الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستشهد سوريا انقلابا بعثيا جديدا

نورا دندشي

2006 / 1 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


المباراة ساخنة على الحلبة السورية فيما بين الخصمين النظام الحاكم والمنشق البعثي عبد الحليم خدام ، وبدون أدنى شك فإن كل خصم لديه من الملفات والفضائح وسيحاول كل طرف النيل من الاخر بالضربة القاضية، فمن سيكون صاحب هذه الضربة .. ؟ أم أن هناك مفاجأة يعدها الشعب السوري للقضاء على الخصمين وانهاء هذه المصارعة التي ستجلب الويلات على سوريا والشعب السوري...! خصوصا بحال صحت الأنباء الواردة عن عزم الخدام المنشفق لتشكيل حكومة منفى وتوقعات بإنشقاق اخرين من الرموز البعثية للالتحاق بقاطرة صحوة الضمير قبل أن تفوتهم والتي انطلقت إثر المعلومات المؤكدة والمتوفرة لديهم بنهاية النظام .
وحسب المعلومات المتوفرة حتى الان فإن هناك مشهدان متقاطعان يتم رسمهما في الخارج ، مشهد يضم الخدام والشهابي ومن سيلحق بقاطرتهما ، ومشهد يضم رفعت الاسد والبيانوني ومن يواليهما حيث التقى الاخير برفعت الاسد اكثر من مرة ، وربما المشهدين يندمجان ليكونا صورة سيريالية متاشبكة الخطوط وتلتقي المصالح والاهداف للوصول الى السلطة تحت شعار المصالحة والوحدة الوطنية...!
ونظرا لفراغ الساحة السورية من أي قوى سياسية في الداخل فان كافة الاحتمالات أصبحت واردة ، وأمام كل هذه المعطيات والسيناريوهات فإن الكرة تتدحرج بين أرجل الفرقاء المتنازعة على السلطة والشعب السوري يتدحرج معها ، بين مؤيد ومعارض وموالي ومتحفظ ومترقب بصمت لما ستؤول اليه الامور في الايام المقبلة ..!
وسؤال يطرح نفسه حول ما يخطط له الرفاق المنشقين البعثيين للمرحلة المستقبيلة وما يدور في فلكهم السياسي ، هل إسقاط النظام أم إسقاط حزب البعث وحله .. ؟
لكن من تتبع مقابلة عبد الحليم خدام على قناة العربية بتمعن فإنما يستشف منها اننا مقبلين على حركة تصحيحية جديدة على غرار حركة السبيعينيات بقيادة حافظ الاسد ، والمنشقين كانوا شركاء في هذه الحركة ولديهم الخبرة الكافية في إدارة الانقلابات وهذا ما يؤكده خروج هذا الصنم عبد الحليم خدام عن صمته الذي اشتهر به على مدى خمسة وثلاثون عاما ، وخروجه هذا لم يأت عن عبس وإنما لديه تطمينات داخلية سواء على مستوى القيادات بالجيش او على مستوى أعضاء القيادة القطرية وحصوله على الضوء الاخضر للانطلاق بحركته وما كان طرده من حزب البعث الا مجرد مسرحية شكلية ..!
ويبدو أن البعثيين المنشقين يستعدون لفرد عضلاتهم وقلب النظام بدعم عربي وغربي ولا يمكن أن نتجاهل أو نغفل عما ورد في الصحف الاسرائيلية من أنباء حول استقبال الخدام للمخابرات الاسرائيلية في مقر اقامته في باريس الذي تحول الى مزار للجميع ، خصوصا وأن اي عملية تغيير في نظام الحكم في سوريا لا بد وان يكون للطرف الاسرائيلي شأن فيها ، وليس هناك أجدر من التعاطي مع القضية التي تخص مرتفاعات الجولان وعملية السلام مع اسرائيل سوى أصحابها الذين يملكون كافة مفاتيح اسرارها ..! ومن المنطقي أن يتوجه تفكير الحكومة الاسرائيلية نحو أحد عرابي هزيمة الجولان ...!
والطامة الكبرى أن غالبية الشعب السوري يديره ظهره لهذه المعطيات وينصب تفكيره ويحصره في الدبابة الامريكية والهجمة الشرسة التي تعد لها العدة الولايات المتحدة الامريكية على سوريا ، ولا يدري أن الخطر الأعظم هو القادم من الشرق وليس الغرب هذه الكرة ، الخطر قادم من الرفاق البعثيين حيث لا نعلم حتى اليوم أي طراز من الدبابات سيمتطون ظهورها ويدخلون سوريا فاتحين محررين ويطلون علينا بحركة تصحيحية بعثية جديدة ، مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة كإلغاء كلمة إشتراكية ، بما أن الرفاق أصبحوا ينتمون اليوم الى الطبقات الرأسمالية والبورجوازية ، لذا ستكون ثورتهم التصحيحية بطراز يتماشى مع أوضاعهم الجديدة وسوف يدخلون ببدلات من أشهر الماركات العالمية عوضا عن البدلات العسكرية التي اشتهروا بها ، ولفائف السيجار في أصابعهم بدلا عن المسدسات..!
وقبل تسلمهم للسلطة والامساك بمفاصل الحكم سوف يكشفون عن ثرواتهم كي لا يطالهم مستقبلا قانون " من أين لك هذا " ، ويتهمون باللصوصية ونهب خيرات البلد ، حشاى أن يكونوا حرامية أو لصوصا..! وهل خلفوا ورائهم شيئا من خيرات هذا البلد حتى ينهب مستقبلا ... ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك