الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الأمم في الحرب الأهلية السورية

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي
(Bashara Jawad)

2016 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لعبة الأمم في الحرب الأهلية السورية
جواد بشارة
[email protected]

قبل أن نبدأ تحليلنا هذا، ينبغي أن نشير إلى أننا ضد كافة أنواع الأنظمة الدكتاتورية والشمولية وأنظمة الحزب الواحد والحزب القائد والقائد الضرورة، كما كان الحال في العراق وحاربناه في صفوف المعارضة العراقية طيلة أربعة عقود من المنفى، وبالتالي نعتبر نظام بشار الأسد، امتداداً لنظام والده حافظ الأسد وهو نظام لا يختلف عن النظام العراقي بشيء إلا ببعض الجزئيات. فهو يحكم باسم حزب قومي شوفيني هو حزب البعث، ويفرض على الشعب سلطة قمعية ودكتاتورية دموية عنيفة، أقول ذلك تمهيداً لتفادي حدوث أي سوء فهم أو إلصاق تهم جزافية من قبل البعض بأننا ندافع عن نظام بشار السد الاستبدادي، بيد أن ما نقوم به إن هو إلا تحليل جيوستراتيجي محض لما يدور على الساحة السورية، دولياً وإقليماً ومحلياً.
كلنا يعرف اليوم أن ما يجري في سوريا ليس صراعاً سورياً ــ سورياً بحت، بل هو صراع مسلح تقوم به تنظيمات مسلحة مختلفة ومتنوعة أيديولوجياً ، بالنيابة عن هذه الدول العظمى أم تلك، وهذه الدولة الإقليمية أو تلك. نعم من الإنصاف الإشارة إلى أن الساحة السورية شهدت في البداية سنة 2011، متأثرة بمجريات وانعكاسات أو تداعيات الربيع العربي وما حصل في تونس ومصر، حراكاً شعبياً بريئاً وسلمياً ضد نظام الحكم والمطالبة بإجراء إصلاحات فيه للخروج من الواقع الخانق الذي يضغط على رقاب أبناء الشعب بمختلف مكوناته. لكنه سرعان من تحول إلى صراع دموي مسلح بين العناصر الإسلاموية المسلحة التي خطفت حراك الشعب السلمي العلماني، وحولته إلى مواجهات مسلحة تعمل لحساب أجندات خارجية متنوعة ومتباينة الأهداف والنوايا. ولقد صب ذلك الانزلاق في خانة النظام وجاء لمصلحته لأنه كان يشهر مقولة الدفاع عن النفس ضد الإرهاب الإسلاموي المتمثل بتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين. فالتدخل ، بكل أشكاله، كان واضحاً وجلياً وصريحاً في الكثير من الأحيان ، ويسير وفق سياقات الصراع الدولي على النفوذ في منطقة الشرق الوسط بين أمريكا وحلفاؤها الغربيين من جهة وروسيا وبعض دول البريكس التي تعرض الهيمنة الأمريكية على المقدرات الدولية. فتركيا العضو في الحلف الأطلسي، والعربية السعودية الحليف الاستراتجي منذ عقود طويلة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وقطر المحمية الأمريكية بامتياز،وإيران البعبع الخطير الذي نشأ بعد الثورة الإسلامية في أواخر سبعينات القرن الماضي وتحول إلى هاجس مرضي بالنسبة لدول الخليج، كانت تلعب أدوراً سلبية في تأجيج وإدامة النزاع المسلح الدائر على الساحة السورية، ما يعني العمل وفق إستراتيجية المحاور والتحالفات . بيد أن التغيرات التي طرأت وستطرأ لاحقاً في أعقاب انتخاب دونالد ترامب في أمريكا ، وربما فرانسوا فيون في فرنسا، سوف تؤثر قطعاً على المعطيات السائدة والمتحكمة بالملف السوري حصراً. وها هو وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يصرح لرويتر في 26 نوفمبر بأن بلاده ستواصل مساعدة المتمردين السوريين مع أو بدون ترامب. أي أن قطر ستستمر برفد المتمردين السوريين بالسلاح والمال حتى لو أنهى دونالد ترامب مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية في الجهود الدولية لصالح المتمردين السوريين حسب تعبيرات وزير الخارجية القطري. وهذا اعتراف صريح بأن هناك تدخلاً أمريكياً مباشراً وغير مباشر في الأزمة السورية في عهد أوباما وتدخل قطري صريح وعلني في الشؤون الداخلية السورية. كما أوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن قطر لاتنوي أن تأخذ لوحدها منفردة مبادرة تزويد المتمردين بالصواريخ المضادة للجو المحمولة على الأكتاف للدفاع ضد الطيران السورية والروسي ، فيتعين أن يؤخذ مثل هذا القرار عاى نحو جماعي كما شدد الوزير القطري. وبعودة سريعة إلى الماضي القريب ، نتذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت وسلحت تنظيم القاعدة الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن إبان مرحلة الصراع ضد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان وزودت قوات المعارضة الأفغانية الإسلاموية بمختلف تشكيلاتها، لا سيما القاعدة وطالبان، بصواريخ ستينغر المحمولة لصد هجمات الطيران السوفياتي آنذاك ، ما يعني أنها تعرف مدى خطورة مثل هذه الأسلحة إذا ما وقعت بيد التنظيمات الإرهابية على غرار داعش والقاعدة. لذلك أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من مثل هذه المبادرة القطرية لأنها تعرف مسبقاً خطر الجماعات الإرهابية الإسلاموية التي قد تصوب الصواريخ المضادة للجو إلى طائرات التحالف الدولي الذي يحارب اليوم تنظيم الدولة الإسلامية داعش في كل من سوريا والعراق. ومن المعروف أن قطر من أوائل مصادر الدعم والتمويل والتسليح للمعارضة السورية المسلحة المناوئة لنظام السد إلى جانب تركيا والعربية السعودية وكلها تعمل وفق خطة تشرف عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي أ CIA، التي تقضي بتزويد المعارضة السورية التي توصف بــ " المعتدلة" بالأسلحة اللازمة وبالتدريب والتمويل وسوف يستمر هذا الدعم حتى لو سقطت حلب بيد قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي حسب تصريح رئيس الدبلوماسية القطرية. يبدو أن الوزير القطري يرغب بتوجيه رسالة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ، الذي صرح أنه يمكن أن يوقف المساعدات الأمريكية للمتمردين المسلحين السوريين في المعارضة " المعتدلة" وتركيز الجهود ضد داعش بالتنسيق مع روسيا، مفادها أن قطر ستستمر في السياسة التي رسمتها لها إدارة أوباما ، على أمل أن يغير ترامب وجهة نظره بعد أن تزوده مخابرات بلاده بالمعلومات الحقيقية عن الواقع على أرض الميدان. حيث ردد وزير الخارجية القطري معزوفة أن نظام السد هو وقود داعش وذريعتها في البقاء والاستمرار وإن عنف قوات السد هو الذي يغذي عنف الجماعات المسلحة الإسلاموية المتطرفة والمتشددة وبالتالي يجب مهاجمة الأصل المتمثل بنظام الأسد على حد قول الوزير القطري.
وبهذا الصدد نشر الصحفيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو كتاباً مثيراً للجدل لاقى رواجاً جماهيرياً منقطع النظير حيث نفذت طبعته الثالثة في غضون شهر تحت عنوان " أعزاءنا الأمراء Nos très chers émirs، الذي يكشف دور قطر والعربية السعودية في تمويل التنظيمات الإرهابية كتنظيم النصرة الذي أصبح فيما بعد تحرير الشام وهو الواجهة السورية لتنظيم القاعدة الإرهابي الدولي الذي يقوده أيمن الظواهري اليوم خليفة أسامة بن لادن، كما يفضح بعض السياسيين الفرنسيين، من اليمني واليساء على حد سواء، واستجدائهم للمال القطري،





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - لا ينبغي تبرير ما تراه واقع و ليذهب الاخر للجحيم
انا من انصار بقاء بشار في السلطة بدون أي رتوش ( 2016 / 12 / 4 - 19:05 )
تحيات السيد ج. بشارة
انت اتعبت نفسك في توضيح امور صارت معروفة للجميع,فبعد غزو العراق وبسيطرة القطب الاوحد لتدمير الشرق الاوسط عدا اسر ائيل.الدولة هي اداة لهدهدة الصراع الطبقي, وهي اشكال.انا من انصار دولة الحزب الواحد بعد رؤية الز يف الديمقراطي سواء في الغرب ام في العراق.الديمقراطية الغربية كانت فاشية على الجزائر غيرها لتقدم التقدم لشعبها وعلى حساب جماجم ملايين الهنود والجزائريين الذين قاوموا الاستعمار.رجل كعبد الكريم قاسم اسقط الملكية وهو بلا حزب, فبعد ان حرر العراق اتهمه الغرب والعرب السعود_قطري والاكراد واالاسلاموية بالدكتاتورية.سيدنا العزيز ان اكذوبة الديمقراطية خرافة العصر الامريكي لتدمير الشعوب. مات كاسترو وترك بلد لمع اسمه في العالم وانتج ثورة تعليم وصحة وزراعة,كما في فنلندا,مع دعم كامل لافريقيا.بعد ان كانت كوبا بلد ملاهي يتسكع فيها الجندي الامريكي ليصرخ تحيا كوبا دولة النكا ح والمجون.بلداننا لا يمكن ان تخطو نحو الديمقراطية ما لم تتوفر ظروف الثورة البرجوازية الوطنية كما فرنسا وغيرها.دولة بشار نواة برجوازية بكل توصيفهاخلافا لقطر ولعراق دولة المعا صصة التي جاء بها الصهيويي برايمر!ن

2 - سوريا لا تصبح دولة محاصصة كما عراق الحرية
علاء الصفار ( 2016 / 12 / 4 - 22:16 )
عذراً حدث خطأ العنوان تكرر فاختفى الاسم!
تحياتي
اتسائل هل الحزب الواحد جريمة حين يكون القائد رجل ثوري و يبني بلده و يخدم شعبه, ام الجريمة حين تقوم امريكا بالتدخل في شؤون العالم و وفق مصالحها لتقلول لنا كريم قاسم واليوم بشار دكتاتور وعملت على تحطيم شعب العراق ولتساعد صدام حسين لمدة 30 عام لتصحا من نومها وتجد نفسها قوة بر برية لتقول للعراقيين ان صدام وحش دكتاتور ولتقوم بغزو العراث لتاتي بنظام ديمخطا ني غفوا ديمقراطي,بربك هل هذه احزاب في دولة ام قر و د بربطة عنق وعمامة في حديقة حيو ان او غابة محاطة بحزام اخضر امريكي.
اقدم رابط ادناه عن دولة الحزب الواحد وكم الجماهير المتحضرة والحشود بلملايين تودع زعيمها, فايهما افضل عدد من الاحزاب الرجعية والطائفية وبعثية صداميين وداعش في برلمان مدعومين من دول رجعية وقطر, ام دولة قائدها الفرد العظيم فيدل كاسترو.
https://www.facebook.com/telesurenglish/videos/972587242884678/?hc_ref=NEWSFEED
الديمقراطية العراقية قتل عبد الكريم قاسم وكل احزاب بالبرلمان العراقي تاريخهم ملطخة بدماء محرر العراق. لكن في كوبا كاسترو لا يوجد هذا الزيف وهذا التاريخ الدامي!ن

3 - الو حش كاسترو وبوش الابن ملاك منتخب من قبل الشعب
علاء الصفار ( 2016 / 12 / 5 - 10:30 )
تحية مرة اخرى
هناك مرحلة في التاريخ لا بد ان تمر,المانيا وبسمارك فرنسا والثورة الفرنسية و نا بليون,أمريكا وجورج واشنطن و قبلها الحرب الاهلية و اسبنيا فرانكو. ما اريد قوله الشعوب تبني تجربتها على اسس الواقع والتطور ليس فقط, الاقتصاد بل ظهور الانسان المستعد للحياة الديمقراطية,اي انسان مر عبر الطريق المتسلسة. كان العراق في حالة تدني مرير,فقرأت امريكا واقعه فقامت بأبعاد عميلها من اجل تحقيق الدمار, فنجحت امريكا في العراق,فحاولت على مصر فدعمت الاخوان وفشل الاخوان بعد عام 1 فقط, ليبيا تم قصفها وضاعت كدولة سواء على الخارطة ام على صعيد الانجازات التي تحققت, اي تم تدمير التسلسل التاريخي من اجل عدم نهوضها. حاولت امريكا على سوريا و معها تركيا والسعودية واسر ائيل وقطر, وجدوا ان سوريا هي صمود وتصدي, فالشعب هنا حي يحب تاريخه, فوعى إلى المؤامرة فالتف حول بشار الاسد خوفا من الدخول في مأزق الطائفية و مذابحها لذا فشلت امريكا بكل مهارة.
https://www.facebook.com/fidelistaPS/videos/140234526413746/?hc_ref=NEWSFEED
ارجو ان وفقت في ايصال الفكرة عن كاسترو (الدكتاتور) و بوش زعيم الدولة الارهابية الاولى للعالم!ن

4 - هذي هي ادعات و نتائج تطبيق الغزو الديمومخطا ني
علاء الصفار ( 2016 / 12 / 6 - 13:16 )
وشهد شاهد ليس شيوعي دكتاتوري كما كاسترو : انظر للرابط فهو على لسانامرأة امريكية!
جرائم ضد العرب و باسم التحرير من صدام لنهب النفط وتدمير البلدان مصر العراق سوريا تنفيذا لمخطط بن غورين!
https://www.facebook.com/yeslam.trabek.ya.sham/videos/1190064894402031/
بن غورين و كيف يتم تحطيم العرب و ارجاعهم للعصر الحجري
https://www.facebook.com/huseen.ab.9/posts/456052247920940
على الاحرار عدم الانخداع بما تطرحه الديمخطا نية الامريكية. فهي كالمثل البغدادي(أليدري يدري و الما يدري كضبة عدسة)!
لا ديمقراطية تتحق في زمن الازمة الراسمالية وتوحش الامبريالية الامريكية, يجب العودة الى مفاهيم زمن الحرب الباردة, اي قيام تنظيمات ماركسية وشيوعية قوية من اجل عودة الموازن الطبيعي المعسكر الاشتراكي, فاليتذكر الجميع 50, 60,70 القرن الماضي فكيف كانت الشعوب العربية و ثقافتها ومستوى تعليمها وطموحاتها وليقارن بعد سيطرة امريكا وتحطيم البلدان من افغانستان الى العراق فسوريا وليبيا نرى تحول نحو البربرية بقياد السعودية وقطر ومع امريكا صراخ تحرير العراق من صدام و النتائج ملايين الوتى والهاربين لتفتيت وحدة شعب العراق!ن

اخر الافلام

.. فرنسا: -الذخائر الموقوتة-.. إرث مسموم من ألغام الحربين العال

.. أحزاب فرنسية تسعى للتصدي لليمين المتطرف.. كيف؟




.. أفكار الانتحار.. هل تراود أطفالنا دون أن نعلم؟| #الصباح


.. صدامات بين أتراك وسوريين ومساع ومواقف من النظامين للتقارب وإ



.. الانتخاباتُ الفرنسية.. زلزالٌ يَضرِبُ أوروبا #بزنس_مع_لبنى