الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخر مهزلة لنوري المالكي العراقييون يريدون التغيير

اكرم بوتاني

2016 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


يزداد النفوذ الشيعي المتفرس في العراق يوما بعد يوم ،وكلما ازداد ذلك النفوذ كلما ازداد الميل الى السيطرة على بقية مكونات المجتمع ،وهذه هي طبيعة المجتمعات ،فعندما تشعر احدى الفئات في داخل المجتمع بزيادة نفوذها وقوتها تتحرك نحو استعباد الفئات الاخرى من المجتمع.
فالعراق تتسلط على حكمه مجموعة من الانتهازيين الهمج الذين يبحثون عن مصالح شخصية ضيقة ، وقد جاهدت هذه المجموعة على خلق الفوضى في العراق ، من خلال افتعال الازمات مع الجهات التي لاتدعم مشروعهم الفوضوي ، فالفوضى هي الحاضنة الوحيدة التي مكنتهم من البقاء في مراكزهم ، ومن خلال تلك المراكز نهبوا خيرات البلد ودمروا كل شئ فيه ، وقد تمكن نوري المالكي من تشكيل ميليشيا مذهبية شرسة تهدد كل من يقف بطريقه ، اما فتوى الجهاد الكفائي التي افتا بها السيد السيستاني فلم تكن سوى الحفاظ على ماء الوجه ،حيث ان الفتوى جاءت بعد تشكيل هذه الميليشيات ، وقيس الخزعلي لم يتطوع في سرايا الحشد بناءا على فتوى السيد السيستاني ، انما كان فصيله قوة فعلية في الساحة العراقية قبل صدور الفتوى ، فنوري المالكي هو الذي يسيطر على السلطة وهو الذي يتحكم بامور الدولة ، وهو الذي يسيطر على فصائل القوة التدميرية المتمثلة بالحشد الشعبي ، عكس ما هو متعارف عليه في عالم السياسة فعلم السياسة يشير الى ان الجماهير هي التي تملك قوة الهدم والتدمير ، اما في عراق اللادولة ، فالقوة التدميرية والهادمة هي الفئة التي تسيطر على السلطة ، وهي التي تمتلك الغالبية البرلمانية ، فقانون الحشد الشعبي تمت المصادقة عليه بسرعة غير متوقعة ، اما قانون موازنة الدولة الذي يمس حياة المجتمع العراقي مسا مباشرا فلا تتم المصادقة علية الا اذا رضي عنه نوري المالكي ، ولامصادقة على قانون الموازنة الا اذا اعطى المالكي الضوء الاخضر لاتباعه في البرلمان ، والجماهير المغلوبة على امرها لاتستطيع تغيير هذه الفئة الضالة رغم التظاهرات الشبه يومية ضد هؤلاء الخونة وعلى رأسهم حرامي بغداد نوري المالكي وقد لايدل هذا على ذكاء هؤلاء المجرمين وانما يدل على ضعف وهزالة شخصية الفرد العراقي وشذوذها عن قاعدة سيكولوجية الجماهير، فمن المفترض حسب هذه القاعدة(ان الفرد المنخرط في الجمهور تتلاشى شخصيته الواعية ،وتهيمن عليه الشخصية اللاواعية ويصبح كانسان آلي لاتقوده ارادته ) اما الانسان العراقي فتراه عكس ذلك جملة وتفصيلا ، فهو عندما يتظاهر يكون بكامل وعيه ويطالب باحالة الفاسدين الى المحاكم ، اما عندما يكون منفردا امام صناديق الاقتراع فتتلاشى العقلية الواعية وتهيمن عليه الشخصية اللاواعية وينتخب الفاسدين والمفسدين ، واغلب الظن بان المذهب يلعب دور الجماهير الغير مرئية او لنقل بان المذهب قد بات صورة مطبوعة بذهنية اتباعه ، فعندما يفكر الفرد بالمذهب تهيمن عليه الشخصية اللاواعية ، وبهذا لانستبعد عودة حرامي بغداد لحصد اكثر الاصوات في الانتخابات القادمة ، الا اذا تمكن المتظاهرون من احالته الى المحاكمة بتهمة الفساد وتسليم محافظة نينوى الى تنظيم داعش الارهابي ، وهذا وهم يعشعش في مخيلة البعض منا ومنهم كاتب هذه السطور.
ان الملاذ الحقيقي لاية امة كانت هو حب الوطن ولا قوة للامة بغير حب الوطن ، اما العراق فقد باتت خيراته هي الهدف الحقيقي للشرذمة المتسلطة على رقاب ابنائه متسترين وراء المذهب وهم في حقيقة الامر حثالة من الهمج لايفقهون في الدين شيئا ولا يترددون في ازالة اي عقبة تقف في طريق رغباتهم الدنيئة .

4-12-2016
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟