الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دي ميستورا السني وجورج بوش الشيعي

ناجح شاهين

2016 / 12 / 5
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


دي ميستورا السني وجورج بوش الشعي
ناجح شاهين
مطلع القرن العشرين قرر الإنجليز الانحياز في العراق إلى جانب السنة وتهميش الشيعة. وهكذا تم بناء دولة سنية في العراق أقصت المواطن العراقي الشيعي في ظل دولة الهاشميين ونوري السعيد.
لكن دولة العراق السنية تحت قيادة أحمد حسن البكر ومن قبله عبد الكريم قاسم لم ترق للاستعمار العالمي فسلخوا منها لواء الكويت وأقاموا فيه دولة، وتحالف الخليج الدائر في الفلك الغربي مع إيران الشاه ضد العراق طوال عقد السبعينيات من القرن العشرين.
سقط شاه إيران وجاء حكم مناوئ للمصالح الغربية بقيادة آية الله الخميني فانعكس اتجاه البوصلة لتبدأ مرحة من دعم العراق ضد إيران وتشجيع الرئيس الراحل صدام حسين على خوض حرب مدمرة ضد ايران استمرت عشر سنوات.
بعد ذلك فكر المحافظون الجدد في ظل غياب الاتحاد السوفييتي في ابتلاع العراق والخليج كله والهيمنة على احتياط النفط الأساسي في العالم. وهكذا تم استدراج العراق إلى دخول الكويت ثم تدميره بحجج كثيرة منها السلاح النووي واضطهاد العراق العربي السني للشيعة والأكراد. وهكذا دخلنا في موال دعم الشيعة.
لكن صعود حزب الله المدعوم إيرانياً قلب الطاولة من جديد، ليصبح الشيعة مرة أخرى هم العدو الأساس الذي لا بد من تدميره وبناء شرق أوسط جديد. وهكذا كانت حرب تموز 2006 الفاشلة ضد حزب الله.
ثم جاء سياق "الربيع" العربي الذي وفر الفرصة لشن حرب استنزاف رهيبة ضد القوى "الشيعية" المعارضة للمصالح الأمريكية والغربية عموماً. وتحت الرعاية الأمريكية الكاملة عملت تركيا والخليج كله على إنشاء منظمات "سنية" مقاتلة من قبيل داعش والنصرة والجيش الحر.
اليوم يخبرنا دي ميستورا أنه لا بد من إنقاذ "السنة" من الحرمان الذي يعيشونه. ولا بد من حماية هؤلاء الضحايا السنة المساكين في حلب والعراق.
ماذا يفعل المواطن العربي البسيط في ظل هذا "الجدل" الغربي تجاه موضوعة السنة والشيعة؟
أظن أن الوصفة الأبسط هي أن نصبح "شيعة" أو أن ندعم "الشيعة" كلما استهدفهم المستعمر وأن نصبح "سنة" كلما اصبح المستعمر عدواً لهم.
البوصلة ببساطة هي أن نقف ضد المصالح الاستعمارية الغربية ونتبنى موقفاً معادياً لها. هذه أبسط قواعد التفكير السياسي القويم الذي لا يحتاج منا إلى إرهاق أنفسنا في الخوض في تفاصيل الصراع الدائر في بلادنا والمصالح المركبة المعقدة التي تقف خلفه.
اليوم البوصلة تشير إلى دعم سورياً والمقاومة وإيران دون لبس. نقول هذا دون أن نكون بالطبع مع الشيعة ضد السنة أو مع السنة ضد الشيعة. لأن هذه لعبة المستعمر الكلاسيكية "فرق تسد" ووظف هذا الطرف ضد ذاك بحسب مقتضيات اللحظة التاريخية ومصالح الاستعمار الحيوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| اعتراض قذائف أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمو


.. حصانة جزئية.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترمب؟




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض تتجاهل سؤال صحفية حول تلقي بايدن


.. اليابان تصدر أوراقا نقدية جديدة تحمل صورا ثلاثية الأبعاد




.. تزايد الطلب على الشوكولا في روسيا رغم ارتفاع سعرها لعدة أضعا