلك .
- احست اني امراة ... اني حرة ... اني .... انا ؟ كفى فقد تاخرت .
اوصلها الى الى الباب مودعا ايها بقبلة طويلة ، عاد يستنشق عطرها الذي ملأ البيت ... فلكل جسد امراة عطرهُ . جلس يكتب لها رسالة .... شوق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت


.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-




.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و